وصل وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس، إلى طوكيو، محطته الأولى في جولة آسيوية تقوده إلى سيولوبكين، وتركز في شكل خاص على الأزمة مع بيونغيانغ. وأعلن الوزير الأميركي أن بلاده ستستأنف مساعداتها الغذائية لكوريا الشمالية. وأجرى باول محادثات مع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي ونظيرته يوريكو كاواغوشي، تناولت سبل إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي. وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أن باول وكويزومي اتفقا على التنسيق بشكل وثيق لإيجاد حل سلمي. وسعى باول إلى إقناع طوكيو باقتراح أميركي يتعلق ببحث مسألة كوريا الشمالية داخل منتدى متعدد الأطراف وليس كمسألة ثنائية كما تعتبرها بيونغيانغ. وأكد الوزير الأميركي لصحافيين رافقوه في جولته الآسيوية أن "الحل على الصعيد الثنائي، بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، لم ينجح في المرة الأخيرة"، في إشارة إلى اتفاق 1994 الذي ألزم بيونغيانغ بالتخلي عن برنامجها النووي، في مقابل حصولها على مفاعلين يعملان بالماء الخفيف. وقال باول: "نعتقد هذه المرة بأن منتدى متعدد الأطراف، هو أفضل منطلق". وأضاف "نعتقد أيضاً بأنه يقع على آخرين واجب العمل من أجل التوصل إلى نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية"، ملمحاً إلى الصين التي دعت مرات عدة إلى إجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. ويتوجه باول إلى بكين اليوم للقاء الرئيس الصيني جيانغ زيمين وزعيم الحزب الشيوعي هو جينتاو على أن ينهي جولته الاثنين والثلثاء في كوريا الجنوبية حيث يحضر حفل تنصيب الرئيس روه مو-هيون. الرئيس الكوري الجنوبي في غضون ذلك، أفادت صحيفة يابانية أمس، أن الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون مستعد لزيارة كوريا الشمالية، إذا وجهت إليه الدعوة. وقال مون هيي سانغ مساعد روه لصحيفة "نيهون كيزاي شيمبون": "يتطلع روه إلى دعوة من جانب الزعيم الشمالي كيم جونغ إيل، وإذا دعي، فإنه مستعد لزيارة كوريا الشمالية". وكان روه قال في وقت سابق إنه يختلف مع الولاياتالمتحدة حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية ورفض أي عمل عسكري ضدها. وقالت الولاياتالمتحدة إنها لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية إلا أن كل الخيارات مطروحة لإنهاء الأزمة. ونشر فريق نقل السلطة الخاص بالرئيس روه الخطوط العريضة لسياسة كوريا الجنوبية تجاه كوريا الشمالية أول من أمس. وتضمنت ثلاث خطوات وهي التوصل إلى حل ديبلوماسي للأزمة النووية والخلافات حول الصواريخ وبناء الثقة بين الكوريتين وتوقيع معاهدة سلام بين شطري الجزيرة في النهاية. وقال مساعده مون إن كوريا الجنوبية لم تتغاض عن البرنامج النووي الكوري الشمالي لكنها تعارض الإجراءات الصارمة مثل العقوبات الاقتصادية وتتطلع إلى حل ديبلوماسي. وأضاف: "نحن نعارض التحركات ضد كوريا الشمالية ومن بينها الحرب والعمل العسكري والعقوبات الاقتصادية، لكننا نفضل المحادثات المتعددة الأطراف لحل الأزمة النووية". وأكد مون أنه سيكون من سوء الفهم الاعتقاد بأن روه ضد الولاياتالمتحدة، وأن من الجائز أن يزور الرئيس المنتخب واشنطن في أيار مايو المقبل. وأضاف: "الرئيس المنتخب لا يعادي أميركا وحتى بعد توحيد الكوريتين فإنه يرغب في بقاء القوات الأميركية. وأعتقد بأنه إذا التقى الزعيمان فمن المحتمل توضيح ذلك". بكين -بيونغيانغ وفي الوقت نفسه، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا أن وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان ورئيس البرلمان الكوري الشمالي كيم يونغ نام، اجتمعا أمس وتعهدا بتعزيز الصداقة بين البلدين وسط الأزمة. ونقلت الوكالة عن تانغ قوله لكيم: "تضفي الصين أهمية كبيرة على علاقات التعاون الودي مع كوريا الشمالية". وأضافت الوكالة أن كيم قال إن كوريا الشمالية ستبذل كل جهد ممكن لتطوير علاقات الصداقة بين البلدين.