إسلام آباد - أ ف ب - بعد نحو شهر من الانتخابات الاشتراعية، تجتاز باكستان حالياً ازمة سياسية عميقة ويحاول الرئيس برويز مشرف كسب الوقت، للاحتفاظ بسيطرته على الحكومة، وتجنب عودة معارضيه الى السلطة وخصوصاً الاسلاميين المناهضين لتحالفه مع اميركا. وقرر مشرف الذي منح نفسه مهام الرئيس بعد انقلابه العسكري عام 1999، تأجيل الجلسة الافتتاحية للبرلمان لفترة اسبوع. وكانت الجلسة مقررة اليوم الجمعة، وهي الاولى للبرلمان منذ ثلاثة اعوام. وجاء قرار التأجيل غداة اتفاق على تشكيل حكومة يرأسها مولوي فضل الرحمن، بين الاسلاميين من جهة، وحزبي الشعب والرابطة الاسلامية اللذين يتزعمهما بينظير بوتو ونواز شريف العدوين اللدودين لمشرف. واعلن ناطق باسم الرئاسة اول من امس ان "الحكومة الحالية قررت تأجيل اول جلسة للبرلمان، تلبية لتمنيات الاحزاب السياسية". وفي الحقيقة، صدرت هذه "التمنيات" بإلحاح من "حزب الرابطة - جناح قائدي" وهو حزب منشق عن حزب شريف ويعتبر ذراع الرئاسة. ويشكل الائتلاف بين الاسلاميين والحزبين المعارضين خطراً ثلاثياً على سلطة مشرف لأنه قد يسمح لبوتو المنفية منذ 1998 بالعودة الى احتلال الساحة السياسية. وبالتالي، يؤدي الى انهيار الآمال بتولي "الرابطة - جناح قائدي" تشكيل حكومة. واخيراً، فان رئاسة فضل الرحمن الحكومة، أمر غير مرغوب فيه لأن الاخير "عراب طالبان" ويرفض التحالف مع الاميركيين في الحرب على الارهاب. وقال المحلل الباكستاني نجم سيتي انها "اكبر ازمة منذ ثلاثة اعوام والنظام في حال ميؤوس منها". ولم تمنح انتخابات العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي، حزب السلطة الغالبية المطلقة التي انتظرها. وندد الامين العام لحزب الشعب رضا رباني بحملة ترهيب يشنها عناصر شرطة النظام ضد عدد من النواب المعارضين لارغامهم على تغيير تحالفاتهم. من جهته، اعتبر محازبو فضل الرحمن، ان السلطة العسكرية "تعوق العملية الديموقراطية". وتحدث صديق الفاروق الناطق باسم نواز شريف عن "افلاس النظام"، محذراً من ان حكومة مشرف "ليست مستعدة للسماح للنواب بانتخاب رئيس للبرلمان وتشكيل حكومة بحرية واستقلالية ومساواة".