بيروت - "الحياة" كما كان متوقعاً ابطل المجلس الدستوري في لبنان نيابة غبريال المر، وأعلن "فوز" المرشح الثالث غسان مخيبر الذي كان حصل على 1700 صوت بينما حصل كل من المتنافسين الأولين من آل المرّ على زهاء 35 ألف صوت مع فارق ثلاثة أصوات لغبريال. وتذرع المجلس بأسباب سياسية لا قانونية لتبرير عدم اجراء انتخابات فرعية جديدة. ووصفت المعارضة القرار بأنه "هرطقة". راجع ص7 ويؤدي إعلان فوز مخيبر، الذي كان صرح بأنه يقبل بالنتائج التي يعلنها المجلس الدستوري، الى تجنيب منطقة المتن الشمالي معركة انتخابية بين غبريال المر الذي انتمى بعد انتخابه الى قوى المعارضة المسيحية في "لقاء قرنة شهوان"، وبين آل المر الموالين. وهي معركة اعتبرت المعارضة انها تستطيع الفوز بها مجدداً، بحكم التعبئة في الشارع المسيحي إثر اقفال محطة "ام تي في"، والنقمة ضد السلطة. وبرر المجلس الدستوري إبطاله نيابة غبريال المر، من دون إبطال الانتخابات ككل لاعادة اجرائها، بالاشارة الى "ما رافق العملية الانتخابية من تهديدات واستنفارات تتسم بالعنف والفئوية... وان ذيول الانتخاب ما زالت على حالها من التصعيد وليس ما يحول دون تفاقمها في حال اجري انتخاب فرعي جديد بوجود التشنج السياسي الذي يحمل في طياته مخاطر انقسامات فئوية... في ظل اجواء المنطقة وانعكاساتها المحلية". وفيما كان لافتاً ربط المجلس الدستوري قراره بالأجواء الاقليمية جاء رد الفعل الاول من احد اقطاب منطقة المتن و"لقاء قرنة شهوان" النائب نسيب لحود الذي اعتبر "ان قراره يتضمن هرطقة". ودعا مخيبر الى "اعلان رفضه، وامتناعه عن المشاركة في هذا الانتهاك". وقال غبريال المر: "ان القرار منتظر"، واصفاً اياه بأنه "تركيبة" وان لا صفة للمرشحة ميرنا المر لتطعن بنيابته، مشيراً الى انه سيتحرك سياسياً مع "قرنة شهوان". أما مخيبر فقال انه سيعلن موقفه بعد مشاورات في كل المواضيع، يجريها اليوم مع البطريرك الماروني نصرالله صفير وسواه. وعن دعوة نسيب لحود له الى عدم قبوله بالقرار قال: "أفضل عدم الدخول في سجالات مع أحد"، مؤكداً ان "مصلحة البلد نصب عيني وسأسعى الى تحقيق الأهداف والمبادئ التي دونتها في بياني الانتخابي وسأكون مستمراً على هذا العهد في خدمة هذا البلد لإعادة رص صفوف اللبنانيين والخروج من جو محموم ليس في مصلحة لبنان ولا اللبنانيين". وأوضح انه تلقى اتصالات تهنئة من عدد كبير من المعارضين ومن أهل المتن. وسألت "الحياة" بعض اعضاء "لقاء قرنة شهوان" الذين يعقدون اجتماعاً موسعاً عصر اليوم، عن موقفهم فأعربوا عن خيبة أملهم من القرار وقال احدهم: "لم يجرؤ الموالون للسلطة على الذهاب الى انتخابات جديدة". وأضاف: "لا يمكننا ان نفتح وزارة عدل او هيئات قضائية عليا على حسابنا". وذكر ان صدور القرار "لم يكن ليحصل لولا معرفة مسبقة من مخيبر بالأمر...". وقالت مصادر اخرى في "اللقاء" انه يصعب عليه اتخاذ موقف موحد من القرار لوجود تباين بين اعضائه من ترشيح المر الذي حظي في حينه بدعم البعض ومعارضة البعض الآخر. ولفتت الى ان المر لم يخض المعركة الانتخابية كمرشح "اللقاء" والى ان اعضاء فيه تربطهم علاقة جيدة بمخيبر ولن يجاروا المعارضين لاعلان فوزه. وذكرت المصادر ان البطريرك صفير كان وضع في اجواء القرار قبل الاعلان عنه رسمياً، وأكدت ان بعض المحيطين ببكركي كانوا نقلوا عنها رغبتها في الاساس بدعم ترشيح مخيبر تفادياً لمعركة سياسية في المنطقة التي ينتمي اليها رئيس الجمهورية اميل لحود ولتجنب اي تحدٍ له. من جهة ثانية اعلن حزب "الكتلة الوطنية" برئاسة كارلوس اده امس عن وقف مشاركته في "لقاء قرنة شهوان".