أعلن رادوفان كاراجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، لدى بدء عرض حجج الدفاع أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي تتهمه بارتكاب «إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995، أنه بذل كل ما بوسعه «لتجنب الحرب والحد من المعاناة البشرية»، ولا يجب اتهامه بل «مكافأته على أعماله الحسنة». وأضاف في حضور أمهات عدد من ضحايا المجازر المتهم بها وناجين منها احتشدوا في قاعة المحكمة بلاهاي: «لم يفكر أحد بأن إبادة ستحصل في البوسنة»، مشدداً على كونه رجلاً لطيفاً ومتسامحاً يتمتع بقدرة كبيرة على تفهم الآخرين، وأنه كان مع نفسه والآخرين لإرساء السلطة الديموقراطية». ويفيد القرار الاتهامي بأن كاراجيتش «حاول أن يطرد إلى الأبد مسلمي وكروات البوسنة من الأراضي التي طالب بها صرب البوسنة». وهو ملاحق أيضاً في قضية مذبحة سريبرينيتسا، شرق البوسنة، التي قتل فيها حوالى 8 آلاف رجل وصبي مسلم في تموز (يوليو) 1995، في أسوأ مجزرة ترتكب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وخصص القضاة لكاراجيتش 300 ساعة للدفاع عن نفسه، وفترة زمنية مماثلة للادعاء. ويعتزم المتهم استدعاء 300 شاهد دفاع. وكاراجيتش طبيب نفسي اعتقل في تموز (يوليو) 2008 في بلغراد، حيث عاش متخفياً باسم مستعار وامتهن الطب البديل. وظل فاراً من وجه العدالة الدولية 13 سنة. وبدأت محاكمته في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، فيما قدمت عناصر الاتهام بين نيسان (أبريل) 2010 وأيار (مايو) 2012. وشهد أمس أيضاً، بدء محكمة الجزاء ليوغوسلافيا السابقة محاكمة غوران هادجيتش، المسؤول السابق لصرب كرواتيا خلال الحرب الكرواتية (1991-1995). وقال مدعي المحكمة البلجيكي سيرج براميرتس إنها «آخر قضية تتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبت في يوغوسلافيا السابقة في مطلع التسعينات خلال حرب الاستقلال الصربية في كرواتيا». كذلك، مثل القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش (70 سنة) أمام المحكمة التي تلاحقه بتهمة قتل واغتصاب وتعذيب واعتقال آلاف من المسلمين والكروات في بلدات بوسنية عدة إضافة إلى مجزرة سريبرينيتسا.