كثيرون قد لا يتوافقون مع النتيجة النهائية التي تسفر عنها مسابقات ملكة جمال العالم أو الكون، ولكن للجان المنظمة معايير أخرى تختلف عن المتابعين الذين يركزون على الشكل الخارجي، حيث تشمل تلك المعايير ما يتعلق بشخصية المتسابقة وتأهيلها الأكاديمي وطموحاتها وما يمكن أن تقدمه للإنسانية من أعمال خيّرة. وتتبارى في مسابقة ملكة جمال العالم التي تعقد سنويا في إحدى مدن العالم فتيات تم اختيارهن كملكات للجمال في بلدانهن، بحيث تتسابقن للحصول على تاج «ملكة جمال العالم». ولقب ملكة جمال يمنح لفتاة «جميلة» في بلد ما في العالم تشترك فيه بمسابقة ملكة جمال ذلك البلد، بحيث تحصل الفائزة على تاج ملكة جمال العالم، وتشارك دول مثل تركيا ومصر وماليزيا ولبنان وإندونيسيا والهند في المسابقة. وقد نظمت مسابقة ملكة جمال العالم للمرة الأولى في المملكة المتحدة من قبل إيريك مورلي عام 1951، وحاليا زوجته جوليا مورلي هي الرئيس المساعد لمؤسسة ملكة جمال العالم. وتعتبر مسابقة ملكة جمال العالم أقدم مسابقات الجمال الدولية التي لا تزال مستمرة حتى الآن، ويشاهد حفلها الرئيس عبر البث التليفزيوني في نحو 200 دولة حول العالم، وقد بثت المسابقة عبر التليفزيون للمرة الأولى عام 1959 بواسطة تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» ووصلت نسبة المشاهدين ذروتها في التسعينيات، حيث صار يشاهدها نحو ملياري نسمة حول العالم. ورغم أن لمسابقة ملكة جمال العالم مؤيدين إلا أن لها معارضين لدرجة قد تصل إلى التهديدات في بعض الأحيان في بعض البلدان كالعراق، أيضا فالمعارضون للمسابقة من بعض جمعيات حقوق المرأة يقولون: إنها أي مسابقات اختيار ملكات الجمال قد تعتبر «إهانة للنساء» ولا ينبغي إقامتها، كما أن بعض رجال الدين في ديانات منها الإسلام واليهودية والهندوسية أدانوا هذه المسابقة لما وصفوه ب«عدم جوازها»، حيث قال عنها مفتي مصر السابق نصر فريد واصل إنها «حرام وغير جائزة شرعا». وفي العراق هدد متطرفون إسلاميون بقتل ملكة جمال العراق عام 2006 مما أضطرها للهرب إلى الأردن، وفي الهند بعد رفض قيادات دينية هندوسية لمسابقة ملكة جمال العالم التي جرت بها في عام 1996 انتحر هندي يبلغ من العمر 24 عاما «احتجاجا» على إقامة المسابقة، في حين أن المؤيدين لمثل هذه المسابقات يقولون: إنها لا تحتوي على أي «إهانة للمرأة» إذ إن مسابقات الجمال هي «احتفال بالجمال» ودعوة لإقامة الأعمال الخيرية من خلال الفائزات، كما أنها تعد شكلا من أشكال تنشيط السياحة في البلدان المشتركة. ولا يقتصر الأمر على الفوز بمسابقة ملكة جمال الكون على التاج والهدايا، وإنما يتخطاه إلى أدوار توكل إلى الفائزة وتكون في معظمها أعمال خيرية. وتشارك دول قليلة من منطقة الشرقين الأوسط والأدنى في المسابقة الدولية لملكة جمال العالم وهذه الدول هي: مصر، لبنان، تركيا وإسرائيل «التي تصنف ضمن المجموعة الأوروبية» وهناك دول مثل: تونس والمغرب والجزائر وسورية والأردن والعراق وفلسطين تجري بها مسابقات للجمال، كما أن مسابقات أخرى للجمال عقدت في بعض مدن الشرق الأوسط مثل شرم الشيخ والغردقة ودبي، الدوحة، بيروت، إسطنبول، طرابلس وقبرص. وفي أمريكا نظمت أول مسابقة رسمية لملكة جمال العرب العام الماضي، قام بتنظيمها رجل الأعمال المصري أشرف الجمل بولاية أريزونا الأمريكية، التي وصفت كونها ذات طابع ثقافي يبعد بكثير عن مسابقة ملكة جمال العالم المعروفة، حيث لم تتضمن المسابقة أي مقاييس موضوعة مسبقا لجمال الجسد أو مواصفاته، وكذلك لم يكن بها مسابقة لملابس الاستحمام، وإنما تميزت بالتركيز على الثقافة العامة والشخصية واللباقة وحسن المظهر، وتقام المسابقة سنويا خلال شهر أكتوبر من كل عام .