أبدى السفير الأميركي الجديد لدى لبنان فنسنت باتل تأثره بمشاعر الأسى والتعاطف التي اظهرها اللبنانيون تجاه التفجيرات في نيويورك وواشنطن، وأكد ان "لا داعي لإجلاء الرعايا الأميركيين في لبنان، لأن بيروت مكان آمن جداً". وقال في تصريح بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، "لم يتوقف هاتف السفارة عن تلقي الاتصالات المتضامنة، اننا كدولة وأمة نحاول ان نستوعب هذه المأساة التي شغلت كل المدافعين عن الديموقراطية في انحاء العالم وكل الدول العربية التي تربطنا بها علاقة صداقة أعربت عن حزنها وتضامنها". وإذ اشار الى ان بين الضحايا ثلاثة لبنانيين، قال: "هذا امر محزن جداً ونحن بدورنا نقدم تعازينا لعائلاتهم وهذه المأساة خيّمت على وصولي الى لبنان، فطائرتي حطت في مطار بيروت في اللحظة ذاتها التي حصلت فيها الهجمات في الولاياتالمتحدة، وعلى رغم ذلك اود ان اعبّر عن سروري لعودتي الى لبنان". وأكد "ان السفارة تعمل بالطريقة نفسها التي كانت تعمل بها سابقاً، وعلى حد علمي ان الرعايا الأميركيين الموجودين في لبنان في أمان وسلام ومستمرون في اعمالهم في شكل طبيعي وكالمعتاد، والوضع نفسه ينطبق على بقية سفاراتنا في المنطقة". وقال: "نحن نتطلع الى ارساء تحالف قوي بين الدول والمنظمات والناس التي تفكر في الطريقة نفسها للعمل بحزم لوضع حد للارهاب ونتطلع الى دعم كامل من اصدقائنا في الشرق الاوسط، هذا كان محور حواراتنا في المنطقة منذ سنوات طويلة، وهذه المأساة التي حصلت في الولاياتالمتحدة تدفعنا الى الالتزام بهذا الحوار، وهذا سيكون جزء من عملي هنا في لبنان وزملائي في المنطقة لتأسيس هذا التحالف". والتقى باتل رئيس الحكومة رفيق الحريري وكرر شكره للدعم الذي لقيه من اللبنانيين. وقال: "الولاياتالمتحدة كانت ولا تزال ملتزمة بمكافحة الارهاب في العالم. وما رأيناه في كل انحاء العالم، خصوصاً في الشرق الاوسط هو رسالة تضامن مع أميركا لمكافحة الارهاب". ومساءً أقيم احتفال في مبنى السفارة الأميركية في عوكر لمعرض "صور تشهد للقرن العشرين"، حضره عدد من الشخصيات وألقى السفير باتل خلاله كلمة قال فيها:"كان هناك تفكير، نظراً الى ما حصل، في الغاء افتتاح المعرض، إلا اننا نظرنا الى وجه آخر للمناسبة هو ان نلتقي ليواسي بعضنا بعضاً في الحزن الذي نحن فيه". وأضاف "نحن متأثرون لتضامن اللبنانيين وتعاطفهم". وبعد لحظة صمت حداداً على الضحايا، رفع باتل نخب "استمرار الصداقة التي لا تدمرها اعمال التطرف". الى ذلك، يتجه رئيس الجمهورية اميل لحود الى صرف النظر عن الذهاب الى نيويورك في الاسبوع المقبل، لرئاسة الوفد اللبناني الى الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولإلقاء خطاب في قمة الطفولة التي تأجلت بسبب الهجمات التي اصابت الولاياتالمتحدة الاميركية الى النصف الاول من كانون الثاني يناير المقبل. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان موضوع سفر لحود الى نيويورك لم يطرح على جدول اعمال مجلس الوزراء، لكن عدداً من الوزراء علموا بأن لحود على وشك اتخاذ قرار بعدم الذهاب الى نيويورك. وسيعلن القرار النهائي في غضون ايام عدة، بعد تحديد مستوى التمثيل اللبناني الى الأممالمتحدة.