هل تعاقب دول غربية إسرائيل بحظر السلاح ؟    سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة    وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    الطقس يهدد الولايات المتحدة    أسبوع واحد نقل الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد    عبدالله آل سالم يتوهج في دوري روشن    تحديد موقف تاليسكا من لقاء الغرافة    ضبط مواطن في القصيم لترويجه الحشيش وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    الجودة دافع الابتكار والتميز    عن الدراما المسرحية والتجاهل الأكاديمي أتحدث    الدانة يفقد اللقب القاري    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة    1850 متدربا ومتدربة على المانجا في اليابان    فنانو المدينة يستعرضون أعمالهم في جولتهم بجدة    «حلاه يشدف» أحدث أغاني إبراهيم فضل بالتعاون مع محمد الخولاني    ضيوف خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف    أرسنال يعود بطريق الانتصارات في الدوري الإنجليزي بثلاثية في فريق نونو سانتو    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    الحارثي في ذمة الله    الانسانية تحتضر    الالتزام بالمواعيد الطبية: مسؤولية مجتمعية تحفظ الصحة وتُحسن الخدمات    انترميلان يقسو على هيلاس فيرونا بخماسية في شوط    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    "باص الحِرَفي" ينطلق بجوار القرية التراثية في جازان لتعزيز الفنون التقليدية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يقدم مسلسلاً جديداً عن صلاح الدين الأيوبي . حسام الدين مصطفى : السينما المصرية خرجت من "القذارة"
نشر في الحياة يوم 09 - 04 - 1999

يواصل المخرج حسام الدين مصطفى رحلته مع المسلسلات التلفزيونية التاريخية، ويقدم عملاً جديدا يتم تصويره الآن عن صلاح الدين الأيوبي.
"الحياة" التقته وسألته عن السينما المصرية والسلام وقضية التطبيع مع اسرائيل:
تعوّد المشاهد منذ سنوات على أن تقدم كل عام مسلسلاً تاريخياً، ومن المؤكد ان لاختيار العمل سبباً وهدفاً. فلمَ اخترت الآن صلاح الدين الايوبي موضوعاً للمسلسل الجديد؟
- في السنوات الخمس الاخيرة قدمت صفحات من التاريخ العربي مليئة بالشخصيات المبهرة: "الفرسان والابطال" و"ابي حنيفة النعمان" و"عصر الائمة" و"ابن حزم"، وكان وقعها عند الجمهور العربي رائعاً، ولمست هذا من خلال الرسائل البريدية. قدمت "الفرسان" ثم "الابطال"، وأردت بعدهما ان أخرج من زاوية التاريخ إلى الاعمال الاجتماعية المعاصرة. لكن الرجل الذكي وزير الاعلام المصري صفوت الشريف رفض، وقال: لا تخرج عن التاريخ، وهذا رأي ذكي لأنني بالفعل "أقوم بإنارة" التاريخ بالأعمال التي اقدمها، فيما كل المخرجين يقدمون الاعمال الاجتماعية المعتادة، فأكملت المشوار مع التاريخ العربي وقدمت "ابو حنيفة النعمان" و"عصر الائمة" و"ابن حزم"، وفيها أظهرت من التاريخ ما لم يكن العامة يعلمونه.
ومنذ عامين أستعد مع الكاتب محمد ابو العلا السلاموني لتقديم مسلسل "صلاح الدين الايوبي"، وهو درة التاريخ العربي الذي ارى ان أنصع صفحاته هو تاريخ هذا البطل صلاح الدين الايوبي، والجميل فيه ان هذا التاريخ هو ما نعيشه الآن بنصه، اي ان التاريخ يعيد نفسه تماما بعد 900 عام، فالفرنجة جاؤوا من اوروبا واحتلوا القدس وفلسطين وبعض اجزاء من الساحل الشمالي في سورية ولبنان وأنشأوا دويلاتهم في اورشليم القدس وانطاكية والرها وطرابلس وغيرها.
