سيول - رويترز - شكل متظاهرون كوريون جنوبيون سلسلة بشرية حول السفارة الأميركية في العاصمة سيول أمس، في إطار تظاهرات مناهضة للولايات المتحدة، احتجاجاً على تبرئة جنود أميركيين تسببوا في قتل تلميذتين كوريتين في حادث سير. كذلك عبر المشاركون في التظاهرات عن معارضتهم السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العالم، بما في ذلك موقف واشنطن من العراق. وكان عشرات الآلاف من الكوريين الجنوبيين انضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة، منذ دهست آلية عسكرية أميركية التلميذتين في حزيران يونيو الماضي. كذلك نظمت احتجاجات مماثلة في مدينتي بوسان وكوانغجو جنوب البلاد، وهي الأولى من نوعها منذ انتخاب الرئيس نوه مو هيون الاسبوع الماضي. ويحكم اتفاق "وضع القوات" نشر 37 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية وكانت محورًا للاحتجاجات التي أعقبت حادث مقتل الفتاتين. وطالب المتظاهرون بمحاكمة الجنود أمام محكمة كورية، وتصاعدت احتجاجاتهم إلى حد المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من بلادهم. وكان الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون دعا أول من أمس إلى تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة لكنه استبعد إجراء تغييرات راديكالية وتعهد بالعمل مع واشنطن لتقييد برنامج الأسلحة النووية لدى كوريا الشمالية. وقال روه 56 عامًا الذي نادى في حملته الانتخابية إلى درجة أكبر من الاستقلال عن واشنطن، أنه سيقترح إجراء تعديلات في الاتفاق الذي يحكم وجود القوات الأميركية المتمركزة في الجنوب منذ الحرب الكورية. وقال في مؤتمر صحافي: "لا بد من نضوج الصداقة التقليدية والتحالف بين جمهورية كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة". وخفف روه الذي تعهد خلال الحملة الانتخابية بعدم الإذعان لواشنطن أو السفر إلى هناك لمجرد التقاط صور تذكارية في البيت الأبيض، من لهجته بعد الفوز. وقال: "لن أجري تعديلات رئيسية في سياسات كيم داي جونغ بشأن العلاقات مع الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية والشؤون الخارجية". وقام السفير الأميركي توماس هوبارد بزيارة مجاملة للفائز في انتخابات الرئاسة الكورية الجنوبية. ونقل ناطق باسم روه عنه قوله إن "علاقات العمل في المستقبل مع الحكومة الجديدة في كوريا الجنوبية لن تختلف كثيرًا عن العلاقات الحالية". ويمثل فوز روه اقتراعًا بالثقة على سياسة "الشمس المشرقة" التي اتبعها كيم مع كوريا الشمالية. وتعهد روه عضو حزب الألفية الديموقراطي بمواصلة إرسال مساعدات نقدية إلى الشمال والعمل مع واشنطن على اقناع الشمال بالتخلي عن طموحاته النووية. وقال: "من أجل التوصل إلى حل سلمي للمشكلة التي تتعلق بالتطوير النووي لكوريا الشمالية سنتخذ مبادرات من خلال تعاون أوثق بين جمهورية كوريا والحكومة الأميركية".