قال رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون إنه التزم عدم ألمس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جسدياً، من دون أن يحدد الجهة التي التزم أمامها، ونفى أيضاً أن تكون إسرائيل وضعت نصب عينيها هدف طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مناطق السلطة الفلسطينية أو تدميرها، لكنه أضاف انه ينوي الاقتراح على الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال لقائهما الأسبوع المقبل في واشنطن، تجاهل الرئيس الفلسطيني ومقاطعته وعدم اجراء أي حوار معه أو ارسال وفود إليه. جاءت أقوال شارون هذه في سياق مقابلة مطولة أجرتها كبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" ونشرتها كاملة أمس، تناولت مختلف القضايا المحلية والدولية لمناسبة مرور عام على انتخابه رئيساً للحكومة. وتابع شارون ان إسرائيل لم تستنفد بعد كل وسائل الضغط الممكنة على عرفات، "لكنني أرى وجوب أن يبقى معزولاً لا يرزح تحت ضغط متواصل، لأنه لا يجيد العمل سوى تحت الضغط". وكرر شروطه رفع الحصار عن عرفات باعتقال قتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي ومدبري سفينة الأسلحة "كارين ايه". وزاد انه تجنب طرد عرفات لتفادي الأضرار، وهو "قرار صائب نجحنا من خلاله أن نكون في وضع سياسي مريح دولياً على نحو غير مسبوق". وهاجم شارون الدول الأوروبية لموقفها من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وقال: "يبدو أن أوروبا تريد أن ترى قيادة إسرائيلية مستكينة وراضخة تقدم تنازلات كما فعلت حكومات سابقة، فضلاً عن موجة اللاسامية المتفاقمة في أوروبا وإحدى دلالاتها الكراهية تجاهي!". ورداً على سؤال عن عدم تقديمه مشروعاً سياسياً، قال إن ذلك غير ممكن طالما استمر الإرهاب "أريد التوصل إلى حل سياسي يأتي بالسلام، لكن ذلك مشروط أولاً بوقف الإرهاب، إذ لا سلام مع الإرهاب". وسُئل عن اللقاءات التي يجريها وزير خارجيته شمعون بيريز في واشنطن هذه الأيام، والحديث عن اتفاقه مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء حول مسودة اتفاق تعتمد أساساً في إقامة دولة فلسطينية واخلاء مستوطنات، وقال مستهزئاً إن ما يقوم به بيريز ليس سوى تقديم تصور للافق السياسي بعد استتباب الهدوء ووقف الإرهاب "لا اعارض لقاءاته مع أبو علاء، لكن زعماء العالم جميعاً يعرفون الموقف الإسرائيلي الرسمي، وأنه لا مكان لاقتراحات غير مقبولة. إنهم يعلمون جيداً أين تتخذ القرارات في إسرائيل". وفي الموضوع ذاته، قال شارون لصحيفة "معاريف" إن وثيقة بيريز - أبو علاء غير مقبولة، وانه سيسعى إلى بلورة مسودة اتفاق مع بيريز لعرضها على الفلسطينيين من دون أن يستبعد إمكان فك الشراكة الحكومية على خلفية تباين المواقف بينهما. وزاد انه يسعى إلى انجاز اتفاق وقف النار يقود إلى اتفاق لا حرب وليس إلى تسوية مرحلية. وتابع ان الحديث يدور عن عملية ستدوم طويلاً وتنتهي بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وهاجم شارون الرئيس الفلسطيني، معبراً عن ندمه بعدم اتخاذ حكومة إسرائيل برئاسة مناحيم بيغن قراراً بتصفيته خلال اجتياح لبنان عام 1982، ووصفه ب"الإرهابي"، "هكذا اعتبرته منذ سنوات كثيرة ولم أغير رأيي فيه قط". وفيما عبر شارون عن قناعته بمواصلة الجلوس على كرسي رئيس الحكومة حتى سنة 2007، أفاد استطلاع صحيفة "معاريف" الأسبوعي أن شعبيته هبطت على خلفية تردي الأوضاع الأمنية ومطالبة اليمين المتطرف بمزيد من القمع والقتل في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعرب 54 في المئة من الإسرائيليين عن عدم رضاهم عن اداء شارون مهامه في الناحية الأمنية مقابل 40 في المئة في الاستطلاع الماضي.