دمع ترقرق في عينّي حين خبا كانما شئت غير الدمع منقلبا الدمع آية عجزي أنني بشر مهما تكلفت حكم الله قد غلبا يا غيب أقدارنا آسى على قدري وزلزلوا... واكفهر الصبح والتهبا قد ابلتينا بنهر النيل نعصره دأباً نغُص به أوْ ميتةً وربا وبالفرات دم يجتر واردها من عترة النور قحِفاً مترعاً شوبا والشام لمّا تَنسَّم زهرة الدنيا عدت عليه العوادي صفصفاً خربا أنّى علونا ذللنا غفلة وصبا ولا كرامة لا عزًا ولا رهبا الناعقون علينا كل قارعة من النوازل كيداً يحرق القلبا برئت لله من كل الأُولى كفروا ومن يشاقق قطعنا الودّ والنسبا فلينظرن كل طاغية عواقبها يوم التغابن والأشهاد ما اغتصبا مودة تعصر الغوغاء حازنها على الجماجم لا بُسراً ولا عنبا إن يقتلونا بسيف الفتنة الكبرى فقد غمدنا لها أسيافنا خشبا تراحموا تُرْحموا لطفاً ومغفرة ويملأ الله جوف عدوكم رعبا لا تَستَرِقّوا ذراريكم إذا نصحوا أو تقهروهم على أهوائكم كلبا وهل عسيتم عتواً في ضلالتكم أن تأمنوا الواحد القهار إن غضبا والله لا ترزقوا إلا بأضعفكم فخالطوه أخاً أو شاوروه أبا والله لا تنصروا إلا بأطوعكم السابقون إلى باريهم هربا معية الله قد أغنتهم أبدا فاستعصموا رغباً لله أو رهبا يستغفرون لكم في كل نازلة يستغفرون لكم ما ذقتم عجبا أأعجمي؟ ولمّا تنذروا وقفوا من حملوا الذكر لا هُزْواً ولا لعبا حريتي في كتاب الله أنزلها والأمن والرحمة العظمى التي وهبا مصر -عبدالحليم محمد عيسوي