أعلن البنك الأوروبي للاستثمار أنه يعتزم منح قروض امتيازية إلى دول شمال افريقيا للمساهمة في تمويل نفقات انجاز طريق سيار اوتوستراد على طول شواطئ دول اتحاد المغرب العربي يربط الدار البيضاء مع تونس عبر الجزائر بطول ثلاثة آلاف كلم. وأشار في بيان نشره أمس على موقعه في شبكة الانترنت، أنه يضع مشروع الطريق المغاربي ضمن برامجه الاستراتيجية في شمال افريقيا التي تشمل كذلك قطاع السكة الحديد والطاقة والبيئة والتنمية الريفية. وسيقدم البنك قروضاً إلى المغرب تصل إلى نحو 500 مليون يورو في برنامج "ميدا -2" الذي حصل فيه المغرب على دعم بقيمة 425 مليون يورو لتغطية الفترة بين 2002 و2004. وحصل المغرب العام الماضي على قروض من البنك الأوروبي بقيمة 280 مليون يورو واحتل المرتبة الثالثة في المنطقة المتوسطية بعد تركيا التي حصلت على 370 مليون يورو. وكان البنك الأوروبي قدم قروضاً في مطلع التسعينات لتمويل خط أنبوب غاز المغرب العربي الذي ينقل 10 بلايين متر مكعب من الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر المغرب وجبل طارق والأندلس جنوباسبانيا كانت بلغت كلفته نحو 5.1 بليون دولار. ومنح الأسبوع الماضي وعود قروض بنحو 80 مليون دولار لربط الشبكة الكهربائية بين المغرب العربي واسبانيا. وحول البنك جزءاً من نفقات مشروع تحديث السكة الحديد في المغرب 600 مليون دولار بانتظار ربطها مجدداً مع شبكتي الجزائروتونس. وكان المشروع توقف منتصف التسعينات بعد اغلاق الحدود البرية المغربية - الجزائرية. وعاد الحديث في المنطقة منذ أسابيع عن رغبة دول الاتحاد المغاربي إلى احياء مشاريع مشتركة للتعاون الاقتصادي بعد فشل الاتحاد في تجاوز بعض الخلافات السياسية المعقدة. وتقرر خلال اجتماع وزراء الخارجية الذي استضافته الجزائر منتصف الشهر الماضي تأسيس "بنك مغاربي للاستثمار" لتمويل المشاريع المشتركة وتنمية التجارة البينية برأس مال أولي حُدد بنحو 200 مليون دولار، يمكن أن تستضيف تونس مقره الرئيسي. وبات بإمكان الجزائر، بعد توقيعها نهاية العام الماضي شراكة مع الاتحاد الأوروبي، الالتحاق بدول "إعلان أغادير" الذي يضم مصر وتونس والأردن والمغرب، التي وقعت على اتفاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وسيكون تحديث شبكة المواصلات الخطوة الرئيسة لتفعيل المنطقة المغاربية الحرة للتجارة التي تسعى دول المنطقة إلى تأسيسها قبل سنة 2010، موعد تحرير التجارة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. من جهته، أعلن رئيس الحكومة الموريتانية الشيخ العافية ولد محمد خونا، عقب اجتماع اللجنة العليا أمس في الرباط، أن "على دول اتحاد المغرب العربي مواجهة تحديات وهيمنة التجمعات الاقتصادية الاقليمية الأخرى عبر تقوية وحدتها التي تعتبر مكسباً تاريخياً ومشروعاً حضارياً للأجيال المقبلة". وسيقوم المغرب في وقت لاحق من السنة الجارية بناء طريق سيار يربط بين لكويرة، في أقصى جنوب غربي المغرب، ومدينة نواديبو الموريتانية على أن تصل الطريق لاحقاً إلى مدينة سان لوي في السنغال التي سيُنجز فيها المغرب مطاراً دولياً في دكار بشراكة سعودية وإماراتية. وتعتقد دول المغرب العربي الخمس أن احياء مشاريعها الاقتصادية بات أمراً ملحاً بعدما زادت الضغوط الأوروبية على دول المنطقة لإقرار شراكة تجارية واقتصادية تكون فيها المواصلات شرايين التعاون لفتح المجال أمام الشركات الأوروبية والأميركية التي ترغب الاستثمار في سوق بحجم 80 مليون نسمة عوض الأسواق القطرية الضيقة. وأعرب وزير الخارجية الاسبانية بيكي، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، عن الرغبة في احياء المشاريع الاقتصادية المشتركة في دول اتحاد المغرب العربي ليكون شريكاً اقتصادياً كاملاً للاتحاد الأوروبي الذي يستعد لفتح باب العضوية أمام دول جديدة من شرق أوروبا ووسطها، ما قد يهدد باتجاه الاهتمام الأوروبي شمالاً وشرقاً على حساب دول جنوب ضفة البحر الأبيض المتوسط.