تراجعت اسعار الخام في الاسواق الدولية على رغم استمرار الاضرابات وتوسعها في فنزويلا وما اعلنه وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي عن الحاجة الى خفض انتاج منظمة "اوبك" بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً ورفع سقف الانتاج الرسمي بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً، ما فسرته الاسواق بانه "تكريس رسمي للانتاج الحالي". لكن ما ساعد في خفض الاسعار ما نقلته "رويترز" عن خبراء في مجال الدفاع عن ان الحرب على العراق "لن تؤثر سلباً في الامدادات" وانها "ستستمر لفترة بين أسبوعين وثلاثة شهور وان الولاياتالمتحدة ستبقي قواتها في العراق فترة طويلة بعد ذلك". وفُسر ذلك بانه اول اشارة لبدء الغاء "علاوة الحرب" من اسعار النفط. وما اعطى دفعة سلبية للاسعار توقعات اقتصاديين في البنك الدولي عن انخفاض المتوسط الدولي لاسعار النفط من 25 دولاراً للبرميل السنة الجارية الى 23 دولاراً السنة المقبلة وحتى الى 20 دولاراً سنة 2004. راجع ص 13. لندن - "الحياة"، رويترز - استقرت اسعار الخام في بورصة النفط الدولية امس ومالت الى الانخفاض على رغم اعلان وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان من المرجح ان يوافق اعضاء "اوبك" على اجراء خفوضات كبيرة في الامدادات الفعلية للاسواق عندما يجتمعون غداً الخميس في فيينا في محاولة لدعم اسعار النفط قرب مستوى 25 دولاراً للبرميل وعلى رغم تراجع الانتاج في فنزويلا نتيجة حركة العصيان والاضرابات ضد حكم الرئيس هوغو شافيز. وقال الوزير النعيمي: "ان هدفنا استعادة الالتزام بحصص الانتاج من خلال وقف الانتهاكات وتقليص الامدادت لمواجهة اثار ضعف النمو الاقتصادي على الطلب على النفط... ان هناك تأييدا متزايداً في اوبك لخفض الانتاج الفعلي للمنظمة وفي الوقت نفسه رفع حصص الانتاج الرسمية للاعضاء في الاجتماع الذي يُعقد الخميس". وابلغ النعيمي الصحافيين في لندن: "هناك حاجة للخفض والغالبية متفقة على ضرورة رفع سقف الانتاج الرسمي". ويشير احدث البيانات من مقر "اوبك" في فيينا الى ان انتهاكات حصص الانتاج لاعضاء "اوبك" تعني تجاوز سقف الانتاج الرسمي البالغ 21.7 مليون برميل يومياً بمقدار 2.82 مليون برميل يوميا في تشرين الاول أكتوبر. ويثير احتمال حدوث وفرة في سوق النفط السنة المقبلة قلق "اوبك" اكثر من خطر ارتفاع الاسعار في حال شنت الولاياتالمتحدة هجوماً على العراق. وتجتمع "اوبك" مع دخول اضراب عام في فنزويلا يومه التاسع ما ادى الى توقف شبه كامل لصادرات ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في المنظمة. وذكر النعيمي "ان الوزراء قرروا في اجتماعهم السابق في ايلول سبتمبر تجاهل انتهاك حصص الانتاج الرسمية للحيلولة دون ارتفاع الاسعار اكثر من اللازم، وان هناك الآن ضرورة لخفض الانتاج الفعلي بما يراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً ورفع سقف الانتاج الرسمي بين مليون و 1.5 مليون برميل يومياً". واشار الى انه اذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي فان ذلك سُيضر بالتوقعات الخاصة بنمو الطلب السنة المقبلة. وقال: "عملنا من اجل وصول السعر الى ما هو عليه الآن ونحن سعداء بتحركه حول 25 دولاراً للبرميل". ويشكك التجار في وجود رغبة لدى "اوبك" لتنفيذ الخطة. وقال المتعامل نعمان بركات من "فيمات انترناشونال بنك" ان خطة اوبك "لا تتمتع بالمصداقية على ما يبدو واعتقد ان السعودية ستخفض انتاجها بالفعل لكنني لست متأكدا بالنسبة للاعضاء الاخرين في اوبك ولا يوجد سبب يدعو الى خفض الانتاج عند هذه الاسعار واي خفض فعلي للانتاج سيأتي نتيجة لتراجع الاسعار وليس نتيجة اتفاق اوبك". ووجد النفط دعماً منذ الاسبوع الماضي نتيجة اضراب فنزويلا وذكر النعيمي ان "اوبك ستسد فجوة صادرات النفط الفنزويلية اذا تطلب الامر". وتلقى الرياض دعماً بالفعل من ايران، ثاني اكبر دولة منتجة للنفط في "اوبك"، لفكرة زيادة حصص الانتاج الرسمية وخفض الانتاج الفعلي. وقال النعيمي ان القرار النهائي في هذا الشأن سيتوقف على اجماع وزراء "اوبك" وبيانات الامدادات التي ستعرض عليهم في اجتماع الخميس. ولن يبحث الوزراء في طلب الجزائر ونيجيريا حصة اكبر في الانتاج الكلي للمنظمة. وتراجعت اسعار خام القياس الاوروبي "برنت" في العقود الآجلة في بورصة النفط بتأثير عمليات بيع لجني الارباح امس في اعقاب المكاسب التي حققتها بفضل الاضراب في فنزويلا. وتراجعت اسعار "برنت" في عقود كانون الثاني يناير 11 سنتاً عند الثانية بتوقيت غرينتش الى 25.64 دولار للبرميل في تداول هزيل شمل نحو 7650 صفقة. وتراجعت اسعار الخام الاميركي الخفيف خام غرب تكساس الوسيط في عقود كانون الثاني في بورصة نيويورك التجارية نايمكس 27 سنتاً الى 26.93 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية على نظام اكسيس. وانخفضت أسعار السولار في عقود كانون الاول ديسمبر في بورصة لندن 50 سنتاً الى 226.75 دولار للبرميل. وأوضح متعاملون انه على رغم استمرار صعود الاسعار اول من امس فانها فشلت في كسر حاجز المقاومة الصعب البالغ 26 دولاراً للبرميل وان عمليات البيع لجني الارباح تنال الان من تلك المكاسب. وقال متعامل في البورصة "ارتفعت الاسعار الاثنين بتأثير تواصل الاضراب الفنزويلي الا ان هذا الارتفاع كان مبالغاً فيه بعض الشيء ومن غير المرجح ان تنخفض الاسعار انخفاضاً حاداً مع تمتعها بمستوى دعم عند 25.50 دولار للبرميل". وفي فيينا قالت مصادر منظمة "اوبك" ان وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي رافائيل راميريز لن يشارك في اعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي بسبب الاضراب. وفي بغداد دعت وزارة النفط الدول الاعضاء في "أوبك" الى التوقف عن تجاوز الحصص الانتاجية، وقال متحدث باسم الوزارة ان "بغداد تؤكد ضرورة التزام الدول الاعضاء بالحصص الانتاجية والامتناع عن انتاج اي كميات اضافية على الحصص بعدما تجاوزت الزيادة الانتاجية ثلاثة ملايين برميل يومياً في الشهور القليلة الماضية".