القاهرة - "الحياة" كانت الفنانة ليلى علوي الفنانة المصرية الوحيدة في لجنة تحكيم مسابقة الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي. واعتبر كثيرون ان هذا الاختيار مثل تقديراً لها ولمشوارها الفني المتميز. "الحياة" التقتها على هامش فاعليات المهرجان وسألتها بداية عن مبدأ الموضوعية في منح الجوائز فقالت: "يجب أن يكون الاختيار حيادياً جداً، فإذا لم يكن العضو محايداً في اي مهرجان من المهرجانات، تصبح سمعة العضو ولجنة التحكيم أيضاً غير طيبة، ولكن لا أحد ينكر غيرته الى ابعد مدى على بلده وهذه الغيرة على مصر وفنانيها تجعلني أتمنى ان يقدموا اعمالاً مشرفة تعطينا القوة للدفاع عنها واقناع اعضاء اللجنة الآخرين بالنظر اليها بايجابية. هل كانت هناك نزعة تعصب في الاختيارات؟ - أنا ضد التعصب والعنصرية في هذا المجال. ومع هذا يحدث دائماً ان تتبدى العنصرية لدى الغير وقد صادفت ذلك من قبل حيث كان ثمة عضو في لجنة تحكيم يريد أن يعطي جائزة لبلده وهذا شيء طبيعي جداً. هنا اشعر ان عليّ ان أقول إن الفن عموماً والسينما على وجه الخصوص، ليست لهما جنسية لأنهما إبداع عالمي ويمثل الانسان في اي مكان. كيف تمت الاختيارات الخاصة بأعضاء اللجنة المولجة باختيار أفضل فيلم،، او احسن ممثل او غيرهما؟ - هناك شروط عدة يجب ان تتوافر في اللجنة التابعة للمهرجان. ومن ناحية اسلوب الاختيار افضل في الحقيقة، عملية التصويت لأنها في نظري منطقية جداً ويكون الرأي للغالبية طالما ان كل واحد من الاعضاء يبرر اختياره بأسباب واضحة سواء تعلق الأمر بالتصوير أم بالسيناريو أم بالاخراج أم بكون ممثله أفضل ممثل وممثلته افضل ممثلة وغير ذلك. ما هي المهرجانات التي شاركتِ في لجان التحكيم فيها من قبل كعضو؟ - فالنسيا وسان باولو والرباط الدولي وغيرها من المهرجانات الدولية. استفادة وما مدى، افادتك من عضوية لجنة تحكيم في المهرجانات الدولية؟ - ألاحظ انني دائماً ما أكون اصغر الاعضاء سناً وخبرة. ودائماً يوجد معي أناس لهم خبرة واسعة ومن اصحاب الاسماء الكبيرة في مجال الفن. وهؤلاء استفيد سواء من رؤيتهم، ومن مناقشاتهم وأحياناً من افكارهم. ونتفق ونلتقي على نقاط واحدة. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، اشاهد افلاماً مختارة ومهمة من جميع بلدان العالم فيصبح لي في مخزوني خبرة مشاهدة مهمة جداً. تكون في الوقت نفسه ممتعة جداً. وأخيراً هناك العلاقات التي انسجها مع الفنانين العالميين. والفنان سفير لبلده، ومن المهم جداً ان يكون الفنان مشرفاً لبلده بفكره وفنه وتقويمه والتزامه وموضوعيته خلال المناقشة انها لمسؤولية كبيرة أن أكون سفيرة جيدة لبلدي وفني. لماذا لم يشترك فيلمك الأخير "بحب السيما" في مهرجان القاهرة هذا العام؟ - لأننا لم ننته منه بعد وأمامه شهران على الاقل لكي يكتمل، هذا أولاً، وثانياً لا يمكن اشتراك هذا الفيلم حتى ولو كان جاهزاً لأنني عضو في لجنة التحكيم الدولية. اعتذار لماذا اعتذرت عن عدم القيام ببطولة المسلسل التلفزيوني "الف ليلة وليلة"؟ - لأنه بدا لي عملاً مكرراً وأنا عندما اوافق على عمل ما يجب أن يكون فيه اختلاف وتغيير، سواء من ناحية الانتاج ام من ناحية الدراما او من ناحية الشخصية نفسها، من الممكن ان الفكرة كان فيها شيء جديد ولكن الوقت كان لا يسمح بأن ننفذه بالطريقة المختلفة التي كانت ستبدو مشرفة للتلفزيون المصري ولفناني هذا العمل، فكان الاعتذار. هل معنى ذلك أن لديك شروطاً للموافقة على أي عمل جديد؟ - بالطبع لدي شروط أهمها أن ينفذ العمل بالشكل الصحيح وهذا الشكل يحتاج الى اموال. وأنا من ناحية ثانية وكمبدأ عام لا احب أن أكون موجودة عامين متتاليين في التلفزيون المصري او غيره وهو امر يعرفه القائمون على التلفزيون. هل مسلسل "حديث الصباح والمساء" ظلم في عرضه العام الماضي؟ - لا أعتقد انه ظلم، ولكن الاعمال الفنية الثرية والاصيلة عندما يراها الانسان اكثر من مرة يحبها أكثر. أزمة هل هناك ازمة نصوص في السينما بالنسبة اليك ولبنات جيلك خصوصاً انكن بعيدات عن السينما والمسرح؟ - نعم الكل يعلم انه لا توجد نصوص جيدة ولو نظرنا الى كم الانتاج نتساءل: هل يكفي؟ وهل عدد نجومنا يكفي؟ كل ذلك قليل جداً. السينما جزءٌ من اقتصاد البلد وهنا لا اتحدث عن بلدنا فقط ولا عن السينما المصرية فقط، بل عما يحدث في كل العالم لأنني اشاهد وأرى ما يحدث من خلال اسفاري فاهتم بما هو جديد في السينما الاوروبية والعالمية. كل السينمائيين وكل بلاد العالم في ازمة اقتصادية وليس نحن فقط. ولكن من الممكن ان نكون اصحاب الوضع الأسوأ الآن لأننا للأسف لا نخطط وليست لدينا قوانين تحمينا امام اي هزة في السوق. وبعد ذلك لا يوجد لدينا منتجون في استثناء شركتين للانتاج في مصر وهما الشركة العربية وشركة الفن السابع التي تجمع فيها "العدل غروب" ومحمد حسن رمزي ووائل عبدالله وفاروق صبري. من هنا اعتقد ان كمّ الانتاج قليل والنوعية متشابهة. ومع هذا اقول إن الفنان "عمره ما ينتهي" حتى ولو مات... اعماله تبقى مخلدة. أما بالنسبة الى بنات الجيل الجديد فأخبرك انني أحب منى زكي وحنان ترك وحلا شيحة، وخصوصاً انهن يرفضن اعمالاً كثيرة مثلي أنا وبنات جيلي وهن غير راضيات دائماً بكم الاعمال التي يلعبنها لان لديهن طاقات اكبر من التي يقمن بتقديمها، والسبب ان كل النصوص التي تكتب الآن تكتب للرجال فقط اما الادوار الخاصة بالبنات فلا تناسب طاقاتهن الحقيقية، ولكن للامانة هؤلاء الشابات قادرات على اثبات شخصياتهن في الاعمال التي يقمن بها. وبالنسبة الي تعرفون انني لم اعمل سينما هذا العام، وليس من الضروري ان اعمل فيها كل عام. عام 1992، مثلاً لم أعمل سينما وخلال أكثر من عام لم اشترك في فيلم لأن المشكلة، كما قلت، تكمن في النصوص ولم اجد نصاً يجذبني. انا لست موظفة وليس المطلوب مني أن اقوم ببطولة عمل كل سنة، المطلوب وجود عمل يناسبني واشعر من خلاله بالاقتناع، عندها سيراني الجمهور. هذا هو المطلوب مني. ما رأيك في الافلام التي عرضت خلال الفترة الماضية؟ - شاهدت فيلم "مافيا" وأعجبني جداً لانه خارج المواضيع الكوميدية والاسكتشات الموجودة. وأعجبني شريف عرفة في هذا الفيلم وكذلك عناصر الفيلم من ممثلين وانتاج وتصوير وموسيقى. وأعجبني فيلم "أمير الظلام" لعادل إمام اذ احسست انه يبشر بظهور مخرج جديد للسينما المصرية هو رامي إمام خصوصاً أنه اخرج فكرة جديدة بانتاج ضخم. كما شاهدت فيلم "صاحب صاحبه" لمحمد هنيدي واشرف عبد الباقي وهو فيلم جميل وممتع ولكن اعتقد على رغم الرسالة الجميلة التي يحملها ان ليس فيه جديد بالنسبة الى أسرة الفيلم. أما بقية الافلام فللأسف لم أرها. لماذا اصبح نجوم ونجمات السينما يتجهون الى التلفزيون؟ - أنا أرى عكس ذلك بمعنى أنا مثلاً اعمل مسلسلاً كل ثلاث سنوات وكذلك يسرا ومحمود عبدالعزيز تعرض عليه اعمال تلفزيونية ويرفضها. وكذلك عادل إمام، واحمد زكي، منذ سنوات كثيرة لم يشتركا في مسلسلات تلفزيونية. ماذا عن جديدك؟ - لا توجد مشاريع جديدة. كل ما في الأمر انني في انتظار السيناريو الجيد.