وهناك نقطة مهمة، اننا كعرب لم نقل كلمة صليبيين، فلسنا عنصريين دينيين، فنحن اطلقنا عليهم فرنجة لكنهم رفعوا رايات الصليب ووضعوه على ملابسهم وقالوا في اوروبا للعبيد تعالوا لنحتل الشرق ولنحرر بيت المقدس تحت راية الصليب. وأوهموهم بأنها حرب دينية، وعندما جاء الجنود اكتشفوا انهم مستعمرون واقطاعيون وان كلمة الصليب لم تكن الا خدعة، وهذا ما نوضحه في المسلسل الذي تبدأ احداثه مع صلاح الدين وهو في العشرين عاما حين بدأ يظهر كمفكر وسياسي محنك، وكانت مشكلته طرد الفرنجة في وقت انقسم العرب الى دويلات، لذلك رأى ضرورة توحيد الصف العربي المتمزق كي يطرد الفرنجة من بلادنا. والمشكلة نفسها قائمة الآن. فالفرنجة يحتلون فلسطين، ولكن بدلا من الصليب نجمة وبدلاً من المسيحيين يهود، والدول العربية متفرقة فإذا اتحد العرب انتهت المشكلة، لكنهم لم يتحدوا.
في المسلسل أُظهر الخلافات لدى الفرنجة، مثلهم مثل العرب، مع فارق ان الفرنجة يتحدون عندما يواجهون العرب ونحن لا نتحد. وأوضح أيضاً ان براعة وازدهار صلاح الدين الايوبي لم تظهر الا في مصر عندما جاء ليحميها من غزو الفرنجة كما لو ان مصر موعودة بأنها صاحبة الفضل على الجميع، فهي نواة هذه الامة العربية.
المسلسل يستعرض تاريخاً عريضاً، لذلك فإن عدد حلقاته يصل الى 60 حلقة سأعرض في رمضان المقبل 30 حلقة تنتهي باعلان صلاح الدين دخوله الى مصر لحمايتها.
وهذا التشابه بين ما حدث في عهد صلاح الدين الايوبي وما يحدث الآن سيجعل المشاهد العربي يشعر بميزة هذا العمل. ولكي يخرج العمل بشكل مبهر رصدت له موازنة انتاجية مقدارها عشرة ملايين جنيه.
لماذا اخترت الممثل الشاب حلمي فودة ليجسد شخصية صلاح الدين الايوبي ولم تختر احد النجوم الكبار؟
- هناك عوائق عدة، منها اللغة العربية الفصحى، فلا يجيدها تمثيلاً إلا القليل، فاذا نظرنا الى نجوم السينما والتلفزيون سنجدهم تقريبا عشرة بينهم سبعة لا يستطيعون التمثيل بالفصحى، فهل احصر نفسي في الثلاثة الآخرين؟ ثم اعرض صلاح الدين في رمضان مع ممثل من الممكن ان يظهر قبل عرض المسلسل بساعة في شخصية سمكري في عمل آخر ثم قاطع طريق في عمل ثالث ودونجوان في عمل رابع، فلا يمكن ان يظهر صلاح الدين بهذا "الاهتراء التنسيقي" من الفنان والعروض التلفزيونية.
انتبهت إلى الأمر
هل هذا ما حدث مع محمد رياض بطل مسلسل "ابن حزم" في رمضان الماضي؟
- تجربة ليست جيدة، وبعد ما حدث مع محمد رياض انتبهت إلى الأمر، ولذلك لن يكون في رمضان سوى ممثل واحد يقدم صلاح الدين الايوبي فقط، وعندما يكون نجماً جديداً يكون الأمر أكثر صدقية من ممثل معروف قدم من قبل شخصيات اخرى كبطل، فعندما سيظهر حلمي فودة على الشاشة سيقول الجميع إنه فعلا صلاح الدين الذي لم نره قبل ذلك في بطولة عمل سابق. فالاختيار صادق ولم يكن عفوياً، وانهال عليّ هجوم من الوجوه الجديدة في كل مكان لأقدمهم، ولكني قدمت حلمي فودة من قبل في اعمال معي واخذت ادعمه حتى اصبح اهلا لهذه الفرصة، وعندما بدأت تصوير المسلسل ظهر كما لو كان صلاح الدين نفسه، فالأمر مدروس.
