} قفزت اسعار النفط في الاسواق الدولية أمس أكثر من دولار واحد للبرميل بعدما أكدت المملكة العربية السعودية ان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستقر خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من الاول من كانون الثاني يناير المقبل عندما تجتمع في القاهرة اليوم. القاهرة، لندن - "الحياة"، رويترز - ارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 20.88 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.54 دولار على سعر الاقفال السابق، وتراجع في الساعات التالية من التعامل الى 20.29 دولار للبرميل. وكانت سوق لندن مغلقة أول من أمس، لكن أسعار النفط في العقود الآجلة قفزت في سوق نيويورك أول من أمس بعدما صرح النعيمي بأن وزراء "أوبك" سيتفقون على خفض الانتاج اليوم وانه واثق من أن منتجين من خارج المنظمة سيلتزمون تعهداتهم بخفض الانتاج. وقفز سعر خام القياس الاميركي في بورصة نيويورك لعقود شباط أول من أمس خلال احدى مراحل التعامل الى 21.43 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 13 تشرين الثاني نوفمبر الماضي عندما سجل 21.97 دولار للبرميل. وسجل خام القياس الاميركي أمس في بداية التعاملات 20.62 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط المنظمة السبعة قفز اول من أمس الى 18.18 دولار للبرميل من 17.78 دولار يوم الاثنين. وكانت السوق مغلقة يوم الثلثاء بمناسبة عطلة عيد الميلاد. ويشار الى ان سعر خام "برنت" هبط من نحو 28 دولاراً للبرميل منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي في نيويورك وواشنطن. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي للصحافيين: "لدينا اجماع على خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً من أول كانون الثاني". وأضاف ان احتمال خفض انتاج "أوبك" بأقل من 1.5 مليون برميل يومياً ليس وارداً على الاطلاق، مؤكداً ان "1.5 مليون برميل أمر مفروغ منه". وأعلن خمسة منتجين مستقلين انهم سيخفضون امداداتهم للسوق بنحو 462.5 الف برميل يومياً اعتباراً من كانون الثاني تعاوناً مع "أوبك". ورداً على سؤال اذا كانت "أوبك" قد تدرس خفض انتاجها بشكل متناسب مع تعهدات المنتجين المستقلين بخفض الانتاج 462.5 ألف برميل يومياً، قال "لا". وقال عادل الصبيح وزير النفط الكويتي إنه ما زالت هناك أسئلة معلقة في شأن تفاصيل خفض الانتاج من جانب المنتجين المستقلين. وقال للصحافيين في القاهرة: "مسألة ما اذا كان الخفض سيحدث من الانتاج المزمع أم الفعلي ومن الصادرات أم من الانتاج الكلي للخام ومشتقاته... كلها أمور ما زال يتعين بحثها". وسئل عما اذا كانت هناك شكوك في شأن التزام المنتجين المستقلين بدعم تخفيضات "أوبك" المقترحة فأجاب: "نحن نتعامل مع دول كبرى لذا ليست هناك شكوك". وقال وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري أمس ان التخفيضات ستسري لمدة بين ثلاثة وستة شهور. وذكر وزراء آخرون ان التخفيضات ستستمر لمدة ستة شهور، لكن وزير الطاقة القطري عبدالله العطية قال انه يريد ان يستمر خفض الانتاج لمدة سنة، ولمدة ستة شهور على الاقل. وأضاف العطية ان سعر 25 دولاراً للبرميل لسلة خامات "أوبك" ليس سعراً عملياً في الوقت الحاضر لأن الاقتصاد العالمي ليس في وضع جيد، مشيراً إلى انه يعتقد ان سعراً يراوح بين 20 و22 دولاراً للبرميل اكثر واقعية لدعم الاقتصاد العالمي. وقال وزير النفط الفنزويلي الفاروا سيلفا بدوره انه يريد ان تخفض "أوبك" الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً ليصل الخفض المشترك مع المنتجين المستقلين الى نحو مليوني برميل يومياً. وقد اثارت ايران احتمال ان تخفض "أوبك" انتاجها بشكل متناسب مع خفض المنتجين المستقلين وهو ما يعني ان تخفض المنظمة الانتاج بواقع 1.39 مليون برميل بدلاً من 1.5 مليون برميل يومياً. وقال وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانه ان "أوبك" قد تخفض انتاجها اقل قليلاً من 1.5 مليون برميل يومياً لتتماشى مع تعهدات المنتجين المستقلين. وأضاف: "اذا اردنا ان نخفض 1.5 مليون برميل يومياً فسيقترب الخفض الاجمالي بشدة من مليونين. واذا خفضنا بشكل متناسب مع تخفيضات المنتجين من خارج أوبك فيجب ان نخفض نحو 1.3 مليون برميل يومياً وهذا يعني في الاجمالي 1.8". وكانت "أوبك" طلبت من المنتجين المستقلين خفض الانتاج باجمالي 500 الف برميل يومياً كشرط لتنفيذ خفض انتاج "أوبك" بواقع 1.5 مليون برميل يومياً. وسيهبط سقف انتاج عشر دول في "أوبك" بعد الخفض الجديد الى 21.7 مليون برميل يومياً، ما سيرفع نسبة الخفض الذي طبقته المنظمة خلال السنة الجارية الى نحو خمسة ملايين برميل يومياً تعادل 19 في المئة من سقف الانتاج قبل سنة. ولا يخضع العراق، الذي يبيع نفطه بموجب اتفاق مع الاممالمتحدة، لنظام الحصص. ويشار الى ان مساهمة الدول المنتجة من خارج "أوبك" بخفض انتاجها بنحو 462.5 الف برميل يومياً هو أكبر خفض تشارك فيه هذه الدول دفعة واحدة لدعم أسعار النفط. ويتوقع محللون ان يؤدي خفض الانتاج بنحو 1.96 برميل يومياً الى تقليص الكمية الفعلية في الاسواق الدولية بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً في الربع الاول من السنة الجارية، ما سيؤدي الى ارتفاع الاسعار.