تعصف بنا عواصف الفراق، فتفرقنا في الأرجاء، وتعصر القلب حزناً وألماً، عندما تفارق أحبة، يشقشقون بأجمل الكلمات، تكسو وجوهم بشاشة عندما تلتقيهم، بل يضمونك إلى صدورهم، بودهم، لو أدخلوك جسراً إلى قلوبهم، بل إنهم عطر من الأخلاق السامية التي تصافح الغيوم تارة والنجوم تارة أخرى وأفواهم لا تخرج كلمات فحسب بل إنها تنضح جواهر ودرراً، حباً صادقاً لك، بل إذا رأوك في الهجير، صيرتهم المحبة الصادقة إلى غيوم تضللك من أشعة الشمس الحارقة، وإذا كان برداً قارساً من معاناة أشعلوا ضلوعهم لكي يدفئوك مودة لك ما أجمل ابتسامتهم! التي تنبجس من شفتين تغردان بأجمل حب في الحياة تكسوها أعشاب وخزامى ذات رائحة عطرية، وكأن مشاعرهم وكلماتهم مثتل القوارب التي تنقلك في ضفاف الأحزان والهموم، إلى ضفاف الفرح والسرور - بإذن الله - تشاهد قلوبهم من خلف ضلوعهم بساتين من الحب الصادق الذي تترقرق فيه المياه بين الجداول والأزهار، بل لو وضعت أذنك على ضلوعهم لن تسمع نبضات قلب بل ستسمع تغريد الحب، إنه الحب في الله. "حنين محب" دنا ياصحبنا يوم الفراق وقد حجبت سحائبه التلاق فإن يدنو الفراق فهذا كفي يعاهدكم بدوم الاشتياق عسى الرحمان يجمعنا يخلد نُرى فيها جميعاً يارفاقي "ومضة" في الحديث: من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله: "ورجلان تخابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه". مطلق عبدالله حمد آل حماد - الأفلاج