بدأت في لاهاي امس، محاكمة ضابطين مسلمين بوسنيين هما الجنرال المتقاعد انور حجي حسانوفيتش والكولونيل أمير كوبورا امام محكمة الجزاء الدولية حيث يواجهان تهماً بارتكاب جرائم حرب نفذها مرؤوسيهما خلال الحرب البوسنية 1992 - 1995. وقال النائب العام اكهارد ويتوبوف ان الضابطين يمثلان ليس لارتكابهما شخصياً جرائم حرب بل بسبب مسؤوليتهما التراتبية وعدم قيامهما ب"منع ومعاقبة جرائم ارتكبها رؤساؤهما". وهذان اول ضابطين بهذه الرتبة في جيش البوسنة والهرسك يمثلان امام محكمة لاهاي كمتهمين. وارتكبت الجرائم التي تتناولها المحاكمة في 1993 وذهب ضحيتها مدنيون وعسكريون كرواتيون في وسط البوسنة. وعدد النائب العام سلسلة من الجرائم والتجاوزات مثل "القتل والتصفيات والسلب وتدمير المدن والقرى والمساجد وتصفية المعتقلين وارتكاب اعمال وحشية". وارتكبت اعمال العنف في اطار النزاع الكرواتي - المسلم الذي كان يطلق عليه "حرب داخل الحرب" في فترة كانت تخوض فيها القوات المسلمة الحرب على جبهتين، ضد صرب البوسنة وضد كروات البوسنة التي كانت سابقاً حليفة لهم. وكان الضابطان سلما نفسيهما الى المحكمة في 4 آب اغسطس 2001. من جهة أخرى، أصدر قضاة محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة امس، حكماً على قائد سابق في جيش صرب البوسنة بالسجن لمدة 27 عاماً لدوره في مجزرة سريبرنيتسا عام 1995 التي قتل فيها ما يصل الى ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم. ودفع نومير نيكوليتش 48 عاماً بأنه مذنب في ايار مايو الماضي، في بند واحد من الاتهامات الموجهة اليه بارتكاب جرائم ضد الانسانية واضطهاد غير الصربيين، في أسوأ فظائع تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مقابل الدفع بأنه مذنب، تم اسقاط اربع اتهامات اخرى موجهة اليه.