لندن - "الحياة"، رويترز - قال مصدر سعودي ل"رويترز" إن بلاده تجري محادثات نفطية مع روسيا لكن من المبكر عن الحديث عن صفقة او اتفاق تعاون. والسعودية وروسيا اكبر مصدرين للنفط الى الاسواق الدولية. وشدد المصدر على ان "الاتصالات والمشاورات مستمرة بين الطرفين وتتناول سوق النفط الدولية". وكانت روسيا تعاونت مع مجموعة دول "اوبك" العام الماضي وفي النصف الاول من السنة الجارية لتثبيت اسعار الخام عند مستواها المستهدف لكن موسكو أعلنت اعتباراً من نهاية حزيران يونيو الماضي انها لن تستمر في خفض انتاج 150 الف برميل يومياً كما كانت تطالب "اوبك". من جهة ثانية ذُكر ان الولاياتالمتحدةواليابان والمانيا زادت مخزونها النفطي الى حدود 3.8 بليون برميل من النفط والمشتقات ما يكفي استهلاكاً عادياً لنحو 114 يوماً من دون الحاجة الى استيراد اي نفط من منطقة الخليج او غيرها. وذكرت انباء لندنية ان الولاياتالمتحدة عززت مخزون احتياطها النفطي الاستراتيجي وزادته من 550 مليون برميل الى 700 مليون برميل. وكانت وكالة الطاقة الدولية افادت في تقرير ان لدى دول منظمة التعاون والتنمية ما يكفي لمواجهة أي توقف طارئ لامدادات النفط من المناطق المنتجة. يُشار الى ان أسوأ ازمة نفطية حدثت عام 1979 عند سقوط الشاه وتوقف الامدادات الايرانية البالغة في حينه نحو 5.6 مليون برميل يومياً ما دفع سعر البرميل الى تجاوز مستوى 30 دولاراً. كما ادى انقطاع الامدادات من الكويتوالعراق صيف 1990 الى تسجيل برميل النفط مستوى 40 دولاراً على فترة شهر تقريباً حتى تمكنت السعودية من رفع مستوى انتاجها ومضاعفته تقريباً ليتراجع سعر البرميل الى 18 دولاراً في شباط فبراير 1991 عند بدء الحملة الارضية الدولية لتحرير الكويت. وحسب مركز دراسات الطاقة الدولي في لندن يبدو ان ارتفاع اسعار النفط حالياً وفي ظل الركود الاقتصادي الدولي يعود الى بناء المخزون والاحتياط في دول منظمة التعاون ما اضاف الى سعر البرميل بين 3 و5 دولارات في ما عُرف باسم "علاوة حرب". وتوقع المركز ان اي حكومة معتدلة تُشكل في العراق، بعد عملية اميركية لاطاحة صدام، قد تنجح في رفع الانتاج النفطي العراقي الى نحو 6 ملايين برميل يومياً في حدود ستة اعوام ما قد يزيد الضغط على جهود "اوبك" لتثبيت الاسعار عند مستويات مناسبة لاقتصادات الدول الاعضاء في "اوبك". وتعارض غالبية الدول الاعضاء في "اوبك" أي عملية عسكرية ضد العراق وتفضل الحل الديبلوماسي للأزمة خشية من ان تؤدي المعارك في العراق الى الاضرار بمنشآت النفط في الدول المجاورة والى عرقلة الامدادات التي قد تؤثر سلباً في خروج الاقتصادات الدولية من الركود خصوصاً إذا أدت معارك في منطقة منابع النفط الى رفع سعر البرميل الى 60 دولاراً عن توقف الامدادات بسبب اغلاق مضائق لسبب ما او نسف انابيب شحن النفط. وفي طوكيو قال تجار امس الاثنين ان السعودية ابلغت بعض المشترين اليابانيين والكوريين الجنوبيين من اصحاب العقود طويلة الاجل انها ستخفض امدادات النفط الخام لهم في ايلول سبتمبر بما يراوح بين 17 و18 في المئة عن الكميات المتعاقد عليها. واضاف التجار ان السعودية خفضت امدادات النفط للمشترين الآسيويين بنسبة 20 في المئة في آب اغسطس. وتلقى اثنان على الاقل من الزبائن اليابانيين ومصفاة كورية جنوبية اخطاراً بخفض الامدادات في ايلول. وتأتي الخفوضات تماشياً مع قرار "اوبك" الاستمرار بخفض الانتاج لتعزيز اسعار الخام. وسيجتمع منتجو "اوبك" في 19 ايلول في اليابان لتحديد سياسة الانتاج خلال الفترة الباقية من العام وللبحث في التطورات التي قد تشهدها السوق النفطية في ضوء الأزمة العراقية. ومع تراجع اسعار خام القياس "برنت" في عقود ايلول التى جرت في بورصة النفط الدولية في لندن الى 25.23 دولار للبرميل من 25.34 اغلاق الجمعة افادت وكالة انباء "اوبكنا" امس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة اوبك ارتفع الجمعة الى 24.87 دولار للبرميل من 24.73 دولار الخميس. وتستهدف "اوبك" سعراً يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل من سلة خاماتها النفطية.