علمت "الحياة" من مصادر مطلعة في الجزائر ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيعقد خلال مشاركته في "قمة الألفية" للجمعية العامة للامم المتحدة التي افتتحت امس في نيويورك لقاءات "مهمة" مع عدد من المسؤولين الغربيين للبحث في تطورات قضية الصحراء الغربية في ضوء تصاعد مخاطر معاودة جبهة "بوليساريو" حمل السلاح بعد التعثر المتكرر لخطة السلام في المنطقة. وتعتقد المصادر الجزائرية نفسها بأن "قمة الألفية ربما تكون الدورة الأكثر أهمية بالنسبة الى النزاع في الصحراء الغربية". واكدت نيات الرئيس الجزائري القيام "بكل ما في وسعه" لإيجاد مخرج امام الطريق المسدود لخطة السلام الدولية بعد إعلان المغرب رفضه مواصلة العمل استناداً الى هذه الخطة خلال لقاء جنيف الأخير. وفي خطوة لتأكيد معارضته الأفكار التي يحملها المبعوث الخاص للامم المتحدة جيمس بيكر في المنطقة، استغل بوتفليقة زيارته لنيويورك ليعلن عبر قناة فضائية عربية، عدم ارتياحه الى الدور الاميركي في التسوية السلمية للنزاع بعد هدنة استمرت اكثر من تسع سنوات. وقال ان "بيكر كان يقوم بجهود عبر الاممالمتحدة، أنا آراه يأتي بأفكار قد تمر مرور الكرام مع مبادئ الميثاق الذي يقر بأن تقرير المصير هو مبدأ مقدس، وبالتالي أنا لا أتعامل مع من لا يتعامل مع المواثيق الدولية". وكانت مصادر ديبلوماسية تحدثت عن ميل الولاياتالمتحدة الى اقتراح "خطة بديلة" عن الاستفتاء لكن المسؤولين الجزائريين رفضوا ذلك واقترحوا دعم الخطة في مقابل مساهمة الجزائر في تحسين علاقاتها مع المغرب. ورأت أوساط مطلعة في تصريح الرئيس الجزائري اشارة الى بعض الأوساط في الداخل عن التزامه مبدأ "حق تقرير المصير"، وهو الموقف الذي تبنته الدولة منذ الاستقلال، وجاء ذلك مع ما تردد عن امكان تخلي الجزائر عن "بوليساريو" عقب تولي بوتفليقة الحكم انطلاقاً من معارضته الشخصية لفكرة استحداث دولة في الصحراء، وهو ما جعله بعيداً عن الملف حتى عندما كان وزيراً للخارجية. وتزامن "طلاق" الجزائر مع خطة الديبلوماسي الاميركي بيكر مع اعلان تأسيس "اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي" وهي هيئة قريبة من الحكومة وتهدف اساساً الى "تقديم الدعم المادي والمعنوي" للقضية الصحراوية. وفد اميركي في موازاة ذلك أنهى رئيس لجنة الاستعلامات "انتليجنس" في مجلس الشيوخ الاميركي ريشار. سي شيلبي وعضو اللجنة بوب كيري زيارتهما أمس الى الجزائر والتي استمرت يومين اجريا خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين، بينهم رئيس مجلس الأمة ووزير العدل. وذكرت مصادر رسمية ان هذه الزيارة الأولى لوفد من الكونغرس منذ عشر سنوات. وناقش المسؤولان ملف الصحراء الغربية مع كل من وزير الدولة وزير العدل السيد أحمد أويحي الذي يتولى متابعة ملف الصحراء الغربية منذ أكثر من عقد، ولم تتسرب أنباء عن اللقاء. "بوليساريو" تحذر وفي الإطار نفسه، أعلن السيد محمد بن عبدالعزيز مسؤول جبهة "بوليساريو" نياته إنهاء الهدنة في الصحراء، وحض المسؤولين في "الجبهة" على تحضير أنفسهم الى معاودة حمل السلاح. وقال: "من الضروري التحضير لعودة سريعة الى حمل السلاح اذا أصر المغرب على سياسة عرقلة مخطط السلام الدولي"! واشار الى ان الهدنة استمرت اكثر من الوقت المطلوب من دون التوصل الى حل نهائي "إذا اخفقت الاممالمتحدة في مهمتها تصفية الاستعمار في منطقة الصحراء الغربية سيجد الشعب الصحراوي الوسائل لفرض حقه الشرعي في الحرية والاستقلال". وأضاف: "ان انتظارنا طال كثيراً".