وصف الرئيس الاميركي جورج بوش امس الخميس الانتقادات الموجهة اليه بأنه تعمد خداع الكونغرس الاميركي والشعب في موضوع الحرب في العراق بأنها «غير مسؤولة». وقال بوش في غيونغجو بكوريا الجنوبية بعد لقاء مع نظيره الكوري الجنوبي روه مو-هيون «اتوقع انتقادات، لكن عندما يقول الديموقراطيون اني خدعت الكونغرس والشعب عمدا، فان هذا كلام غير مسؤول». ويؤكد الديموقراطيون ان ادارة بوش بالغت قبل 2003 بالتهديد الذي يشكله برنامج التسلح العراقي وبالغت في فرضية الصلات بين بغداد والارهاب لتبرير الحرب. وكرر الرئيس الاميركي التأكيد ان على كوريا الشمالية التخلي عن برامجها للتسلح النووي لضمان قيام شبه جزيرة كورية «موحدة وآمنة». وشدد بوش على القول ان على الكوريين الشماليين اولا تفكيك منشآتهم قبل ان يحصلوا على مفاعل يعمل بالماء الخفيف. وقال في ختام لقاء مع نظيره الكوري الجنوبي روه مو-هيون «سنبحث في امر المفاعل الذي يعمل بالماء الخفيف في الوقت المناسب». واضاف ان «الوقت المناسب يحين عندما يتخلوا عن اسلحتهم النووية و/او برامج» التسلح بشكل يمكن التحقق منه. وتظاهر حوالى نصف مليون شخص امس ضد الرئيس الاميركي اثناء لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي روه مو-هيون. وقام المتظاهرون بمسيرة في شوراع العاصمة السابقة لكوريا الجنوبية تحت مراقبة حوالي الف من رجال الشرطة، رافعين تمثالا للحرية من صنعهم وضعوا على وجهه قناعا يمثل بوش وحملوه رشايا بدلا من شعلة الحرية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا لبوش لا لابيك لا للحرب» بينما طالب عدد منهم بانسحاب الجنود الاميركيين المتمركزين حتى اليوم في كوريا الجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953). ويتهم المعارضون الكوريون الجنوبيون لبوش الرئيس الاميركي بتأجيج التوتر بين الكوريتين وتبني موقف متعنت في المفاوضات المتعددة الاطراف التي تهدف الى دفع بيونغ يانغ الى التخلي عن برنامجها النووي. ووعد المتظاهرون المعارضون للعولمة الذين جاؤوا من جميع انحاء البلاد بان يكونوا مئة الف في بوسان الجمعة مما دفع السلطات الى نشر 46 الفا من عناصر قوات الامن. من جهة اخرى، صرح مصدر طبي امس الخميس ان مزارعة كورية جنوبية انتحرت احتجاجا على تحرير التجارة العالمية، موضحا ان او شو-اوك (41 عاما) تناولت كميات كبيرة من مبيدات الاعشاب الضارة. وقال شون يونغ مي احد زملائها انها «حتى في الساعات الاخيرة من حياتها كانت تكتب على قصاصات ورق رسائل ضد فتح سوق الرز وتطلب من زوجها المشاركة في التظاهرات». وهذه السيدة هي الثانية التي تنتحر خلال اسبوع بعد شونغ يونغ بوم (38 عاما) الذي انتحر بالطريقة نفسها في قرية اينام على بعد حوالي مئة كيلومتر غرب بوسان حيث تعقد الجمعة والسبت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادىء. ويحتج المزارعون الكوريون الجنوبيون خصوصا على تعهد قطعته سيول العام الماضي بفتح حدودها جزئيا امام واردات الرز لاحترام توجيهات منظمة التجارة العالمية.