في أعمالك السابقة قدمت عدداً من الممثلين والممثلات، فمن منهم تستطيع ان تقول عنهم أولادك؟
- خلال مشواري التلفزيوني في السنوات الخمس الأخير اصبح الممثل احمد عبدالعزيز نجماً وكذلك أحمد ماهر، وأيضاً محمد رياض كان وجهاً جديداً فأصبح نجماً، وأعدت اكتشاف نجومية محمود ياسين، ومن الممثلات، كل من تعمل معي تصبح نجمة مثل فايزة كمال، واكتشفت هبة توفيق من المعهد العالي للفنون المسرحية وقدمتها في "عصر الائمة" ثم "ابن حزم"، ومعي في هذا المسلسل سوسن بدر، فأنا اساعد بخبرتي في الاخراج من لديه الاستعداد.
هل تشترك معك هبة توفيق في هذا المسلسل كعمل ثالث؟
- لا، لأنه لا بد من التغيير، فأعمالي تعرض في كل القنوات التلفزيونية العربية ولذلك لا احب تكرار الوجوه.
اذن انت لا تؤمن مثل مخرجين آخرين بتكوين فريق عمل وتكراره في الاعمال المتتالية؟
- التكرار خطر، لأن الاعمال التي قدمت من قبل يعاد عرضها مرات ولذلك عندما اصور الآن "صلاح الدين الايوبي" تعرض اعمال لي سابقة وهنا لا بد من التنويع.
خسارة كبيرة جداً
في هذا الاطار إذا تحدثنا عن توقف جيهان نصر وشيرين سيف النصر عن التمثيل، خصوصاً انك قدمت سيف النصر بطلة لفيلم "البلدوزر" في أول ظهور لها، فهل تتوقع عودتها مرة أخرى إلى التمثيل؟
- بصرف النظر عن عودتهما او استمرار توقفهما فانهما أجمل ممثلتين اكتشفتهما، وكان مستقبلهما رائعاً وتم خطفهما للزواج وهي خسارة كبيرة جداً، ولذلك فإنني اصر وأرجو من زملائي المخرجين الكبار ان يصروا معي على اتساع الساحة لأن التي تخطف تترك فراغا كبيرا لعدم وجود اخريات، خصوصا ان عدد الاعمال المنتجة سنوياً يزداد باستمرار، فلا بد من صناعة 100 نجم و100 نجمة، فنحن الآن لا نملك سوى عشرة من كل جنس.
على من تقع مسؤولية توقف صناعة النجوم؟
- على المخرج القادر على "التنجيم"، فالغالبية الآن كسالى يأخذون النجم الجاهز من دون عناء البحث عن جدد وصناعة نجوميتهم، وأذكر ان كل نجوم مصر اتصلوا بي ليجسدوا شخصية صلاح الدين الايوبي لكنني تركتهم وأخذت وجهاً جديداً، بالاضافة الى انني اقدم في المسلسل نفسه عدداً من طلاب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، واخترتهم من المعهد لأنهم يجيدون التمثيل بالفصحى وفضلتهم على غيرهم من خارج المعهد، لذلك اتوقع بزوغ نجم عدد منهم خلال هذا المسلسل.
في الاعمال الخمسة السابقة تعاونت مع اكثر من مؤلف، اريد معرفة المؤلف الذي شعرت مع كتاباته بانسجام اكثر؟.
- تعاونت مع سامي غنيم في "الفرسان" و"الابطال" ومع الدكتور بهاء الدين ابراهيم في "ابو حنيفة النعمان" و"عصر الائمة" و"ابن حزم"، وأرى ان الدكتور بهاء الدين ابراهيم رائع كأديب وفقيه وعالم ودكتور في التاريخ وموسوعة في العلم والدراما، وعلى مدى 30 عاماً كتب اعمالاً درامية لكن "ابو حنيفة النعمان" كان أول عمل تاريخي يكتبه، ونال المسلسل نجاحاً كبيراً.
