قررت جورجيا تجميد عمل وحدات المراقبة الدولية العاملة في منطقة النزاع الجورجي - الأبخازي. وفي وقت شهدت المناطق الشيشانية تصاعداً في حدة المواجهات بين الروس ورجال المقاومة، اعلنت موسكو ارقاماً جديدة عن أعداد المقاتلين ومن وصفتهم "المرتزقة الأجانب" الناشطين في الشيشان. وترشحت العلاقات بين روسياوجورجيا الى التدهور مجدداً بعدما كانت شهدت تحسناً خلال الفترة الأخيرة. ودق الرئيس الجورجي اسفيناً جديداً في العلاقات بين البلدين عندما اعلن امس انه لن يجدد مهمة المراقبين العاملين في منطقة النزاع الجورجي - الأبخازي. ومعلوم ان ابخازيا كانت اعلنت انفصالها عن جورجيا مطلع التسعينات. وخاض الطرفان نزاعاً مسلحاً انتهى بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار عام 1994، نص على دخول قوات من دول الرابطة المستقلة الى المنطقة للفصل بين المتحاربين وشاركت لاحقاً في هذه القوات وحدات تابعة للأمم المتحدة. لكن تبليسي ابدت انزعاجها مرات عدة خلال السنوات الأخيرة بسبب ما وصفته بالتواطؤ الروسي مع مطالب الانفصاليين الأبخاز، خصوصاً ان الأبخازيين لا يخفون رغبتهم في قطع العلاقات مع تبليسي والاندماج في الاتحاد الفيديرالي الروسي. وبرر شيفاردنادزه خلال حديث اذاعي امس، قراره بأنه يأتي رداً على "مخالفات ارتكبتها موسكو" وخصوصاً شروعها في بناء خطوط سكة حديد مباشرة بين مدينة سوتشي الروسية والعاصمة الأبخازية سوخومي، من دون التنسيق مع الجانب الجورجي. وانتقد شيفاردنادزه كذلك عمليات منح وثائق سفر روسية الى مواطني ابخازيا التي قال انها تجرى "بالجملة" وتجاوزت حدودها الطبيعية. من جهتها، حذرت المصادر الأبخازية من ان تكون خطوة تبليسي مقدمة لتدخل عسكري يهدف الى اعادة ضم ابخازيا بالقوة. ولفتت سوخومي الأنظار الى شروع الجورجيين في تجهيز مطار حربي ميداني في منطقة وادي كوردو الذي يفصل بين الجانبين، في ما يعد انتهاكاً صريحاً لاتفاق وقف اطلاق النار الذي نص على حظر اي وجود عسكري لكلا الطرفين في هذه المنطقة. وفي موسكو التي اعتبر القرار الجورجي موجهاً ضدها في شكل مباشر، جاء رد الفعل الروسي سريعاً، ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع ان شيفاردنادزه لا يملك حق تعطيل عمل القوات الفاصلة التي بدأت عملها بقرار من مجلس قادة دول الرابطة المستقلة. الشيشان على صعيد آخر، تواصلت المواجهات في الشيشان المجاورة بين القوات الروسية ومجموعات شيشانية. وذكرت مصادر عسكرية روسية ان سبعة مقاتلين لقوا مصرعهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال الناطق باسم القوات الروسية في شمال القوقاز نيكولاي بارانوف امس، ان الجيش الروسي نجح عملياً في "تطهير الشيشان من المتطرفين". وأضاف ان فلول المقاتلين الذين ما زالوا يختبئون في المناطق الجبلية لا تزيد على ألف مقاتل، ربعهم من "المرتزقة الأجانب". وأشار بارانوف الى ما وصفه نجاحات كبيرة حققتها الوحدات الخاصة الروسية خلال الآونة الأخيرة في عمليات "تصفية قادة المقاومة الشيشانية ورموزها"، اضافة الى التقدم الذي قال ان موسكو حققته في إغلاق قنوات التمويل للمقاتلين الشيشان بالأموال في السنوات الأخيرة.