قرر المغرب انجاز طريق بري على المحيط الأطلسي يربط مدينة لكويرة في أقصى الجنوب مع العاصمة الموريتانية نواكشوط عبر مدينة نواديبو بطول 460 كلم وكلفة 713 مليون درهم نحو 71 مليون دولار تمولها المغرب بشكل كامل. واستقبل الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع أول من أمس وزير التجهيز المغربي بوعمار تغوان الذي اطلعه على سير الدراسة في المشروع، الذي ستشارك فيه السنغال، لربط المغرب العربي بشبكة طرق افريقية جنوب الصحراء وصولاً إلى لاغوس عاصمة نيجيريا. وحسب دراسة المشروع، سينجز المغرب طريقاً أولياً بطول 60 كلم يربط بين الجنوب المغربي في الصحراء ومدينة نواديبو داخل موريتانيا، وتمتد الطريق بعد ذلك إلى نواكشوط، وتقوم السنغال من جهتها - بتمويل مغربي - بانجاز قنطرة فوق نهر السنغال الحدودي مع موريتانيا يتبعها انشاء طريق بين مدينة سان لوي في الشمال والعاصمة دكار بطول 260 كلم. وستكون شبكة الطرق هذه التي يفوق طولها 800 كلم جاهزة بعد ثلاث أو أربع سنوات، وستتولى شركات مغربية وفرنسية انجازها بشكل كامل. ويعتقد المغرب ان انجاز تلك الطرق سيفك العزلة عن دول الساحل جنوب الصحراء ويمكنها من تنمية تجارتها مع شمال القارة الافريقية في اتجاه أوروبا عبر المغرب. ومن المنتظر أن يعرض فريق العمل المكون من وزراء التجهيز والنقل في الدول الثلاث نتائج الدراسات وتقدم الأشغال على أنظار الملك محمد السادس خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان قرار تشييد طريق بري بين لكويرة ونواكشوط تقرر خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني ولد الطايع إلى المغرب واجتماعه بالملك محمد السادس في طنجة في أيار مايو الماضي. كما انضم إلى المشروع لاحقاً الرئيس السنغالي الجديد عبدو اللاي أثناء زيارته للمغرب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في بلاده. وينظر المراقبون إلى موافقة موريتانياوالسنغال على الارتباط البري بالصحراء الغربية دعماً لموقف المغرب في موضوع الصحراء وتوجهاً نحو الخيار الاقتصادي التنموي في المنطقة بانتظار الحل السياسي المؤجل. ويراهن المغرب على كل من اسبانيا وفرنسا لإحياء مشروع طموح لربط القارتين الافريقية والأوروبية بممر تحت البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق تقدر كلفة انجازه بنحو خمسة بلايين دولار. وكانت الدراسات التي انجزت حول المشروع اختارت صيغة القناة على فكرة الربط المعلق بسبب كثافة حركة السفن في مدخل البحر الأبيض المتوسط.