تراجعت اسعار النفط والذهب ومختلف المعادن في لندن صباح امس بعدما "تراجعت فرص الحرب موقتاً" وتخلص التجار المتعاملون بالخام في بورصة النفط الدولية في لندن "اجزاء من علاوة الحرب" من اسعار الخام التي ما لبثت ان كسبت نحو نصف خسائرها الصباحية بعد اتضاح الموقفين الاميركي والبريطاني من المستجدات العراقية خصوصاً بعدما شدد وزير الخزانة الاميركي بول اونيل "ان صدام حسين يجب ان يرحل. يجب ان يحدث تغيير للنظام ومن الصعب ان نصدق انهم العراقيون سينفذون اخيرا شيئاً تعهدوا به بعد 16 انتهاكا لقرارات الاممالمتحدة على مدى اكثر من عشرة اعوام". لندن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - انخفض سعر الذهب في السوق الفورية الى ادنى مستوى له في اكثر من اسبوعين والى حدود 312.8 دولار للاونصة متراجعاً نحو خمسة دولارات عن مستوى الاغلاق في نيويورك الاثنين ومسجلا ادنى مستوى له منذ الرابع من ايلول سبتمبر. وافاد تقرير ل"بنك ستاندرد" في لندن "من المؤكد ان الانباء تُعتبر ايجابية على الساحة السياسية على المدى القصير على رغم ان التجار سينتابهم القلق من دون شك من حدوث اي مشاكل في المستقبل". وتراجع الذهب متأثراً بتقرير لمجلس الذهب العالمي قدر فيه ان الطلب العالمي على الذهب انخفض في الربع الثاني من العام بنسبة 14 في المئة الى 729 طناً. وجاء ذلك فيما انخفض الطلب على الحلى نتيجة التراجع في اسواق الاسهم العالمية. وعوض الذهب لاحقاً بعض خسائره وارتفع الى 315.15 للاونصة بالمقارنة مع اغلاقه في نيويورك الاثنين على 317.2 دولار. وارتفع الذهب اثر اعلان شركة "باريك غولد" وهي من اكبر شركات تعدين الذهب انها ستُخفض الصفقات الآجلة للذهب للاستفادة من ارتفاع السعر في السوق الفورية. وقالت "باريك" انها ستُخفض كميات الصفقات الاجلة التي تبرمها بهدف التحوط لتقلبات السوق بمقدار الثلث الى 12 مليون اونصة في نهاية 2003 وهو اسرع مما توقعه الكثير من المحللين. وبلغ سعر الفضة 4.53 / 4.55 دولار للاونصة انخفاضا من 4.55 / 4.57 دولار عند الاغلاق في نيويورك أمس. وتراجع البلاتين الى 545/ 559 دولاراً للاونصة من 533.30 دولار في نهاية المعاملات في نيويورك. علاوة الحرب وانخفض خام القياس "برنت" أكثر من ثلاثة في المئة صباحاً في الوقت الذي عمد فيه تجار الى تخلص جزئي من "علاوة الحرب" بعدما وافق العراق على عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. وانخفض "برنت" عند الفتح الى 27.27 دولار للبرميل في عقود تشرين الثاني نوفمبر لكنه ما لبث ان عاود الارتفاع الى 27.80 دولار ظهراً في العقود التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن. وكان "برنت" حقق 29.02 دولار للبرميل الاسبوع الماضي مسجلا أعلى مستوى منذ 12 شهراً لكنه لا زال أعلى من النطاق الذي استقر فيه معظم الفترات منذ بداية العام. وفي سوق نايمكس الاميركية ارتفع الخام الخفيف عقود تشرين الاول 1.03 دولار الى 28.64 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية على نظام اكسيس. وقال متعامل في لندن ان التشكك الذي ردت به واشنطن على العرض العراقي حد من هبوط اسعار النفط. وتراجعت حدة الضغوط على "أوبك" من أجل زيادة الانتاج عندما انخفضت اسعار النفط نتيجة الموقف العراقي. واثناء الاستعداد للاجتماع الوزاري الذي تعقده "أوبك" غداً الخميس ظل عدد من كبار اعضاء المنظمة يصر على رفض تلبية مطالب الدول المستهلكة بزيادة انتاج النفط للحيلولة دون ارتفاع الاسعار بما قد يضر بالانتعاش الاقتصادي العالمي. وقال مسؤول في "اوبك" حيث بدأ وزراء الدول الاعضاء التجمع لحضور الاجتماع "ان قرار العراق يجعل الابقاء على حصص الانتاج من دون تغيير أمراً شبه مؤكد". وأضاف "الارجح انه لا تغيير في الحصص على ان يعقد اجتماع آخر في أواخر تشرين الثاني المقبل". ويقول العديد من اعضاء المنظمة ان المعروض النفطي في الاسواق الدولية كاف بما يغطي الطلب ويصرون على ان ارتفاع أسعار الخام الاميركي عن 30 دولارا للبرميل يرجع الى المخاوف من الحرب. وقال ديفيد ثيرتل خبير السلع الاولية في "بنك كومنولث" في سيدني ان القرار العراقي قلص فرص زيادة انتاج "أوبك" بدرجة كبيرة... ولا يمكننا ان نستبعد حتى الان امكانية شن هجوم اميركي على العراق". وقال البيت الابيض انه سيواصل العمل من اجل استصدار قرار جديد من الاممالمتحدة يطالب العراق بالالتزام بالتفتيش على الاسلحة. وقال الفارو سيلفا الامين العام للمنظمة "ان قرار اوبك في شان السياسة الانتاجية في الربع الاخير من السنة سيركز على توقعات العرض والطلب وان هذا المعيار لا يبرر تعديل الانتاج". وقالت فنزويلا واندونيسيا والكويت وقطر انها تعارض رفع سقف انتاج دول "أوبك" العشر المشاركة في نظام الحصص من 21.7 مليون برميل يومياً. ولم تعلن السعودية بعد رأيها في حجم الانتاج حتى نهاية السنة.