حتى عروش الجمال تصبح غرضاً للانقلابات. "أوكسانا" ابنة الأربعة وعشرين ربيعاً خسرت عرشها. اسمها الجميل القريب من اسم الأميرة الأفغانية الساحرة روكسانا التي أحبها الإسكندر المقدوني وتزوجها، لم يشفع لها. لقبها: ملكة جمال الكون صار ماضياً. قالت تعزي نفسها: "سأبقى ملكة جمال الكون في عيون مواطنيّ الروس وفي عين نفسي". لكن اللغط الذي أثاره طردها جعل المسألة أقرب الى دراما مكسيكية متعددة الحلقات. في العالم مسابقتان دوليتان للجميلات، الأولى "ملكة جمال العالم" وهذه يديرها بريطانيون، والثانية "ملكة جمال الكون"، وهي حدث أميركي، بدأ بمباراة لثياب الاستحمام والبحر في كاليفورنيا عام 1951، وتحول الى مؤسسة دولية تتخذ من نيويورك ولوس أنجليس مركزاً لها، ويملكها البليونير دونالد ترامب وشبكة "أن بي سي" التلفزيونية. وتنظم المؤسسة ثلاث مباريات سنوياً، واحدة لملكة جمال أميركا، وأخرى لملكة جمال مراهقاتها، وثالثة تخص ملكة جمال الكون التي تستقطب متسابقات من 125 دولة تراوح أعمارهن بين 18 و27 سنة. في 29 أيار مايو الماضي وضع على رأس المتبارية الروسية الجميلة، أوكسانا فيديروفا، تاج ملكة جمال الكون، البالغ ثمنه 250 ألف دولار، في احتفال كبير في سان خوسيه، عاصمة بورتوريكو، حضره مئات الملايين من المشاهدين. اللقب ضمن لها امتيازات مالية وعقوداً ترويجية تدر دخلاً "محترماً"، وشقة فخمة في نيويورك، ومنحة لمدة سنتين لدرس الفن في "معهد الفيلم والتلفزيون". التزامات ملكات الجمال تتضمن القيام بأعمال خيرية والظهور في مناسبات اجتماعية وترويجية تخص رعاة المسابقة، وهم ثمانية لملكة جمال الكون، بالاضافة الى نشاطات عدة لجمع المال للمؤسسة التي تدير المسابقة، وبينها البرامج التلفزيونية الثلاثة التي تعدها كل سنة ويحضرها مئات الملايين من المشاهدين حول العالم. أوكسانا قالت إنها ارتأت التفرغ لدراستها وحياتها المهنية في روسيا. كلامها لم يفد في تبديد الشكوك حول مبرراتها. السبب أن أوكسانا شرطية تحمل رتبة ضابط في وزارة الداخلية الروسية، وهي تأخرت سنة قبل حصولها على موافقة رسمية للاشتراك في المسابقة، تخللتها ستة شهور عملت فيها في ملاحقة المجرمين واعتقالهم. الفتاة المغمورة التي كانت تعيش مع والدتها المطلقة أتت من بلدة بيسكوف حيث تخرجت من كلية الحقوق والشرطة فيها، قبل أن تواصل دراستها في جامعة تابعة لوزارة الداخلية في سانت بطرسبورغ حيث فازت بلقب ملكة جمال المدينة عام 1999، وبعدها بسنة بلقب ملكة جمال روسيا. مسيرتها اختتمت بتتويجها ملكة جمال الكون قبل أربعة أشهر. فوزها كان الأول لفتاة روسية منذ قررت بلادها، عام 1990، المشاركة في مسابقات الجمال الكونية. أوكسانا قالت بفخر بعد فوزها: "نجاحي يثبت أن الشرطة الروسية ليست فقط قوية بل أيضاً جميلة". وأضافت: "هدفي بعد انتهاء سنة التتويج هو تكوين عائلة واكمال أطروحة دكتوراه في القانون". رئيسة منظمة ملكة جمال الكون باولا شوغارت، قالت آسفة: "تم خلع أوكسانا لأنها لم تلتزم بنود العقد الذي وقعته ويتضمن التزامات كثيرة للسفر ومساعدة القضايا الخيرية"، من دون أن تنفي أنها قد تكون تخلفت عن أداء عملها بسبب اهتمامها بأمها المريضة. خطوط الهاتف في مركز العلاقات العامة لمنظمة ملكة جمال الكون، كانت مزدحمة بعد ظهر أمس في نيويورك باتصالات الصحافيين من كل أنحاء العالم. المنظمون أعدوا احتفالاً لتنصيب وصيفة أوكسانا الأولى، جوستين بيسيك، ملكة جمال بنما، على عرش جمال الكون. التاج المرصع بالماس تخلت عنه أوكسانا لغريمتها. الناطقة في المركز قالت ل"الحياة" إن الملكة السابقة باتت في روسيا الآن وستبقى محتفظة ببعض الجوائز التي حصلت عليها، بما فيها بعض الرحلات الدولية. رحلت الملكة. عاشت الملكة.