بدت كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة تسعيان الى تسوية للأزمة التي تحدثت كوريا الجنوبية عن انفراج ممكن فيها، فيما يزور وفد استرالي بيونغيانغ سعياً الى تسهيل التوصل الى انهاء المأزق المتعلق بالبرنامج النووي الكوري الشمالي. كما اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أمس ان نائب وزير الخارجية ألكسندر لوسيوكوف سيتوجه الى كوريا الشماليةوالصين، مؤكداً ضرورة "حل المشكلة من طريق الديبلوماسية وحدها من دون املاءات ولا ضغوط". وفي سيول، واصل مساعد وزير الخارجية الاميركي جيمس كيلي مشاوراته مع نواب عن الحزب الحاكم والمعارضة قبل ان يلتقي مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ. وكان سفير كوريا الشمالية في موسكو باك يو شون صرح بأن بيونغيانغ يمكن ان تعيد النظر في انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية وتتيح قدراً من التفتيش لمنشآتها النووية، اذا تخلت واشنطن عن "سياستها المعادية". وفي اليوم نفسه تحدث كيلي عن امكان تقديم مساعدة في مجال الطاقة اذا تخلى الكوريون الشماليون عن برنامجهم النووي. ولم يعرف الرد الاميركي على التصريحات الاخيرة لبيونغيانغ لكن المسؤولين الكوريين الجنوبيين أصروا على حوار مباشر بين الولاياتالمتحدة والنظام الكوري الشمالي لتجنب استمرار التصعيد الخطير. وعبّرت الصين، اقرب حليفات بيونغيانغ، أمس عن استعدادها لاستضافة محادثات في بكين اذا اختار الجانبان استئناف الحوار. ورأى وزير الخارجية الاميركي كولن باول في حديث نشر أمس ان من الضروري التوصل الى "اتفاق جديد" لاحتواء قدرة كوريا الشمالية على انتاج اسلحة نووية في شكل افضل. وأوضح باول ان الاتفاق الذي وقع في 1994 نجح في وقف انتاج الاسلحة النووية الكورية الشمالية "لكنه ترك القدرة على انتاج هذه الاسلحة" على حالها. وحول طلب بيونغيانغ ابرام معاهدة عدم اعتداء، قال ان واشنطن مستعدة لدرسه بعد تخل مسبق عن البرنامج النووي. الا انه استبعد توقيع معاهدة. لكن مسؤولين كوريين جنوبيين أكدوا الامتيازات التي يمكن ان يحصل عليها الشمال واقتصاده المتأزم اذا عاد الى الطريق القويم. وقال مستشار للرئيس كيم ان "الرسالة التي كررتها الاسرة الدولية هي ان كوريا الشمالية ستحصل على امتيازات كثيرة اذا تخلت عن برنامجها النووي". واوضح مستشار للرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون الذي تحادث معه كيلي أول من أمس ان الولاياتالمتحدة لا تريد ان تتعامل مع كوريا الشمالية والعراق بالطريقة نفسها. وقال شونغ داي شورل: "علينا ألا نقلق اكثر من اللازم من المسألة النووية لأن كيلي اكد ان الحوار يجب ان يستمر". وعلى الصعيد الديبلوماسي، توجه وفد استرالي الى بيونغيانغ ليكون اول بعثة غربية تزور كوريا الشمالية منذ بداية الازمة. ويفترض ان يسلم الوفد الذي يترأسه رئيس ادارة شمال آسيا في وزارة الخارجية موراي ماكلين وزير الخارجية الكوري الجنوبي باك نام سون رسالة من نظيره الاسترالي ألكسندر داونر تطلب من بيونغيانغ التعاون مع الجهود الديبلوماسية. وعلى الطائرة نفسها التي تقل الوفد الاسترالي، يصل موريس سترونغ مبعوثاً من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لدرس طرق تجنب "ازمة انسانية خطرة" في الربيع. وقال سترونغ ان "الوضع الانساني خطر جداً ويتفاقم ونريد ان نطلع من كوريا الشمالية على افضل طريقة لمساعدتها على تجنب ازمة انسانية".