في اطار "مساعي التهدئة" بين الإدارة الأميركية وسورية عبر "القنوات الديبلوماسية"، بعيدا عن "ضوضاء الاعلام"، التقى الرئيس السوري بشار الأسد امس عضوي الكونغرس الاميركي داريل عيسى ونيك رحال في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع والسفير الاميركي في دمشق ثيودور قطوف. وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول "تطورات الوضع في العراق وتداعياته على المنطقة اضافة الى العلاقات السورية - الاميركية". واكد الأسد لعضوي الكونغرس "حرص سورية على وحدة الاراضي العراقية وسلامتها وعلى تاريخ العراق وحضارته". وقالت مصادر ديبلوماسية ان الحديث تناول "موضوع العراق والاتهامات الاميركية لسورية واعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط من خلال خريطة الطريق اضافة الى الاتهامات الاميركية لسورية بأنها تؤوي رموزاً للنظام العراقي المنهار". وقال عيسى بعد لقائه الرئيس الأسد ان اللقاء الذي استغرق اكثر من ساعتين تناول عدداً كبيراً من المواضيع "أهمها تحديات عراق ما بعد صدام وهي اللاجئون والعلاقات الاميركية - السورية والاوضاع المتوترة في المنطقة والتحديات الاقتصادية في سورية". واعلن عيسى ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيزور دمشق مطلع الشهر المقبل، لافتا الى ان حديثه مع الاسد "تطرق الى ترتيبات الزيارة المرتقبة للوزير الاميركي والتحضيرات الجارية بشأنها". واكد ان الوفد ناقش مع الأسد "أموراً يعتقد انه يتوجب على سورية ان تفعلها، خصوصاً في ما يتعلق بخطة خريطة الطريق التي تنص على عودة الأراضي السورية المحتلة في اطار تسوية شاملة للصراع العربي - الاسرائيلي". من جانبه شدد رحال في تصريحات مماثلة على اهمية "عدم الاعتماد على الاعلام في معالجة المسائل العالقة بين البلدين وانه يجب المواجهة والحوار وجها لوجه لمعالجة الوضع عوضا عن تقاذف الاتهامات عبر وسائل الاعلام". وتأتي زيارة عضوي الكونغرس هذه في الوقت التي تتزايد فيه الاتهامات الاميركية لسورية وتتزامن مع الخطوات الايجابية التي اتخذتها دمشق في اطار التهدئة، اذ أغلقت حدودها مع العراق ومنعت العراقيين الذين لا يحملون تأشيرات من دخول سورية اضافة الى تخفيفها لهجة الخطاب السياسي والاعلامي ومنع المتطوعين العرب من العودة الى بلادهم عبر الاراضي السورية.