قال الرئيس القبرصي التركي رؤوف دنكطاش عشية الجولة الأخيرة من مفاوضات المرحلة الأولى لحل القضية القبرصية التي تجرى اليوم في نيقوسيا، ان الفجوة لا تزال كبيرة بين الجانبين القبرصيين التركي واليوناني. وأوضح ان الجولة الأولى من المفاوضات التي جمعته مع نظيره القبرصي اليوناني غلافكوس كليريدس في حضور ممثل الأممالمتحدة الفارو دي سوتو، تضمنت فقط عرض كل من الجانبين لموقفه من ملفات الخلاف من دون الدخول في أي اقتراح للحل، على ان يحاول الجانبان تقريب وجهتي النظر في الجولة المقبلة التي تبدأ مطلع آذار مارس المقبل وتستمر حتى موعد انعقاد القمة الأوروبية المقبلة في مدريد. وأبلغ دنكطاش "الحياة" أن على منظمة المؤتمر الاسلامي مسؤولية في التوصل الى حل للقضية القبرصية، ودعا المنظمة الى لعب دور "يوازن ويعادل" دور الاتحاد الأوروبي الذي قال انه "يصب دائماً في مصلحة القبارصة اليونانيين". وقال "ان منظمة المؤتمر الاسلامي اصدرت قرارات عدة في مصلحة القضية القبرصية تدعو الى المساواة بيننا وبين القبارصة اليونانيين، لكنها بقيت حبراً على ورق. والاتحاد الأوروبي يطمئن القبارصة اليونانيين بأنه سيضمهم الى عضويته سواء توصلوا الى حل للقضية القبرصية معنا أم لا، وهذا يجعلهم غير جادين في المفاوضات ويتهربون من الدخول في المسائل الحساسة ما يبقي الوضع على ما هو عليه. ولكن في حال أحس القبارصة اليونانيون ان المنظمة الاسلامية تقف وراءنا وتدعمنا وتؤكد على المساواة بيننا، من خلال تنفيذ الدول الأعضاء قرارات المنظمة ورفع مستوى تمثيلنا، فإن ذلك سيدفع القبارصة اليونانيين الى أخذ الموضوع بجدية ويسهّل عملية المفاوضات ويسرع في التوصل الى حل". واعتبر دنكطاش ان القضية القبرصية يمكن ان تُحل بسهولة "على رغم الفجوة الكبيرة" بين الجانبين، "اذا اعترف القبارصة اليونانيون بأنهم لا يمثلوننا، وتركوا قولهم بأننا أقلية وعادوا الى دستور واتفاقات عام 1960". وعبر زعيم القبارصة الاتراك عن سخطه لإهمال المجتمع الدولي تناول "اسباب الخلاف الحقيقية ومطالبة القبارصة الأتراك من جانب واحد بحل القضية، وقال: "ان احداً لا يسأل ما هي القضية القبرصية ولكنهم يطالبوننا بحل. القضية بدأت عندما اغتصب الجانب اليوناني حقنا المشروع في السلطة وطردنا منها وحاول إبادتنا، على رغم ان الدستور يقول اننا شركاء في السلطة. واليوم يريدون اعطاءنا ادارة بعض البلديات في قبرص، ويعاملوننا على اننا أقلية، ويدعمهم في ذلك الاتحاد الأوروبي. القضية لن تحل الا باستعادة حقوقنا الشرعية والاعتراف بسيادتنا ومساواتنا مع القبارصة اليونانيين". وانتقد دنكطاش اصرار نظيره القبرصي اليوناني على عودة المهجرين الى اراضيهم بما يسمح بعودة الاختلاط بين القبارصة اليونانيين والأتراك. وقال: "اتفقنا مع القبارصة اليونانيين عام 1975 على تبادل السكان وتعويض الأملاك وهذا ما خلق منطقتين في قبرص رسمياً، واحدة يونانية وأخرى تركية. لكن عودة المهجرين مرة اخرى وعودة الاختلاط سيعود بنا الى أيام التوتر والعنف والمذابح التي اقترفوها في حقنا في الستينات". وأكد ان الجيش التركي سيغادر الجزيرة في حال توصل الطرفان الى اتفاق، لتحل محله قوة تركية يونانية للدفاع عن الجزيرة ضد الاخطار الخارجية والتأكد من تنفيذ بنود الاتفاق، مشيراً الى رفضه ان تتولى هذه المهمة قوة حفظ سلام دولية متعددة الجنسية.