سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتراض اميركي منعها من اعلان "خريطة الطريق" الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ."الرباعية" تدعو اسرائيل للانسحاب "بعد" الهدوء والفلسطينيين الى وقف العمليات "في كل مكان"
اختتمت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط اجتماعا الجمعة بتعهدات بالسعي لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن اعتراضا اميركيا منعها من اعلان "خريطة الطريق" لتحقيق هذا الهدف، بما ان اسرائيل تمر في مرحلة انتخابية. واكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه "متمسك بشكل حازم" بتطبيق "خريطة الطريق" وراغب في التوصل الى تسوية ترتكز الى "دولتين فلسطين واسرائيل تعيشان جنبا الى جنب". واشنطن - ا ف ب، رويترز، ا ب - اصدرت "الرباعية الدولية" لوسطاء الشرق الاوسط التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بيانا دعا الى "وقف شامل وفوري لاطلاق النار" يتبعه انسحاب اسرائيلي من المناطق التي احتلت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر ايلول 2000 . ودعا البيان "جميع الفلسطينيين سواء كانوا مجموعات او افرادا" الى "وضع حد للارهاب ضد الاسرائيليين وفي اي مكان"، مؤكدا ان وقف اطلاق النار هذا يجب ان "يترافق" مع اجراءات من جانب اسرائيل. ودعت اللجنة ايضا القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من المناطق الفلسطينية "بعد عودة الهدوء". واكد البيان مجددا دعم "اللجنة الرباعية" لتسوية سلمية قائمة على اساس "دولتين، اسرائيل وفلسطين مستقلة قابلة للحياة والديموقراطية، تعيشان جنبا الى جنب وبأمان". واعربت اللجنة الرباعية عن تأييدها اجراء انتخابات فلسطينية "يتم الاعداد لها بشكل جيد" بهدف بناء مؤسسات "قوية وديموقراطية". من جهة اخرى، دانت اللجنة "تدهور الوضع الانساني" في غزة والضفة الغربية ودعت اسرائيل الى التخلي عن الضغط الاقتصادي الذي تمارسه على الفلسطينيين. كما طلب البيان من اسرائيل "وقف النشاطات الاستيطانية". واكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه "متمسك بشكل حازم" بتطبيق هذه الخطة التي قررت واشنطن مع ذلك وبطلب من الحكومة الاسرائيلية ارجاء اعلانها الى ما بعد الانتخابات التي ستشهدها الدولة العبرية في 28 كانون الثاني يناير المقبل. وقال بوش في اجتماع في البيت الابيض مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومسؤولين روس واوروبيين ان "خريطة الطريق لم تنجز بعد لكن الولاياتالمتحدة ملتزمة بانجازها ونحن ملتزمون بتطبيقها باسم السلام". واضاف بوش: "ان في مصلحة الجميع ان تكون هناك دولتان تعيشان جنبا الى جنب في سلام . وستعمل هذه الحكومة بجد لتحقيق ذلك". واكد بوش من جديد رغبته في التوصل الى تسوية ترتكز الى "دولتين تعيشان جنبا الى جنب"، مجددا دعوته الى الفلسطينيين لوقف العمليات واصلاح مؤسساتهم، والى اسرائيل لتخفيف الضغط الاقتصادي الذي تمارسه على الفلسطينيين. ووعد الزعماء بأن يكملوا سريعا ما يسمى "خريطة الطريق" التي تبين الخطوات التي يجب على الاسرائيليين والفلسطينيين القيام بها لاعادة عملية السلام الى مسارها وتدعو لقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وجاء التأخير في كشف الخطة رغم الاعتراضات من الدول العربية والاوروبية التي تجادل بأن الاسرائيليين يجب ان يعرفوا الحل الذي يقترحه المجتمع الدولي قبل ان يذهبوا الى صناديق الاقتراع اواخر الشهر المقبل. لكن وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر احد المسؤولين الثلاثة الممثلين للاتحاد الاوروبي قال ان همته لم تفتر وابلغ الصحافيين بعد اجتماع اطراف الرباعية مع بوش ان النص اكتمل ما عدا آليات المراقبة. وبينما اخرت الخطة بت الزعماء الخطوات الفورية التي يمكن ان يتخذها الجانبان، فقد قالوا في بيان: "يجب ان ينهي كل الفلسطينيين، افرادا وجماعات، كل اعمال الارهاب ضد الاسرائيليين.. في اي مكان. ومع عودة الهدوء يجب ان تنسحب القوات الاسرائيلية من المناطق الفلسطينية ويجب اعادة الوضع الذي كان قائما على الارض قبل الانتفاضة". واثناء الاعداد للمحادثات الرفيعة المستوى كانت الولاياتالمتحدة وحدها في مساندة طلب اسرائيلي بتأجيل الخطة الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. لكن المجموعة غير الرسمية تعمل بالاجماع وقد انتصرت رغبة الولاياتالمتحدة. وعمل الوسطاء وهم وزيرا الخارجية الاميركي كولن باول ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والامين العام للامم المتحدة كوفي انان وثلاثة مسؤولين اوروبيين منذ شهور من اجل خطة السلام. وقال انان ان الوسطاء "اقتربوا جدا من انهاء خريطة الطريق" ويعتزمون تقديم الخطة الى الجانبين "في اقرب ما يمكن والمضي قدما". واضاف: "ستطلب تضحيات من الجانبين وستطلب خطوات متوازية من الجانبين ليمكننا المضي قدما". وترمي الخطة الى اقامة دولة فلسطينية ربما بحلول عام 2005 لكن لم يتفق الجانبان مطلقا على من يجب ان يتخذ الخطوات الاولى للخروج من الازمة الحالية. وتقول حكومات عربية واوروبية والفلسطينيون ان الاسرائيليين يجب ان تكون لديهم الفرصة للتصويت في كانون الثاني يناير على خطة سلام معروفة حتى في ظل احتمال ان يرفضوها. لكن مسؤولا اميركيا قال الجمعة ان ادخال خطة سلام في حملة الانتخابات الاسرائيلية فكرة سيئة. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "اذا كنت تدخل مرحلة قد تكون فيها صعوبات من جانب او اخر فستضيف درجة من الصعوبة لا تحتاجها العملية". وربطت الولاياتالمتحدة ايضا حدوث تقدم بوقف الهجمات الفلسطينية على الاسرائيليين واجراء تغيير في القيادة الفلسطينية، وهي صياغة ديبلوماسية للدعوة لعزل الرئيس ياسر عرفات. ويقول الاوروبيون ان الاسرائيليين يمكن ان يساعدوا ايضا في الخروج من الازمة بأن يوقفوا، مثلاً، النشاط الاستيطاني في المناطق الفلسطينية. وكتب المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة يقول ان المستوطنات تجعل حل قيام دولتين مستحيلا. واضاف ان "خريطة الطريق" التي تناقشها الرباعية "لن تؤدي الى شيء الا اذا اوقفت استيلاء اسرائيل على الاراضي".