فيينا - ا ف ب - رويترز- أعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي لدى وصوله إلى فيينا عشية اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن السوق لا تشهد توازناً «بعد»، مشيراً إلى أنه يود من الدول أن تلتزم بحصص الإنتاج «إلى أقصى قدر ممكن». وسئل النعيمي عما إذا كانت السوق النفطية تشهد توازناً بين العرض والطلب، فأجاب: «لا، ليس بعد». وتابع أن «الطلب العالمي على النفط في 2009 أدنى بكثير منه في العام 2008». وخفضت «أوبك» توقعاتها لتزايد الطلب على النفط في تقريرها السنوي الصادر أول من أمس بمعدل النصف إلى مليون برميل في اليوم. وعن احترام حصص الإنتاج، وهو موضوع يتوقع أن يكون في صلب مناقشات اجتماع «أوبك» الوزاري اليوم قال النعيمي: «إن احترام الحصص ممتاز. نريد أن نرى أعلى مستوى ممكن من الالتزام بالحصص. والمستوى الآن يزيد على 80 في المئة، ويمكن أن يكون أفضل من ذلك». وسقف الإنتاج ل11 دولة عضو في «أوبك» من أصل 12 (باستثناء العراق من نظام الحصص)، محدد حالياً ب24.84 مليون برميل في اليوم. وقررت أوبك منذ أيلول (سبتمر) خفض إنتاجها 4.2 ملايين برميل في اليوم سعياً للحد من انهيار أسعار النفط التي تراجعت إلى 32.40 دولار للبرميل في الخريف، ومن المفترض أن يؤدي هذا الإجراء أيضاً إلى تقليص فائض الإنتاج الذي يؤدي إلى إغراق السوق. وشدد على أن السعودية ملتزمة بالكامل بحصتها من تخفيضات المعروض. وأبلغ الصحافيين أنه من المتوقع أن يشهد الطلب العالمي على النفط تراجعاً كبيراً هذا العام عن العام الماضي. وسئل عن احتمال أن تطالب السعودية بخفض الإنتاج مجدداً، فرد: «سنقول لكم غداً (اليوم)». ويبحث وزراء النفط في البلدان الأعضاء في منظمة «أوبك» اليوم في فيينا إن كان من الافضل تشديد الالتزام بقيود الانتاج الحالية أم اجراء تخفيضات جديدة وذلك في معرض موازنتهم بين قضيتي تضخم مخزونات النفط وتدهور الاقتصاد العالمي. ويقول وزراء حضروا قبيل الاجتماعات إلى مقر المنظمة في العاصمة النمسوية ان البند الاول على جدول الاعمال هو تشديد الامتثال الى التخفيضات المتفق عليها منذ أيلول (سبتمبر) لخفض المعروض 4.2 مليون برميل يومياً. لكن البعض في المنظمة التي تضم 12 عضواً يحبذون المضي الى ما هو أبعد من ذلك بالاتفاق على أهداف انتاج جديدة من أجل تجفيف المخزونات في ظل تآكل استهلاك الطاقة من جراء ضعف الاقتصاد. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) عن وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح قوله ان خفض الانتاج بدرجة أكبر سيكون أسهل لبعض الحكومات من غيرها نظراً لمتطلبات موازناتها. وحتى الآن طبقت المنظمة نحو 80 في المئة من التخفيضات المتفق عليها. وتفيد التقديرات بأن التزاماً بنسبة مئة في المئة قد يحجب ما يصل الى مليون برميل يومياً أخرى. وقال وزير الطاقة والنفط الفنزويلي رفاييل راميريز لصحافيين: «ينبغي أن نبحث سبل تجفيف المخزونات. ينبغي أن نقيم الطلب ونرى اذا كان من الضروري اتخاذ اجراءات جديدة. «ينبغي أن نحلل بعناية كبيرة الوضع الاقتصادي العالمي... انه أسوأ مما توقعه أي شخص. لدينا وضع سيىء في الطلب... الطلب مدمر». وكانت فنزويلا من أوائل الدول التي طلبت دعم السعر. وتخفيضات الانتاج المتفق عليها منذ أيلول هي الاعمق والاسرع حتى الآن ومعدل الالتزام بها عند مستوى مرتفع تاريخياً. وهي ساعدت على انتشال الاسعار من مستوى منخفض عند 32.40 دولار في كانون الاول (ديسمبر) الى نحو 46 دولاراً الآن للخام الأميركي وهو مستوى دون ذروة 2008 بأكثر من مئة دولار. لكن المخزونات لا تزال وفيرة وقد تشهد مزيداً من الارتفاع من جراء ضعف الطلب خصوصاً مع اقتراب الربع الثاني من السنة عندما يتراجع عادة استهلاك الوقود بعد انقضاء فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية. وكانت «بي اف سي انرجي» التي تتخذ من واشنطن مقراً أفادت بأن «مسار التحرك الارجح للمنظمة سيكون خفضاً جديداً في الاهداف الرسمية». وستأخذ «أوبك» في الحسبان انهيار الاسعار الذي حدث في أواخر التسعينات من القرن الماضي عندما انخفض سعر النفط صوب 10 دولارات للبرميل. وكان تطبيق تخفيضات أوبك في ذلك الوقت يجري ببطء أكبر من هذه المرة ولم تستقر الاسعار لأكثر من عام. وفي ذلك الوقت كان الطلب على النفط مستقراً، لكن هذه المرة من المتوقع انكماشه مليون برميل يومياً هذه السنة، مقارنة ب 2008 كما أن الاقتصاد العالمي أضعف بكثير. وثمة فارق آخر يتمثل في أن امدادات الدول غير الاعضاء في «أوبك» تتراجع بسبب ضعف الاستثمار وتقادم حقول كثيرة. ويعني هذا أن تعاون الدول من خارج «أوبك» مع تخفيضات انتاج المنظمة سيكون نظرياً بدرجة كبيرة. وعلى رغم هذا دعا بعض وزراء «أوبك» روسيا أكبر بلد منتج للنفط خارج المنظمة الى المشاركة. وترسل موسكو وفداً يضم نائب رئيس الوزراء ايغور سيشين ووزير الطاقة سيرجي شماتكو لحضور الاجتماع بصفة مراقبين. وهوت أسعار العقود الآجلة للنفط صوب 46 دولاراً عند نهاية تعاملات الأسبوع في وقت متقدم أول من أمس، اذ طغت توقعات متشائمة عن الطلب على احتمالات ان تقر «اوبك» تخفيضات جديدة للانتاج في اجتماعها اليوم. وبنهاية التعامل في بورصة «نايمكس» انخفض الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم نيسان (ابريل) عند التسوية 0.78 دولار الى 46.25 دولار للبرميل بعد أن سجل قفزة مقدارها 4.70 دولار الخميس الماضي الى 47.03 دولار معوضاً خسائره في اليومين السابقين. وفي لندن انخفض سعر عقود خام القياس الاوروبي مزيج «برنت» 16 سنتاً الى 44.93 دولار للبرميل.