وقال ابراهيم إنه تعلم كثيرا عندما شاهد المسلسل واستفاد منه وطبقه في كتابة المسلسل الثاني "عصر الائمة"، فهذا امر جميل ان يعترف هذا الرجل بما تعلمه لأننا جميعا نتعلم باستمرار، مهما وصلنا الى درجة عالية من العلم. لذلك تعبت قليلاً عند اخراج المسلسل الاول لكن استطيع ان اقول انني اخرجت الثاني وانا نائم على بساط الريح لأنه وفر لي كل الامكانات الدرامية، بالاضافة الى تفهمه وتعاونه معي عندما اطلب بعض التعديلات وقت التحضير للمسلسل، ثم قدمت معه "ابن حزم". وأول تعاون لي مع محمد ابو العلا السلاموني في "صلاح الدين الايوبي"، فهو من الناحية الاخلاقية ممتاز ووديع النفس ومتفهم الى اقصى الحدود، وكاتب رائع اشعر ان التآلف بيننا سينتج عنه عمل جميل. فتآلف المخرج مع المؤلف أمر مهم جداً.
تاريخنا موثق
تآلف المخرج مع المؤلف أمر جميل، ولكن ما رأيك في الانتقادات التي وجهها بعضهم إلى مخرجي الاعمال التاريخية واتهامهم بتحريف التاريخ؟
- لم يوجه إليّ أحد نقداً أو اتهاماً لأن من تعاون معي علماء في التاريخ، والاعمال تستند الى مراجع موثقة، وتمت مراجعتها في الازهر الشريف، وهنا اذكر موقفاً عند عرض مسلسل "ابو حنيفة النعمان" ينطبق على المثل الشعبي: "وان ما لاقوش في الورد عيبة يقولوا له يا احمر الخدين" عندما تم نطق "الأمويين" بفتح حرف الالف وليس ضمه، ولذلك كتبت مقالاً بعنوان "همزة أمية"... تاريخنا موثق لا يوجد فيه خلل، ثم ان التوسع التاريخي ملك للفنان الكاتب.
هنا نجد انفسنا في ضرورة لمناقشة نقطة مهمة، وهي ما حدود اضافة شخصيات جديدة في المسلسل لم تذكر في التاريخ، و"اتساع" شخصيات اخرى ذُكرت في نطاق ضيق؟
- الفن لا حدود له، المؤلف يؤلف ويلجأ الى ما يشاء لتوضيح الدراما التاريخية، أن يضيف جديدا أو يفسح المجال لآخر فذلك لا يمثل مشكلة طالما أنه لم يغير في الثوابت التاريخية.
لا تسألني عن فيلمي
اذا انتقلنا إلى السينما، نجد انه يُعرض لك الآن فيلم "الظالم والمظلوم" تم انتاجه منذ عشر سنوات، فلمَ تأخر كل هذا الوقت وما موضوعه؟
- لا أعلم أي شيء سوى أن هذا الفيلم واحد من أكبر الأفلام على مدى تاريخ السينما المصرية وبالتالي من أكبر أفلامي، فعن سبب تأخر عرضه كل هذا الوقت وسبب عرضه من دون حملة دعائية، يمكن توجيه هذا السؤال الى منتجه فاروق صبري الذي هو نفسه كاتب السيناريو والحوار، يسافر إلى الخارج مع الفيلم. وبسبب هذه المعاملة من جانب المنتج فانني نسيت الفيلم ولن أتحدث عنه، فطالما أن المنتج أهمل هذا العمل القيم بهذه الصورة فإنني لا بد أن أهمل هذا المنتج المهمل.
