بعث إلي القارئ عزيز ستيفان او اسطفان برسالة بالانكليزية عبر البريد الالكتروني يعترض فيها على قولي في زاوية الاربعاء ان النفط وراء المواجهة الاميركية مع العراق. الرسالة طويلة، وسأحاول ان انشر منها ما استطيع مع ردي على النقاط المثارة. القارئ يقول ان احدى مشكلاتنا كعرب اننا نبالغ في تفسير مشكلاتنا، وهذا لا يساعد على ايجاد الحلول لها. والمقصود انه يجب ان تكون هناك "مؤامرة" من نوع ما. ولا يمكن ان يكون القارئ يقصدني شخصياً بهذه المقدمة. فأنا اسخر باستمرار من فكرة "المؤامرة"، وقد فندت جميع المؤامرات التي ترددت بعد ارهاب السنة الماضية ولا ازال افعل. وهو يسأل: ماذا تقصد بأن الولاياتالمتحدة وراء نفط العراق؟ هل سيحتلون العراق 50 سنة ويأخذون نفطه مجاناً؟ وأقول انهم سيفعلون لو استطاعوا، الا ان هذا ليس وارداً، وما يريدون هو امدادات نفط مضمونة من بلد ثاني احتياطي في العالم بأسعار متهاودة. ويسأل ايضاً: لماذا لم تفعل الولاياتالمتحدة ذلك سنة 1991 عندما كانت قادرة؟ وأقول ان السؤال يجب ان يوجه الى جورج بوش الأب. وهو قال في كتابه الذي نشرته "الحياة" مسلسلاً ان قرارات الأممالمتحدة قضت بتحرير الكويت، لا اسقاط النظام في بغداد. ثم يسأل: لماذا لم تدرج الولاياتالمتحدة ذلك الجزء عن النفط في اتفاق وقف اطلاق النار؟ وأعتذر من القارئ وأنا اقول ان سؤاله غير منطقي، حتى لا اقول اكثر، فالموضوع كان وقف اطلاق النار والولاياتالمتحدة لا تستطيع تحت نظر العالم كله ان تطالب بالنفط في مثل هذا الاتفاق، ومع وجود تحالف دولي شارك في تحرير الكويت. ويكمل القارئ: إنسَ العراق لحظة وجاوبني لماذا لا تأخذ الولاياتالمتحدة نفط دول الخليج الاخرى؟ وهذا السؤال اغرب من سابقه، فدول الخليج الاخرى لا تملك اسلحة دمار شامل، ولا تهدد اسرائىل، فهذا هو السبب الاساسي للحرب الاميركية المقبلة على العراق، وهو سبب اوردته في بضع مئة مقال لي منذ السنة الماضية، اما النفط فسبب آخر، لا السبب الوحيد. كان هناك سؤالان آخران او ثلاثة غير انني اريد ان ارد على القارئ في شكل آخر، فقد وجدت رسالته ضمن بريدي صباح اليوم، ومن دون عناء او بحث عدت الى اخبار على طاولتي عن عنصر النفط في المواجهة مع العراق، وسأنشر له هنا مجرد عناوين اخبار من صحف اميركية وبريطانية، وأنا مستعد اذا شاء ان ارسل اليه اصلها ليعرف المصدر والتاريخ ويقرأ المادة كلها: - نفط العراق تحت السطح في محادثات الأممالمتحدة. - السيطرة على نفط العراق ليست بهذه السهولة. - احتمالات الحرب على العراق تثير تساؤلات عن النفط والاقتصاد. - حلفاء اساسيون للولايات المتحدة يختلفون معها على نفط العراق. - هل شركات النفط الكبرى "تزيّت" عجلة الحرب؟ - عطش الولاياتالمتحدة للنفط يزعج المسلمين المعتدلين. - الولاياتالمتحدة وروسيا ونفط العراق. - ما سبق نقطة في بحر، وعندي مزيد اذا شاء القارئ، وكل ما اقول هنا هو ان الموضوع مطروح يومياً في صحف اميركية وبريطانية، والأرجح في غيرها، فأنا لم اخترع الدولاب من جديد بإثارته. مع ذلك اقول للقارئ انه مصيب في قوله ان العرب يسرعون الى التفكير في مؤامرة وراء كل قضية، ويتصرفون على هذا الاساس. وشخصياً لا اصدق ان هناك حتى اليوم من يصر على ان الموساد، او وكالة الاستخبارات المركزية او حتى الصرب، نفذوا ارهاب 11 ايلول سبتمبر من العام الماضي، غير ان هذا شيء والحديث عن عنصر النفط شيء آخر. وأكمل بالقارئة جنان، وهي طالبة جامعية فلسطينية أبدت اعجابها بما اكتب، وزادت انها تريد ان تقرأ المقالات والكتب التي اشير اليها في هذه الزاوية. وأشجع القارئة الشابة على القراءة، الا انني ازيد لها ان تتمتع بشبابها، ضمن حدود الأدب والأخلاق وعاداتنا الحميدة طبعاً، فأنا اقرأ لأنني لم اعد استطيع ان افعل اشياء كثيرة اخرى، وفي فمي ماء.