قبل التوصل الى مخرج لأزمة نتائج انتخابات المتن الشمالي، اتسعت حركة الاعتراض على عدم اعلان الفائز فيها بعد مرور يومين على اجرائها، وانضم الى هذه الحركة اقطاب بارزون منهم رئىسا الحكومة السابقان سليم الحص وعمر كرامي ورئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في وقت ابقت المعارضة، التي اتخذت من مقر حزب الوطنيين الاحرار ملتقى لها، اجتماعاتها مفتوحة حتى "تثبيت فوز مرشحها غبريال المر". بيروت، باريس - "الحياة" - استغرب الرئىس الحص "غياب الحكومة عن حسم التجاذبات التي تدور حول نتائج انتخابات المتن الفرعية والملابسات التي تحيط بها". وقال من ابو ظبي: "ان اعلان النتائج الرسمية للانتخابات هو بالطبع من حق وزير الداخلية ولكن عجز الوزير عن اعلان موقف في هذا الصدد بات يجعل ضرورياً اجتماع مجلس الوزراء واعلان موقف الحكومة في هذا الشأن حسماً للإشكال وتداركاً لأزمة سياسية قد تنشأ". واعتبر "ان غياب الحكومة عما يجري غير مفهوم وغير مبرر لا بل هو معيب". وأسف الحص في المقابل "لما شهدته الساحة الانتخابية خلال المعركة بما اكتنفها من اسفاف وابتذال". وشهد منزل النائب جنبلاط اجتماعاً للقاء الديموقراطي خصص لموضوع انتخابات المتن. ودعا جنبلاط في مؤتمر صحافي "السلطة الى الاسراع في تأكيد نتائج الانتخابات التي اعلنت لمصلحة غبريال المر". ونبه الى "ان اي تردد وتأخير ليسا لمصلحة احد"، مناشداً رئيس الجمهورية اميل لحود "الا يعتبر هذا الامر موجهاً اليه شخصياً او هزيمة شخصية، فهذه هي اللعبة السياسية بعيداً من الاجواء المتنية". وفي الوقت ذاته اكد "ان اللقاء الديموقراطي الذي يصر على موضوع الديموقراطية والحريات لن يكون ولا جنبلاط ولا الحزب التقدمي الاشتراكي مطية لتيارات ك"التيار الوطني" او غيره في مواجهة السلطة او في مواجهة سورية لاحقاً. ويجب ان نكون دقيقين جداً، فنحن امام عملية انتخابية داخلية لبنانية بعيداً من الجو الاقليمي، لأننا لاحظنا شعارات وقيادات وتجمعات لاشخاص كنا نسيناهم وفجأة تجمعوا، وهنا عتبي على كل من هم في لقاء قرنة شهوان انه كان يمكنهم ان يتصلوا بنا ويكون وليد جنبلاط وباسم السبع وأكرم شهيب وغيرهم من اللقاء الديموقراطي في الاجتماع الذي عقد تحت شعار "التمسك بالحريات والديموقراطية"، كان من الممكن ان نكون موجودين حتى في السوديكو مقر حزب الوطنيين الاحرار، ولم يكن هناك ضرورة لاجتماع محض طائفي، هذه غلطة كبيرة". وأضاف جنبلاط: "اناشد الرئىس لحود وأرجوه وأشدد على اهمية موقعه الوطني والقومي، وهنا لا احمله المسؤولية المباشرة بل بعض محيطه، اناشده الاسراع في اعلان نتيجة فوز غبريال المر، وأعتقد ان الرئىس لحود يدرس القضية من كل جوانبها السياسية والقانونية ويتمتع بكل الحكمة والدقة خصوصاً في هذا الظرف الذي اريد فصله عن الوضع الاقليمي والعالمي والذي سميته بالرياح الغربية، قد لا يفصل الوضع، لكن في هذه اللحظة اريد فصله". ورفض القول انه حصل تزوير وأصر على اعلان النتيجة التي صدرت عن لجنة القيد العليا "لنتفادى مشكلة كبيرة ونمنع على بعض المتطرفين او المتعربشين على لقاء قرنة شهوان وغيرها من جر الاعتدال المسيحي او تعطيله". وأيد الرئيس كرامي ما قاله جنبلاط منتقداً "موجة التطرف والتعصب التي عبرت عنها المعارضة في تجييشها ضد سورية التي تحرص على التهدئة وتدعو الى الحوار واستيعاب الجميع". وغمز كرامي من قناة بعض الذين "أمنوا التغطية للحملة على سورية في انتخابات فرعية". وقال امام زواره انه لا يؤيد قول هذا البعض بأنه نجح في جر المقاطعين التيار الوطني الحر الى العودة عن المقاطعة واقناعهم بالدخول في اللعبة السياسية من داخل النظام. وأضاف: "ان بعض المعارضة انساق الى السقف السياسي المرسوم من المتطرفين"، لافتاً الى "انهم لم يحركوا ساكناً ضد الحملة التي استهدفت سورية او التحريض العنصري ضد المجنسين". وطالب كرامي باعادة النظر في قانون تنظيم الاعلام المرئي والمسموع، معتبراً "ان البلد يدفع الثمن من خلال الحملات التي نظمتها احدى المحطات لمصلحة مرشح معين". وتجنب النائب نسيب لحود في تصريح له من السوديكو التعليق على ملاحظات جنبلاط تجاه اجتماعات مقر الاحرار قائلاً: "لن نجري تقويماً لأمور لها علاقة بالتحليل وعلاقات القوى السياسية ببعضها بعضاً، المشكلة المطروحة اليوم لماذا لا تعلن وزارة الداخلية نيابة غبريال المر والوزير السابق جنبلاط دعا في شكل واضح وزارة الداخلية الى ذلك". وأضاف: "القضية ليست لها علاقة بالسوريين او بالقوى السياسية، بل تتعلق باحترام القانون وارادة الشعب مهما كانت هذه الارادة". ونفى ان تكون هناك معركة بينه وبين رئىس الجمهورية مؤكداً حرصه على موقعه. ورأى النائب فارس بويز في تعليق إلى "الحياة" خلال وجوده في باريس، ان وراء معركة المتن اخرى اعمق، بين اهل السلطة. وقال: "لم يعد سراً على احد ان تمنيات رئىس الجمهورية هي مع تمنيات وزير الداخلية الياس المر بفوز شقيقته ميرنا فيما كان موقف رئىس الحكومة في اتجاه آخر". وقال بويز: "اساساً كان من المفترض ان ترتدي المعركة طابع الوضوح والشفافية فلو كانت المعارضة تجمعت حول المرشح غسان مخيبر وفاء لمعارضة المرحوم النائب ألبير مخيبر الصادقة لكان أفضل ولكانت فازت المعارضة موحدة".