غداة جولة من المحادثات الامنية بين الفلسطينيين والاسرائيليين للبحث في تفاصيل خطة الانسحاب الاسرائيلي من "غزة أولا"، نفذ الجيش عمليات توغل في قطاع غزة اسفرت عن مقتل فلسطيني واصابة ستة آخرين، ورافقتها اعتقالات وتجريف اراض. كما واصل الجيش تصعيده ضد اهالي عائلات الانتحاريين الفلسطينيين، وهدم اربعة منازل في طوباس وارطاس وبيت جالا ومخيم عايدة في منطقة بيت لحم. غزة، بيت لحم - أ ف ب، رويترز - استشهد الفلسطيني عادل رزق غبن 18عاما برصاصة اصابته في الرأس أطلقتها احدى الدبابات الاسرائيلية خلال عملية توغل لاكثر من 1500 متر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقال مصدر طبي ان خمسة فلسطينيين اصيبوا برصاص الجيش خلال عملية التوغل ونقلوا الى مستشفى في مدينة غزة للعلاج. واكد مصدر امني ان "جنود الاحتلال اطلقوا النار من الدبابات بكثافة تجاه عشرات الصبية والشبان الذين تجمعوا وسط البلدة خلال عملية التفتيش في منازل المواطنين رغم عدم تعرضهم الى اي اخطار"، مضيفا ان "اربع جرافات عسكرية ترافقها اكثر من 25 دبابة وآلية عسكرية قامت بعملية تجريف في اراضي المواطنين". واوضح ان "قوات الاحتلال داهمت منذ ساعات الصباح منازل عدة واعتقلت خمسة مواطنين على الاقل قبل ان تنسحب من الاراضي التي توغلت فيها وتتراجع الى محيط مستوطنة دوغيت القريبة من الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل". ودان بشدة "استمرار قوات الاحتلال في التصعيد من عدوانها بشكل سافر ضد المواطنين والتخريب في ممتلكاتهم واعتقالهم". وقال شهود ان "قوات الاحتلال سيطرت لساعات على الطريق الشمالي الرئيسي لبلدة بيت لاهيا ... واطلقت النار على المواطنين المارة". واشاروا الى ان "مروحية عسكرية كانت حلقت في اجواء غزة وشمالها في ساعات الفجر". وجاءت عملية التوغل بعد جولة محادثات بين مسؤولي أمن فلسطينيين واسرائيليين ليل الاربعاء - الخميس وتناولت تخفيف الحصار الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. وأعلن المسؤولون الفلسطينيون فشل الاجتماع. الى ذلك، ذكر مصدر امني وشهود ان "ثلاث دبابات اسرائيلية توغلت لعشرات الامتار في اراض تحت السيطرة الفلسطينية في دير البلح" جنوب قطاع غزة، و"اطلقت النار بكثافة تجاه سيارات المواطنين في المنطقة". وفك الجيش الحصار المفروض على مدينة رفح ومخيمها منذ الاثنين الماضي. وقال مصدر امني ان "قوات الاحتلال سحبت الدبابات التي كانت تغلق الطريق العام في رفح وبدأت جرافات تابعة للبلدية الفلسطينية في المنطقة بازالة التلال الرملية التي وضعها الاحتلال ونصب عليها رشاشات ثقيلة". واوضح المصدر ان البلدية اعادت فتح الطريق. وفي خان يونس، اصيب فتى قرب مستوطنة "نافيه دكاليم" ونقل الى مستشفى في المنطقة للعلاج في حالة متوسطة. هدم منازل عائلات انتحاريين من جهة اخرى، هدم الجيش الاسرائيلي منذ ليل الاربعاء - الخميس اربعة منازل لعائلات انتحاريين فلسطينيين. وأفاد شهود ومصادر امنية فلسطينية ان اثنين من المنازل التي هدمت يعودان الى عائلة داود ابو سهيل في ارطاس، وعائلة اكرم نبتيتي في الدوحة في بيت لحم. واكد ناطق عسكري اسرائيلي نبأ هدم المنزلين، مشيرا الى ان الفلسطيني الاول نفذ عملية انتحارية في القدس الغربية في الخامس من كانون الاول ديسمبر من العام الماضي،وان الثاني نفذ عملية مماثلة في القدسالشرقية في السابع من آذار مارس الماضي، وكلاهما ينتميان الى حركة "الجهاد الاسلامي". كما هدمت القوات الاسرائيلية منزلا ثالثا في بيت جالا في منطقة بيت لحم يملكه علي موسى ابو علان قائد "كتائب عز الدين القسام" الجناح المسلح ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الضفة الغربية. وافادت مصادر امنية ان الجيش هدم في طوباس منزل مازن الفقهاء المسؤول المحلي ل"كتائب شهداء الاقصى" القريبة من حركة "فتح" في جنين والذي تتهمه اسرائيل بالوقوف وراء العملية الانتحارية التي استهدفت باصا للركاب شمال اسرائيل الاحد الماضي. وكانت القوات الاسرائيلية اعتقلت مازن الفقهاء قبل ثلاثة ايام في طوباس 15 كيلومترا الى جنوب جنين وهي تتهمه بأنه يقف وراء العملية الانتحارية التى استهدفت باصا اسرائيليا شمال اسرائيل بداية الاسبوع. وهدمت جرافات تدعمها دبابات منزله واوقف الجنود والده امس، حسب ما قال ذووه. وفي رام الله، ذكرت مصادر طبية ان شبانا رشقوا جنودا متمركزين امام مقر عرفات، فرد هؤلاء باطلاق النار باتجاههم واصابوا اربعة منهم، ثلاثة منهم بالرصاص المطاط واحدهم برصاصة حية. وغالبا ما يتجمع عشرات الفلسطينيين امام عرفات بعد رفع حظر التجول الذي يفرضه الجيش معبرين عن غضبهم من احتلال المدينة المستمر منذ سبعة اسابيع.