أفلام قذرة
توقفك عن العمل السينمائي واتجاهك إلى التلفزيون، هل هو شبه اعتزال سينمائي أم توقف بسبب سوء الوضع السينمائي؟
- أين هي السينما الآن لكي يقول لي الجميع انني تركت السينما. حذرت منذ 15 عاماً السينمائيين عندما شاهدت الكوارث التي يقدمونها من أفلام كئيبة، وقلت ان الجمهور لن يحتمل هذا وسينصرف، وعندما انصرف الجمهور قُتلت السينما، لكنهم لم ينصتوا إليّ واستمروا في أفلام الاكتئاب التي اطلقتُ عليها افلام "الهم والغم والنكد"، فهذا ليس الفن. واستمروا حتى اواخر الثمانينات، وكانت افلام الثمانينات ابشع افلام السينما المصرية لأنها افلام قذرة أطلق عليها المفكر الكبير الراحل لطفي الخولي عندما عرض عليه 16 فيلما كرئيس لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الروائي المصري ليختار منها الأفضل، وكنت معه عضوا في لجنة التحكيم، وعندما عرض الفيلم السادس وقف في دار العرض وصرخ بصوت عالٍ: "كفاية قذارة... تعبت من القذارة... ستة افلام قذرة، انا مستقيل من اللجنة لا استطيع التحمل"، واتصل بوزير الثقافة وكانت ليلة كئيبة، واستقر الأمر على استمراره، وكتبنا بيان لجنة التحكيم الذي قرأه في الختام قائلاً: "ندق ناقوس الخطر... هذه الافلام القذرة البشعة الكئيبة ستقتل السينما المصرية"، وهنا ارتفعت اصوات هؤلاء المخرجين قائلين: "من انتم لكي تدقوا ناقوس الخطر؟"... وها هي السينما المصرية ماتت، ومات هؤلاء. فأنا لم اترك السينما، وآخر فيلم قدمته "حكمت فهمي" أجمع حوله النقاد بأن حسام الدين مصطفى أعاد البهجة إلى السينما المصرية، وبعده قدمت إلى التلفزيون "الفرسان" ونجح فاستمرت مسيرتي التلفزيونية، وأعترف ان التلفزيون اضاف إلى شهرتي السينمائية مئة ضعف، لأن فيلمي كان يشاهده ثلاثة او اربعة ملايين، والآن في اول شهر رمضان 250 مليون مشاهد يشاهدون عملي، ثم انني اخرجت الاعمال التلفزيونية بأسلوب سينمائي. وهنا أطمئن كل الناس إلى أن السينما المصرية عائدة بعد انقضاء الموضة الكئيبة للمخرجين الكئيبين، وستعود السينما إلى شكلها الجميل وستساهم شركات الانتاج الكبرى الجديدة في اعادتها. وتستطيع ان تقول انني بعدما قدمت الفيلم رقم مئة في تاريخي السينمائي "حكمت فهمي" سأبدأ المئة الجديدة في القرن المقبل.
هل دخول التلفزيون مجال الانتاج السينمائي إضافة إلى السينما ام للتلفزيون؟
- أفاد السينمائيين لأنه قدم لهم فرص عمل في وقت كساد السينما، لكنه لم يفد السينما، لم يضف إلى السينما لأن افلام المنتج المنفذ للتلفزيون هي افلام مقاولات يختصر المنتج المنفذ من موازنة انتاج الفيلم ليوفر لنفسه، ولذلك لم يترك اي فيلم منها علامة أو بصمة.
ما رأيك في فيلم "فتاة من اسرائيل" الذي يعرض الآن ويتناول قضية التطبيع مع اسرائيل؟
- هذه هي البهجة التي نريدها... ساعتان من البهجة السينمائية والجمال، وساعد في الوصول الى هذا الجمال تصوير عدد كبير من المشاهد في سيناء الجميلة... وأنا أحيي المنتج الجديد محمد ابو العينين لمنحه هذه الامكانات المادية والفنية الكبيرة للمخرج الشاب ايهاب راضي في اول عمل يخرجه، كذلك احيي المخرج الجديد على هذا الشكل الجميل، وهذا الفيلم يبشر بعودة السينما الجميلة.
