وصل امس الى العاصمة السورية وفد من مجلس النواب الأميركي برئاسة ريتشارد غيبهارد وعضوية أربعة نواب بينهم ري لحود الذي زار دمشق في نهاية العام الماضي مدشنا اول لقاء بين الرئيس بشار الاسد واعضاء في الكونغرس الاميركي. واستقبل امس الرئيس السوري رئيس قسم جمع الاخبار في محطة "سي ان ان" ايسن غوردن الذي قال ل"الحياة" ان "اللقاء كان جيداً وبناءً وان الاسد قدم وجهة نظر سورية من القضايا المطروحة خصوصاً الارهاب وعملية السلام والعراق". وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الحوار السوري - الاميركي "يقوم على أساس موقف دمشق القائم على التمييز بين الارهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال". وكان الرئيس السوري اجتمع مساء اول امس مع وفد من الكونغرس الاميركي برئاسة النائب ساكسبي تشامبليس وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فاروق الشرع والسفير الاميركي في دمشق ثيودور قطوف. كما ان الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل بالاسد وبحث معه في عملية السلام في الشرق الاوسط. ونقل مصدر رسمي عن الاسد قوله "على الولاياتالمتحدة ان تدرس الأمور بعمق وتحدد ما هو الارهاب وما هو الهدف الذي ترمي اليه قبل ان تستخدم قوتها العسكرية"، وبالتالي "ضرورة التفريق بين مكافحة الارهاب من جهة والانتقام من جهة اخرى باعتبارهما أمرين مختلفين". وبعدما كان الاسد أعلن انه في امكان الاميركيين "الافادة من تجربة سورية الناجحة في مكافحة الارهاب"، قال في لقائه مع تشامبليس: "اننا على طريق مكافحة الارهاب منذ زمن طويل. وسياسة سورية في هذا الصدد لم تتغير منذ عقود، بينما الولاياتالمتحدة حديثة العهد في هذا المجال. ولذلك من الطبيعي ان ينضم كل من يريد مكافحة الارهاب الى النهج الذي اتبعته سورية منذ زمن ولكن بما ان الولاياتالمتحدة تملك امكانات تكنولوجية ومادية واسعة فإن تعاونها في هذا المجال يمكن ان يعطي نتائج سريعة ومثمرة". وزاد الرئيس السوري: "من الطبيعي ان تختلف الدول على رؤية معينة لكن على الجميع ان يتفقوا على فهم الواقع كما هو واستخدام معايير موحدة مع الجميع لمعالجة هذا الواقع". وكانت سورية تعاملت بقوة مع "الاخوان المسلمين" بعد قيامهم بعمليات عسكرية بين عامي 1976 و1982. وعن عملية السلام في ضوء وجود معلومات عن وصول مبادرات الى سورية لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ بداية العام 2000، نقل المصدر الرسمي عن الاسد دعوته الى "ضرورة تحليل الماضي والحاضر تحليلاً واضحاً ودقيقاً"، وانه قال: "اننا ندافع عن قضية عادلة ولا يعنينا الاشخاص ويجب اجراء تحليل لسبب فشل عملية السلام التي أقرت اسسها في مؤتمر مدريد قبل الانطلاق الى استئناف مفاوضات لن تقود الى نتيجة. وسورية التي كانت في الماضي تريد السلام تريده الآن أيضاً وليست لها شروط لتحقيق السلام العادل والشامل سوى الشروط التي أقرها المجتمع الدولي". وقال المصدر ان تشامبليس اتفق مع الاسد "وفهمه العميق لطموحات الشعب العربي والاسلامي، ستلعب دوراً مهماً في تحقيق السلام ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم كله"، مشيرا الى انهم اتفقوا مع الرئيس السوري ايضا على "ضرورة التوصل الى تعريف واضح للارهاب والمصطلحات الاخرى وان يتم التأكد من ان الجميع يتحدثون عن الشيء نفسه وان التواصل الحقيقي موجود بين الحضارات والشعوب كي يتم تجنب ارتكاب الاخطاء من اي طرف وان على الولاياتالمتحدة ان تتفهم التحديات التي تعرضت لها شعوب المنطقة وان تتعاون بإخلاص مع هذه الشعوب مع فهم حقيقي وملموس للحقائق في المنطقة".