غالباً ما تترافق المناسبات الدينية مع مظاهر خاصة بها، تصل الى الحياة العامة وتعطيها "جواً" خاصاً. ثمة طابع متميز لشهر رمضان المبارك في وسائل الاعلام، وتستأثر شاشات التلفزيون وبرامجها باهتمام الناس بما تشيعه من أجواء رمضانية روحية وترفيهية. لكن أين الانترنت من الشاشة الصغيرة في رمضان؟ وهل هنالك هوية "الكترونية" مختلفة للشهر الكريم؟ تحتو ي الانترنت على مواقع عدة تتحدث عن الشهر الكريم. ويلاحظ فيها كثافة الحديث الديني المحض، اضافة الى حيز بسيط من الطقوس الرمضانية الخاصة كالمطبخ الرمضاني ومسابقة الشهر الفضيل....الخ. وتكتسب المواقع الإسلامية في العيد أهمية كبرى، وقد تكون محط أنظار فئتين أساسيتين من الزائرين. وتبدو المواقع العربية الدينية وكأنها تتوجه دوماً الى المسلمين. وتغيب المواقع التي تتوجه الى غير المسلمين لتشرح لهم موقع رمضان في الدين الاسلامي. ولربما بات هذاالأمر حاجة ملحة بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر. ومثلاً، يصعب ان تجد موقعاً يشرح معنى كلمة "امساكية"، على رغم احتواء المواقع كلها على امساكيات. وفي ما يلي عرض لبعض تلك المواقع. يبدو موقع "اسلام اون لاين.نت" www.islamonline.net ميالاً الى الشمولية. ويظهر في تصميمه جهد فني للتعبير عن أجواء العيد ضمن إطار مميز، فيتلقى القمر على خلفية زرقاء النجوم التي تدور في فلكه لتتحول الى أبواب الصفحة التي تلمع كلما نقر الزائز على إحداها. ويتضمن "فتاوى وأحكام" مع إمكان الاستماع الى "نفحات رمضانية" و"دروس ومحاضرات" و"أدعية وأناشيد" وغيرها. ويتضمن مسابقة ثقافية وأبواباً ترفيهية، خصوصاً في قسم "الصائم الصغير". ويفرد ركناً صحياً عن تأثير الصوم على أعضاء الجسم. ولم يهمل الموقع أيضاً الناحية الإجتماعية للعيد. وتتضمّن أبوابه الثابتة مواضيع حياتية كتنظيم البيوت في رمضان والتأقلم مع التغيّرات في نظام العيش وما الى ذلك. ويحتوي باباً خاصاً بالمطبخ الرمضاني. يخرج طباخ من طلقة المدفع ليقدم وجبات من مختلف الدول العربية. ويعطي بطاقات معايدة الكترونية تختلف بألوانها من الزاهي الى الأسود وتنقل صوراً اسلامية فيها الجامع والهلال. وقد كُتب على بعض البطاقات "رمضان مبارك" باللغة الانكليزية. بطاقات وتواصل وفوازير ويبرز في هذا المجال إنتشار البطاقات الالكترونية على المواقع العربية. ويعتبر موقع "هناء. نت" www.hanaa.net أحد هذه المواقع التي تقدم مجموعة بطاقات متحركة "للتواصل الإنساني الإسمي عبر الانترنت". وهي تخص المناسبة ببطاقات رمضانية متنوعة وببطاقات أدعية. ويتضمن موقع "اسلام ويب.نت" www.islamweb.net بابا خاصاً عن رمضان. وتبرز أهمية الانترنت في إظهاره مقاربات عدة للشهر المبارك. واضافة الى مواقع السنة، يمكن قراءة مواقع شيعية مثل موقع "النجاة.كوم" Annajat.com. وكذلك موقع "شبكة رافد للتنمية الثقافية" www.rafed.net الذي حوّل شاشة الانترنت الى إذاعة. فهو موقع سمعي بامتياز. ولم تغب الفوازير عن الانترنت. فقد إستعاد موقع "أس أم أن" الفكرة على موقعها www. Arabic-arabia.msn.com.. غير أن اللافت هو نوع الأسئلة المطروحة الذي لا يمت الى المناسبة بأية صلة كسؤال عدد الألوان الموجودة على فراشة ال "أس أم أس"! وهذا منحى ترويجي واعلاني محض. ويظهر الفارق شاسعاً بين تواضع الفوازير على الانترنت، وأهميتها على شاشة التلفزيون حيث طبعت صورة خاصة في قلوب المشاهدين وعقولهم وأبدعت عالماً فريداً أبهر الحواس والمخيلات. ولا بد من ذكر المسابقة الموحدة التي يشترك فيها لأول مرة 14 موقعاً إماراتياً. وفي إطار محاولة نقل صورة عامة وشاملة عن مظاهر رمضان، وكذلك العيد، إختار بعض المواقع عناوين محددة للصفحات أو الأبواب المخصصة لرمضان. ومثال ذلك، موقع "الخيمة.كوم" www.khayma.com الذي يتوجه الى "المسلمين في جميع أنحاء العالم" ويقدم لهم "أكلات رمضانية" و"ركن للفتاوى" و"أدعية القيام" التي تعلّم كيفية الصلاة كلاماً ووضعية. كما يتضمن الموقع لفتة إجتماعية يستهدف فيها "الصائمات فقط". وفي النطاق ذاته يبرز موق www.Ramadan.s5.com العصري جداً في تصميمه الذي يُظهر صورة المدينة المنوّرة مُضاءة مشعة في ليلة سوداء. ولا تخفى قوة تعبير هذا المشهد ورمزيته. ولا بد من تسجيل نقطة لمصلحة الانترنت على حساب التلفزيون. فهذا الأخير مهما نوع وبث برامج مختلفة في شهر رمضان يبقى الشهر مناسبة تواكَب في إحدى المحطات. بينما يُمكن على الانترنت أن تنفرد المناسبة في موقع خصص لها. فيكون الموقع الرمضاني نفسه في الواجهة بدلاً من محطة تلفزيونية معيّنة. ويعود ذلك أولاً وأخيراً الى طبيعة الانترنت المُطاوعة وعدم إرتباطها بأي قيود زمنية أو مكانية. فعلى الانترنت لا يُختصر رمضان ببعض البرامج بل يصبح هو الأساس.