وما رأيك في اشتراك اربعة في كتابة السيناريو والحوار للفيلم وظهوره في بعض الاوقات بأسلوب الخطابة؟
- اشتراك اربعة في كتابة السيناريو والحوار أمر جيد لأنه يعني تدعيم السيناريو، وهنا أريد ابراز نقطة مهمة وهي ان السينما المصرية تقدمت في كل فروعها عدا السيناريو، فما زال الاضعف لأن السيناريست لم يحدث لديهم التطوير، وهنا مكمن الخطورة، فالوجوه الجديدة للسيناريست غير مبشرة... واشتراك الاربعة يحدث في العالم كله كي يصلوا الى الأفضل. وفي هذا الفيلم بعض المشاهد الخطابية كان من الممكن معالجتها بصورة أفضل، انما مهما بلغ نجاح أي فيلم فلا بد أن له عيوبه.
معركة الجهلاء سياسياً
نرى في الفيلم ان موضوعه ضد التطبيع مع اسرائيل، وسبق لك أن زرت اسرائيل واثيرت ضجة كبيرة ضدك بسبب تلك الزيارة...
- زرت اسرائيل بغرض السلام، ومن تحدث في هذا الأمر بالسلب جهلاء سياسياً، ولفظ "جهلاء" لا يسيئ إليهم لأن أعلم العلماء يجهل ما لا يعلمه، فالعبقري نجيب محفوظ يجهل الطبخ. هؤلاء الجهلاء سياسياً لم يستوعبوا معنى السلام ومعنى التطبيع واختلط عليهم الامر. واوضحت الفارق لأنني على علم ودراية كاملة بالسياسة ولا اسمح لأحد بأن يتطاول عليّ سياسياً، ولذلك خسر معي هؤلاء الجهلاء سياسياً، وشرحت الأمر وسأعيد شرحه من خلال "الحياة" لكل العرب، بيننا وبين اسرائيل ثلاثة معارك: الحرب، السلام، والتطبيع... المعركة العسكرية منذ 50 عاما كانت دورتها حرب اكتوبر وهنا لا وقت للحديث عن السلام، ولكن بعد ان انتهت الحرب بدأ الحديث في السلام، السادات بدأ اول جلسة بعد انتهاء الحروب. فعندما سافرت الى اسرائيل كنت جنديا من جنود السلام، اذن انا ما زلت في معركة السلام ولا يصلح في هذا الوقت ان يتحدث معي أحد عن معركة التطبيع لانها معركة ثالثة، فالجهلاء سياسيا خلطوا بين المعركتين وتحدثوا عن معركة في غير وقتها.
افتعل هؤلاء الجهلاء سياسياً معركة كذبوا فيها، انا اكبر من الخوض معهم فيها لأني اتحدث واسير في خطواتي بحساب، واعطت نقابة المهن السينمائية لنفسها الحق في اصدار قرار سياسي وهي جهة سينمائية وليست سياسية، ولذلك ما حدث من النقابة والنقيب جهالة. وانتهى الأمر عندما تحدث معهم المستشار القانوني المنتدب من مجلس الدولة وقال ان الدستور المصري يسمح بالذهاب الى اسرائيل والمطالبة بالسلام وهذا ما فعله حسام الدين مصطفى. اذن كل هذه الهوجة كانت ضد دستور مصر، وانا مع دستور مصر وخطواتي محسوبة ولا اسير مع هوجة، أنا قلت انني أؤمن بالسلام و"الرصاصة لا تزال في جيبي" في قناة "اوربيت" لأننا نطالب بالسلام وفي الوقت نفسه يزداد شأن الجيش المصري علواً، وبسبب هذا القول حدثت مواجهة بيني ونقيب السينمائيين المصريين يوسف عثمان الذي اتهمني بأنني لست فاهماً. وكان ردي ان هناك وزارة للخارجية تدعو إلى السلام ووزارة للدفاع هما في تشكيل وزاري واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.