اعلن متحدث باسم حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الراحلة بي نظير بوتو ويقوده اليوم زوجها آصف علي زرداري الاحد ان حزبه الذي تصدر الانتخابات التشريعية قد يتفاوض مع حلفاء الرئيس برويز مشرف لتشكيل ائتلاف. واذا ما تمكن حزب الشعب الباكستاني من تكوين ائتلاف يحظى بثلثي مقاعد البرلمان فيمكنه عندها البدء بآلية دستورية لتنحية الرئيس مشرف او اعلان انتخابه باطلا. وقال المتحدث باسم الحزب فرحة الله بابار ان "حزب الشعب الباكستاني يريد جمع كل القوى السياسية من اجل تشكيل حكومة وبحث امكانية التعاون مع الحركة القومية المتحدة (المتحدة قومي). و"المتحدة قومي" مركزها كراتشي. وهي الحليف التقليدي لحزب الرابطة الاسلامية-جناح القائد الحاكم منذ 2002والداعم الاول لمشرف والذي حصل على 19مقعدا في الانتخابات. واضافا بابار ان "المشاورات تتواصل داخل الحزب وهناك آراء متعددة حول مسالة ما اذا كان يجب التعاون مع حركة المتحدة قومي ام لا، ولم يتم اتخاذ اي قرار بعد". وكان حزبا المعارضة سابقا، حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز، الذي يتزعمه نواز شريف تصدرا الانتخابات التشريعية الاخيرة. وسيختار هذان الحزبان رئيس الوزراء المقبل. ومن المقرر ان يجري هذا الامر مطلع آذار - مارس مع بدء الدورة البرلمانية، كما افاد مسؤول في حزب الشعب الباكستاني السبت. وقد تفاهم هذان الحزبان على تقاسم السلطة لكنهما لم يبتا بعد بمصير رئيس الدولة الذي يحكم البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي قام به منذ ثمانية اعوام. ولا يعارض زرداري التعايش مع الرئيس مشرف مع حرمانه من بعض الصلاحيات التي تسمح له بعرقلة القرارات. في المقابل يطالب نواز شريف الذي اطاح به مشرف في انقلاب عسكري في 12تشرين الاول - اكتوبر 1999وحكم بالسجن مدى الحياة قبل نفيه، برحيل مشرف ويصفه بانه "دكتاتور". من جانبه أعلن شودري شجاعت حسين رئيس حزب الرابطة الإسلامية فئة (القائد) الموالي للرئيس الباكستاني برويز مشرف تمثيل المعارضة في البرلمان الجديد إلا أنه أكد إمكانية إعادة النظر في هذا القرار حال تلقي حزبه عروضاً من الأحزاب الفائزة في الانتخابات للانضمام إلى صفوفها. وفي سياق متصل أبدى فضل الرحمن رئيس حزب جمعية علماء الإسلام والذي مثل المعارضة الإسلامية في البرلمان السابق، استعداده للتعاون مع الأحزاب الفائزة في الانتخابات، وقال إنه مستعد لبذل كافة جهوده من أجل تطوير الشعب الباكستاني، وقال انه يرغب في تشكيل حكومة يحظى فيها البرلمان الباكستاني بسيادته الدستورية، مؤكداً بأن الشعب الباكستاني لم يعد يطيق النظم الحكومية الغاصبة، وذلك في إشارة إلى رغبته في الانضمام إلى الحكومة الجديدة. ويفسر المحللون السياسيون هذه الرغبات في الانضمام إلى حزبي بوتو وشريف بأن السياسيين الباكستانيين بدأوا يشعرون أهمية الأحزاب الفائزة في الانتخابات، وكذلك يدركون ضعف الرئيس مشرف ومستقبله في البرلمان القادم.