أنقرة، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - انتقد رجب طيب اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، علناً الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش بسبب موقفه المتصلب، وحذر من انعكاسات عدم التوصل الى حل للقضية القبرصية بحلول نهاية الشهر المقبل. وقال اردوغان في حديث تلفزيوني نقلته وكالة انباء الاناضول، ان عدم التوصل الى اتفاق لاعادة توحيد قبرص بحلول 28 شباط فبراير المقبل، سيعقد عملية تسوية هذه القضية. واعرب عن عدم ارتياحه للسياسة التي تتبعها انقرة حيال قبرص، موضحاً: "انا اعارض مواصلة السياسة المنتهجة منذ 30 او 40 عاماً في قبرص". وحمل اردوغان بشدة على رئيس "جهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. وأضاف: "خلال لقائنا على انفراد هنا، اعتبر دنكطاش ان الخطة التي عرضها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لاعادة توحيد قبرص قابلة للتفاوض. بعد ذلك عاد ليقول انه لا يثق بالجانب الآخر القبارصة اليونانيون". واكد اردوغان: "بما اننا نرى ان الخطة قابلة للتفاوض فيجب ان نتفاوض في شأنها". وذهب الى ابعد من ذلك بقوله ان الملف القبرصي "ليس مسألة شخصية لدنكطاش ... انها كفاح الشعب القبرصي التركي". وكان الاتحاد الاوروبي دعا خلال قمة كوبنهاغن في كانون الاول ديسمبر 2002، الطرفين القبرصيين الى التوصل الى اتفاق قبل 28 شباط فبراير 2003. وحدد هذا الموعد لاعطاء مهلة لاجراء استفتاءين منفصلين، قبل التوقيع في 16 نيسان ابريل المقبل في اثينا، على معاهدة انضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي بحلول ايار مايو 2004. واعرب اردوغان عن قلقه من الاستياء الشعبي في القسم التركي من قبرص بعد تظاهرة لا سابق لها من حيث الحجم الاسبوع الماضي، شارك فيها 30 الف شخص في نيقوسيا القطاع التركي للاحتجاج على معارضة دنكطاش لخطة الاممالمتحدة. وأضاف: "هذا ليس حدثاً عادياً. لا يمكن تجاهل ارادة الشعب التركي في قبرص". ومن المقرر ان تستأف المفاوضات بين الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس ودنكطاش في الجزيرة في الثامن من كانون الثاني يناير الجاري. والتقى دنكطاش امس، قادة الاحزاب السياسية القبرصية - التركية للبحث في الوضع الراهن. من جهة أخرى، قال الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس امس، انه لا يستبعد خوض الانتخابات مجدداً في الشهر المقبل، للفوز بولاية رئاسية جديدة، من اجل ضمان استمرار الجهود التي ترعاها الاممالمتحدة لاعادة توحيد الجزيرة. وقال في مقابلة مع "رويترز": "اذا تم التوصل الى حل مع القبارصة الاتراك بحلول 25 او 28 شباط فبراير، فلن يكون هناك اي سبب يدعوني لطلب الاستمرار كرئيس لجمهورية قبرص، واذا لم يحدث ذلك، فسيكون من عدم الحكمة حينذاك الانسحاب واحالة الامر لشخص آخر في منتصف المفاوضات".