يتوجب على المدرب الجديد للمنتخب السعودي لكرة القدم الهولندي فاندرليم اجتياز مسافات شاسعة بين مدن عدة لمتابعة فرق الدوري التي انهت ثلاث جولات حتى الآن من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، من اجل المتابعة الميدانية للاعبين المقرر ان يختارهم للدفاع عن ألوان "الأخضر" في بطولة كأس العرب المقبلة المقررة الشهر المقبل في الكويت. ويسعى فاندرليم لاختيار تشكيلة لا يتعدى عدد افرادها ال30 لاعباً لمباشرة التحضير للبطولة التي باتت على الابواب، ويحمل المنتخب السعودي لقبها بعد تتويجه به في الدوحة عام 1998 تحت قيادة الألماني اوتو بفيستر. لقي فاندرليم استقبالاً فاتراً من وسائل الاعلام المحلية والجمهور منذ وصوله الى الرياض، واقتصر "ظهوره" في الصحف على تصريحات مقتضبة لم يفصح فيها عن برنامجه للنهوض بالمنتخب العتيد. وساهم السجل التدريبي لفاندرليم في إحجام الجمهور عن ابداء الارتياح لحضوره، على عكس ما استقبل به المدربين السابقين امثال البرازيليين ماريو زاغالو وكارلوس البرتو باريرا وجوزيه كندينو، وحتى التشيخي ميلان ماتشالا. ويرى مناصرو "الأخضر" ان سجل فاندرليم التدريبي، يعد فقيراً بعض الشيء كونه لم يشرف من قبل على اعداد اي منتخب، واقتصر عمله على قيادة فرق الفئات العمرية في اياكس وتولي منصب المساعد لمواطنه لويس فان غال مدرب برشلونة الحالي. مهمة مزدوجة ويعتبر كثر ان فاندرليم لن يجد صعوبة بالغة في اختيار مجموعة من اللاعبين المميزين، ولا سيما انه اكد لأكثر من صحيفة محلية انه سيركز في اختياره بالدرجة الاولى على اللاعبين الشبان، في ضوء القاعدة العريضة التي تضمها الاندية، خصوصاً بعد اقتصار مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد على اللاعبين ما دون ال23 عاماً. وقد نجحت هذه المسابقة في اظهار عدد من المواهب التي ينتظر ان تجد لها موضع قدم في صفوف "الاخضر"، كما ان لاعبي منتخب الشباب المتأهل الى نهائيات كأس العالم المقبلة وثالث بطولة آسيا الاخيرة، سيكونون من ضمن الاسماء التي تحظى باهتمام المدرب الذي حضر النهائيات القارية ميدانياً في الدوحة... ويتوقع ان يضم ايضاً عدداً من العناصر التي ستتألق في بطولة الدوري. وتنتظر فاندرليم مهمة اصعب تتمثل في اعادة الثقة الى الجمهور، التي فقدها بعد العروض المتواضعة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان التي دفعت في ضوئها عدداً من النجوم الكبار امثال قائد المنتخب سامي الجابر وحارس المرمى محمد الدعيع الى الاعتزال دولياً، فضلاً عن اصابة عدد من اللاعبين الذين لن يستطيعوا المشاركة في كأس العرب وهم لم يبلوا منها بعد، في مقدمهم المهاجم عبيد الدوسري الذي اصيب في المباراة امام الكاميرون، ولاعب الوسط نواف التمياط الذي خضع لجراحة ولم يعد بعد الى التدريب، والظهير الايمن احمد الدوخي وحارس المرمى محمد الخوجلي، وهبوط مستوى بعض اللاعبين الدوليين امثال عبدالله سليمان وحسين عبدالغني وخميس العويران. واستناداً الى نتائج مسابقة كأس الأمير فيصل، يجزم كثر ان تشكيلة "الأخضر" لن تخلو من اسم المهاجم يسري الباشا الذي تألق في قيادة الاتفاق لتحقيق كأس البطولة، ونال شهادة ثناء من فاندرليم، كما ان تألق زميله المهاجم صالح بشير والمدافعين البحري وسياف ربما يدعم اختيارهم، اضافة الى تألق قائد الهلال بندر المطيري، ولاعب النصر البيشي، ونجوم فريق نادي الشباب ناجي مجرشي وعبدالله الدوسري والغنام وعبده عطيف والسعران والقحطاني، غير ان تأهل منتخب الشباب الى مونديال الامارات ربما لا يسرّع اختيارهم الى صفوف "الأخضر"، لأن امامهم مهمة اهم في الاشهر المقبلة.