سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الولايات المتحدة تسعى الى تهدئة الغضب الروسي... وذعر في دول القوقاز . موسكو تلمح الى اجراءات لحماية أمنها القومي بعد قرار واشنطن مساعدة جورجيا ضد الارهاب
تواصلت ردود الفعل على إعلان الولاياتالمتحدة نيتها تدريب القوات الجورجية على مكافحة الارهاب، واحتمال ارسال افراد من الوحدات الخاصة الأميركية للمساعدة في "مواجهة الإرهابيين" المتمركزين في منطقة وادي بانكيسي. وفيما ساد ذعر في دول القوقاز واعربت كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن مخاوفهما من عملية عسكرية محتملة لمحت موسكو الى إجراءات جوابية قد تتخذها للدفاع عن أمنها القومي. اكد رئيس مجلس الدوما البرلمان غينادي سيليزنوف ان اي عملية عسكرية من دون مشاركة روسية في المنطقة "ستفشل". ودعا الى تعاون عسكري روسي - جورجي من دون ان يستبعد الحاجة الى معونات استشارية من الولاياتالمتحدة، مشيراً الى أن كل من جورجياوروسيا تدخلان في التحالف الدولي ضد الإرهاب، وحذر من ان قيام القوات الأميركية بعملية عسكرية في منطقة وادي بانكيسي قد يؤدي الى أخطار بالغة. من جهته لم يستبعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ديمتري روغوزين ان تلجأ القيادة الجورجية الى عقد "صفقة" مع المقاتلين الشيشان المتمركزين في وادي بانكيسي. وأشار الى وجود مؤشرات تؤكد ان تبليسي حاولت التوصل الى تفاهم مع المقاتلين من اجل القيام بعمل عسكري مشترك مع الولاياتالمتحدة يهدف الى طرد "المرتزقة الأجانب". ورأى روغوزين أن هذا الاتفاق في حال التوصل إليه لا يختلف عن "التفاهم مع الملا عمر لمحاربة اسامة بن لادن". وحذر روغوزين من ان القيام بأي عمل عسكري في هذه المنطقة سيحمل تهديداً للحدود الروسية. وأشار الى ان موسكو تملك الحق في اتخاذ اجراءات للدفاع عن امنها القومي ملمحاً الى احتمال الاعتراف باستقلال جمهورية ابخازيا التي تخوض نزاعاً مع جورجيا منذ سنوات. وأضاف ان لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ستعقد جلسة طارئة لمناقشة هذا الاحتمال في اطار اجراءات جوابية إذا ثبت لموسكو وصول قوات عسكرية اميركية الى جورجيا وأضاف ان الاجتماع سيبحث كذلك الوضع في جمهورية اسيتيا الجنوبية شمال جورجيا التي كانت اعلنت استقلالاً من جانب واحد عن جورجيا، مشيراً الى ان العمليات العسكرية قد تؤدي الى "انهيار" جورجيا ما يعني تعرض الحدود الروسية الجنوبية لخطر بالغ. ووصف رئيس البرلمان الجورجي روزاب جفاينا هذه التصريحات بأنها "ابتزاز" لتبليسي واتهم موسكو بممارسة ضغوط على جورجيا. وكان الإعلان عن وصول قوات اميركية الى المنطقة اثار مخاوف في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. ودعا البلدان الى عقد اجتماع تشاوري لبحث المخاطر المحتملة عليهما. وحذر نائب الرئيس الأبخازي فاليري ارشبا من استخدام الوجود الأميركي في المنطقة لحل النزاع الجورجي - الأبخازي عسكرياً، ولم يستبعد ان تطرح الحكومة الأبخازية موضوع التقدم بطلب رسمي للانضمام الى الاتحاد الفيديرالي الروسي على استفتاء جماهيري قريباً. وكان الأبخاز لمحوا مراراً الى رغبتهم في الانضمام الى روسيا غير ان موسكو التي شهدت علاقاتها مع جورجيا توتراً في السنوات الأخيرة رفضت الطلب وحافظت على وجود قوات حفظ سلام تابعة لها في جمهورية ابخازيا. وفي الإطار نفسه ذكر رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كاكايف انه سيطلب من موسكو تدخلاً عسكرياً في حال القيام بعملية عسكرية تشترك فيها الولاياتالمتحدة في وادي بانكيسي. وأضاف كاكايف ان موسكو "ضامنة السلام في شمال القوقاز" وأن اوسيتيا ستطلب مساعدتها في حال تعرضها للخطر. من جهة أخرى، اعلن ناطق باسم الديوان الرئاسي في جورجيا ان الرئيس ادوارد شيفارنادزه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة الدول المستقلة التي تبدأ اعمالها اليوم في كازاخستان. وذكر الناطق ان الرئيسين سيبحثان تطورات الموقف في جورجيا في الفترة الأخيرة. في هذه الأثناء، نفى مدير هيئة وزارة الأمن الفيديرالي الروسي نيكولاي باتروشيف معلومات ترددت حول وجود اتفاق غير معلن بين موسكووالولاياتالمتحدة فيما يخص الوجود الأميركي في جورجيا، ويعد هذا النفي الإشارة الرسمية الأولى من جانب موسكو بعد ان اثار الحديث عن "تقاسم" روسي- اميركي لجورجيا غضب المسؤولين فيها. وكانت واشنطن سعت الى احتواء الغضب الروسي، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية كولن باول تحدث هاتفياً الى نظيره الروسي ايغور ايفانوف لتهدئة مخاوف موسكو في شأن خطط الولاياتالمتحدة لتدريب قوات في جورجيا. وأضاف: "تحدث باول عن الكيفية التي ستكون عليها التدريبات وقال انها في مصلحة روسيا واننا سنواصل اطلاعكم على التطورات". واعلنت الخارجية الاميركية ان ليس في وسعها التأكيد بصورة رسمية وجود عناصر من تنظيم القاعدة في جورجيا. ولمح الناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر الى امكان وجود علاقات بين "مقاتلين اجانب" ينشطون في جورجيا وتنظيم اسامة بن لادن لكن ذلك "ليس مؤكداً".