بيروت - "الحياة" - بدا لبنان أمس على أبواب مواجهة ساخنة بعدما تردد ان وزير الداخلية الياس المر يتجه الى اعلان فوز شقيقته ميرنا في الانتخابات الفرعية لملء المقعد الارثوذكسي الشاغر في دائرة المتن الشمالي. واتهمت المعارضة وزير الداخلية ب"التزوير وسرقة الانتصار" ولوحت بإطلاق حركة احتجاج واسعة. وتصاعدت اجواء التوتر بين السلطة والمعارضة إثر توجه الأولى نحو اعلان فوز مرشحة الموالاة ميرنا ميشال المر على حساب عمها المرشح المعارض غبريال المر، ما اطلق اتصالات حثيثة من اجل تفادي التصعيد بين الجانبين بعد ان لوّح قادة المعارضة بالنزول الى الشارع وباستقالة بعض النواب من البرلمان لاعتبارهم اعلان فوز ميرنا المر تزويراً للنتيجة. ودعا رئيس الجمهورية إميل لحود الى ابعاد الجدل الدائر حول احتساب اصوات المرشحين عن المواقف السياسية والعودة الى النصوص القانونية لوضع حد للتجاذب الحاصل. راجع ص7 فبعد ان كان كل من الفريقين اعلن عن فوزه بأرقام استندت الى مندوبيه في مراكز الفرز ليل أول من أمس، فان فجر امس شهد تطورات متلاحقة ارخت بثقلها على التوتر الذي رافق هذه الانتخابات. وكانت لجنة القيد العادية تدقيق النتائج قررت ليلاً الغاء أحد اقلام الاقتراع في قرية حملايا بسبب اقتراع احد الناخبين من دون ان يوقع على محضر قلم الاقتراع في شكل يؤدي الى تفوق ميرنا المر ب15 صوتاً، فإن لجنة القيد العليا المولجة رفع النتائج النهائية الى وزارة الداخلية لتذيعها، عادت فقررت الابقاء على هذا الصندوق، بحجة انه يمكن الاكتفاء بالغاء صوت منه مقابل عدم توقيع احد المقترعين، ما يؤدي الى نجاح المرشح غبريال المر. وقال النائب نسيب لحود ووزير العدل سمير الجسر انهما تبلغا فجر امس قرار اللجنة الابقاء على صندوق حملايا، وصدر بعض الصحف استناداً الى ذلك، مشيراً الى فوز غبريال المر بفارق 3 أصوات. لكن قبل ظهر امس تسربت أنباء عن ان وزير الداخلية الياس المر طلب من اللجنة العليا محضراً جديداً بالنتيجة ما أثار المعارضين، فزار وفد منهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري للاحتجاج على ما اعتبروه محاولة لتغيير النتيجة وحضر جزءاً من الاجتماع رئيس الحكومة رفيق الحريري. ولوّح الوفد باستقالة عدد من النواب المعارضين من البرلمان وبتحرك في الشارع. وانتقل بري والحريري الى القصر الرئاسي للقاء الرئيس لحود. لكن أياً من مصادر الرؤساء الثلاثة لم يؤكد حصول اللقاء، فيما التقى وفد من "لقاء قرنة شهوان" المعارض البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، الذي تردد انه اجرى اتصالاً بالرئيس لحود مطالباً إياه بوضع الأمور في نصابها. وتزامن ذلك مع تأجيل مؤتمر صحافي كان وزير الداخلية يعتزم عقده لاعلان النتيجة. وقالت مصادر معارضة ان اتصالاتها فرملت هذا الاعلان، لكن مساء وزّع قرار جديد للجنة القيد العليا نص على عدم احتساب صندوق قرية حملايا وفوز ميرنا المر ب34760 صوتاً مقابل 34745 لغبريال المر و1772 صوتاً لغسان مخيبر. وكان سبق ذلك صدور بيان عن قادة المعارضة في اجتماع موسع عقدوه عصر امس بعد زيارة وفد ثان منهم البطريرك صفير، أشار الى امعان وزير الداخلية في تزوير الانتخابات ومصادرة فرحة المعارضة بانتصار غبريال المر، وناشد اللبنانيين البقاء على استعداد تام للقيام بالتحركات اللازمة في الاطار الديموقراطي". وفيما انتظرت وسائل الاعلام اعلان وزير الداخلية النتائج ذكرت مصادر مطلعة ان الاتصالات تركزت على ان يقوم الفريق المعترض بالطعن امام المجلس الدستوري. وتوقعت مصادر سياسية ان تنعكس الأزمة داخل مجلس الوزراء. وينتظر صدور موقف عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكتلته النيابية مما يجري اليوم.