قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ان اسرائيل لا تشعر بأنها ملزمة بالقرار الذي اعتمده مجلس الامن الدولي بالاجماع بشأن خارطة الطريق لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. واوضح اولمرت في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة قد نتوصل الى محادثات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة على اساس خارطة الطريق لكن ليس على اساس قرار مجلس الامن لان اسرائيل تشعر بأنها غير ملزمة بهذا القرار. من جهتها ذكرت رئاسة الحكومة في بيان لها بان الحكومة الاسرائيلية وافقت على خارطة الطريق مرفقة ب14 تحفظا. وافاد البيان ان هذه الصيغة تشكل فقط البرنامج السياسي الوحيد الذي يوجد لدى اسرائيل استعداد لتطبيقه، مضيفا ان خارطة الطريق لا يمكن ان تطبق الا عبر مفاوضات واتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين في حين ان دور الحكم المتعلق بتطبيقها يجب ان يعود للولايات المتحدة وان اسرائيل لن تقبل اي تدخل اخر في تطبيق هذه الخطة. وكانت السلطة الفلسطينية قد رحبت مساء الاربعاء الماضي باعتماد مجلس الامن مشروع القرار وطالبت بآلية لتنفيذ هذا القرار، حيث قال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية اننا نرحب بهذا القرار ونأمل ان توجد آليات لتنفيذه عبر تفعيل دور اللجنة الرباعية بطرح آليات تنفيذ وجداول زمنية وفرق رقابة على الارض لتنفيذ خارطة الطريق ككل لا يتجزأ وبعيدا عن الاشتراطات والاملاءات ومحاولة فرض الامر الواقع كما تحاول الحكومة الاسرائيلية. وكان مجلس الامن اقر بدعم من الولاياتالمتحدة قرارا اقترحته روسيا يؤيد تطبيق خارطة الطريق، والقرار 1515 الذي تم التصويت عليه بحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يصادق على خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية وتهدف الى التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني باقامة دولتين دائمتين، كما يدعو الاطراف بدون تحديدها الى الالتزام بكل واجباتها من اجل التوصل الى تحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن. وقد عبر شارون عن معارضته قبل التصويت لاي تدخل للامم المتحدة في تطبيق خارطة الطريق، التي تنص على وقف اعمال العنف وتجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة واقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005. وقد وضعتها اللجنة الرباعية المؤلفة من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وفي ذات السياق قال مسؤول كبير كان ضمن الوفد المرافق لشارون في زيارته الى ايطاليا هذا الاسبوع ان اسرائيل فعلت كل ما في وسعها لمنع اعتماد هذا القرار، واشار الى ان النص الاساسي الذي قدمته روسيا قد عدل في اتجاه ايجابي من وجهة النظر الاسرائيلية. كما كان شارون قد قام في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بزيارة الى موسكو حيث حاول اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعدول عن عرض مشروع القرار هذا. وتعتبر اسرائيل ان تدخل مجلس الامن يخالف احد مبادىء خارطة الطريق التي تنص على (جراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين)وان مثل هذه المبادرة لا تتيح الاخذ في الاعتبار التحفظات ال14 على النص الاساسي التي يريد شارون فرضها كشرط لتطبيق الخطة. ويأتي هذا القرار بعدما وجه الرئيس الاميركي جورج بوش في خطاب القاه في لندن انتقادات للحكومة الاسرائيلية وطلب منها وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف (لاذلال اليومي للفلسطينيين وان لا تؤثر على نتيجة المفاوضات النهائية من خلال اقامة السياجات والجدران)