طالبت رئيسة الادعاء العام لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي، من كرواتيا ببذل جهود أكبر لتسليم المتهمين الكروات المطلوبين من المحكمة. وأكدت ديل بونتي خلال زيارة العاصمة الكرواتية زغرب، بدأتها اول من امس والتقت خلالها رئيس الحكومة الكرواتية ايفيتسا راتشان، ضرورة تسليم اثنين من المتهمين لم تفصح عن اسميهما. لكن المراقبين يعتقدون انهما من كبار الضباط الكروات المشتبه في ارتكابهما مذابح ضد الصرب صيف عام 1995، عندما شنّت القوات الكرواتية هجوماً واسعاً لإنهاء السيطرة الصربية على منطقة كرايينا ذات الغالبية الصربية داخل كرواتيا، وطرد معظم السكان الكروات في حملة تطهير عرقية واسعة. وكانت محكمة لاهاي سلمت راتشان منذ نحو شهر قراري اتهام وأمر باعتقال المتهمين، إلا انه لم يتخذ اي اجراء عملي لتنفيذ ذلك، ما تطلّب زيارة ديل بونتي لزغرب، وأكدت المدعية العامة ضرورة ان يمضي رئيس الحكومة الكرواتية "قدماً في تنفيذ أمرَي اعتقال المتهمين". ومن جانبه، افاد راتشان، ان حكومته ستتعاون مع محكمة لاهاي، لكنه لم يوضح اذا كان سينفذ طلب ديل بونتي بتسليم المتهمين ام لا. وقال: "ان كرواتيا ملتزمة باحترام قرارات محكمة لاهاي، وسأدعو الى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لتقرير الخطوات المقبلة". ويرى المراقبون، ان من الصعب على حكومة زغرب رفض طلبات محكمة لاهاي، خصوصاً بعدما سلمت بلغراد الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وكانت محكمة لاهاي دانت عدداً من الكروات البوسنيين بعمليات قتل وتطهير عرقي ضد السكان المسلمين وسط البوسنة عام 1993 بينهم القائد العسكري الكرواتي اثناء الحرب البوسنية الجنرال تيخومير بلاشكيتش الذي حكم عليه بالسجن 45 عاماً، وهو اقصى حكم اصدرته المحكمة حتى الآن. ومن جهة اخرى، دانت محكمة كرواتية في القسم الغربي من مدينة موستار الذي يسيطر الكروات عليه جنوب البوسنة، عشرة مسلمين بوسنيين بالسجن لسنوات متفاوتة "بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد كروات محليين". وقالت المحكمة في قرارها، انه ثبت لديها ان المتهمين قتلوا 18 أسيراً كرواتياً وسببوا أضراراً جسدية بالغة ل26 آخرين في أحد المعتقلات الموقتة التي أقامها المسلحون اثناء الحرب البوسنية. ويسود الاعتقاد ان الكروات لجأوا الى اصدار هذه الاحكام في محاولة لتوجيه انظار محكمة لاهاي نحو رغبتهم بتنفيذ اعتقالات ضد المسلمين البوسنيين، على اساس ان الذين ارتكبوا جرائم حرب، ليسوا فقط صرباً وكروات. ويذكر ان محكمة لاهاي كانت دانت أربعة مسلمين بوسنيين بجرائم حرب، وأصدرت في حقهم أحكاماً مختلفة.