شهدت العاصمة القبرصيةنيقوسيا استعدادات أمنية لا سابق لها قبيل وصول الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش إليها ليل امس تلبية لدعوة عشاء من الرئىس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريدس في منزله الخاص رداً على عشاء اقامه له دنكطاش في منزله في الشطر الشمالي من الجزيرة في الخامس من الشهر الجاري، في مناسبة عودة الطرفين الى مفاوضات مباشرة حول مستقبل الجزيرة المقسّمة ستبدأ اولى جلساتها في 16 من الشهر المقبل في مكان لم يحدد بعد داخل الجزيرة. استقبال "حافل" وفيما استقبل القبارصة الأتراك كليريدس في شمال الجزيرة بالزهور والحمائم البيض رافعين لافتات مرحّبة ومطالبة بحل سريع لقضيتهم، أعلنت جماعات وأحزاب قبرصية يونانية انها ستنظم تظاهرات احتجاج تستقبل بها دنكطاش في الجزء الجنوبي من قبرص والذي يدخله للمرة الأولى منذ نحو ربع قرن. واتخذت الحكومة القبرصية تدابير امنية مشددة لحماية الزعيم الشمالي من اي اعتداء ينفذه قوميون متشددون من القبارصة اليونانيين خلال رحلته بالسيارة التي تستغرق عشر دقائق فقط. وفيما وضعت قوات الأمن والشرطة على أهبة الاستعداد خصص كليريدس عدداً من حرسه الخاص لحماية دنكطاش ومرافقته. وتم إعداد اكثر من طريق بديل احتياطاً لسير الموكب ومروحية لنقله من الخط الأخضر الفاصل بين شطري الجزيرة الى منزل كليريدس في حال تعذر وصوله إليه براً. وكان متوقعاً تجمع عدد من أمهات الجنود القبارصة اليونانيين الذين قُتلوا في حرب عام 1974 امام منزل الرئيس القبرصي احتجاجاً على زيارة دنكطاش، فيما تجمع عدد كبير من المهجّرين من الشطر الشمالي امام البوابة الحدودية التي كان دنكطاش سيعبر منها الى جنوب الجزيرة. وأعلنت احزاب قبرصية عدة قبيل الزيارة نيتها تنظيم تظاهرات وتوزيع منشورات توعية احتجاجاً على الزيارة. وكان دنكطاش صرح قبل توجهه الى جنوبقبرص بأنه قد يبحث مع نظيره كليريدس اموراً انسانية مثل مسألة المفقودين والمهجّرين بعد حرب عام 1974، وهذا يعني بدء المفاوضات فعلياً اثناء العشاء الذي سيحضره ايضاً مبعوث الأممالمتحدة للملف القبرصي ألفارو دي سوتو.