كشفت مصادر ديبلوماسية في بيروت ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، تمارس ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لدفعه الى صرف النظر عن تمسكه بتطبيق قرار الأممالمتحدة الرقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم او التعويض عليهم. وأكدت المصادر ل"الحياة" ان عرفات رفض الرضوخ للضغوط التي يحملها إليه عدد من الموفدين الأميركيين، مشيرة الى انه ابلغهم ان عودة اللاجئين امر لا تخلّ عنه وأن المحادثات التي اجراها مع رئىس وزراء اسرائيل السابق ايهود باراك في كمب ديفيد برعاية الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون أدت الى تثبيت قرار العودة وأن الأولوية ستعطى لعودة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. وفي هذا السياق استغربت اوساط لبنانية رسمية ما كانت سمعته من السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل في لقاء جمعه مع عدد من الوزراء والنواب والسياسيين تم التطرق فيه الى وجود مخاوف لبنانية حقيقية من توطين الفلسطينيين. وعلمت "الحياة" ان الحديث بين باتل وضيوفه من الرسميين اللبنانيين بدأ عن ضرورة عودة الفلسطينيين الى ديارهم باعتبار ان التركيبة اللبنانية لا تحتمل فرض توطينهم على لبنان لما يشكله هذا الامر من اخلال بالتوازن القائم بين الطوائف. واللافت ان باتل، بعد ان استمع الى موقف زواره، سأل اذا كان الفلسطينيون يودون العودة الى ديارهم وذلك في معرض حديثه عن الصعوبات التي تواجه تطبيق القرار 194. وقيل للسفير باتل، انه يتوجب على المجتمع الدولي تأكيد تمسكه بهذا القرار، لمعرفة ما اذا كانوا يرغبون بالعودة ام لا، "على رغم اننا على ثقة من انهم يعودون". لكن باتل عاد الى الحديث عن هذا الموضوع من زاوية ان الوضع في العالم بعد 11 ايلول سبتمبر الماضي اخذ يتغير، ولم يعد في مقدور الولاياتالمتحدة الاميركية والدول الأوروبية وكندا وأستراليا استقبال المزيد من المهجرين العرب والمسلمين، خلافاً لما كان يحصل قبل الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن! وفسّر الوزراء والنواب الكلام الذي سمعوه من باتل بأنه يدعو الى التعامل بواقعية مع التطورات المستجدة في المنطقة بعد 11 ايلول، مشيراً بطريقة غير مباشرة الى قدرة الدول العربية على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين.