قدم الممثل يحيى الفخراني عشرات الاعمال البارزة على مدار تاريخه الفني من بينهما مسلسل "زيزينيا" وافلام "خرج ولم يعد" و"الحب في الثلاجة". واخيراً دخل الفخراني مجال الانتاج من خلال فيلم "مبروك وبلبل" الذي عرض في القاهرة قبل اسابيع واخرجته ساندرا نشأت، في أولى تجاربها السينمائية. "الحياة" التقته وسألته عن اسباب دخوله مجال الانتاج؟ يقول الفخراني: الحقيقة ان ليس في التجربة اي ربح مادي، وربما خسرت، لكن كسبت من ناحية اخرى، وهي انني حققت فيلماً جميلاً وممتعاً. ان مجرد العمل في فيلم تعشقه وتعشق تفاصيله ربح، فأنا لن اجد كل يوم فيلماً بمثل هذه المتعة، لذلك عندما اقدمت على هذه التجربة المنتج المنفذ كان كل همي تحقيق فيلم جميل، وغير مقبول لدى منتجي الافلام التجارية. أنا لا أنظر الى شباك التذاكر، نظري على المتفرج الذي جاء الى دار العرض ليشاهد فيلماً ممتعاً وجميلاً، واعتقد انني استطعت ان احقق هذا في "مبروك وبلبل". كل العناصر المشاركة في الفيلم ساهمت في الصورة الجمالية للفيلم، المؤلفة لميس جابر والمخرجة ساندرا نشأت. لماذا أنت مقل في اعمالك السينمائية؟ - السينما المصرية نفسها اصبحت مقلة، بعدما كان الانتاج السينمائي المصري وصل الى 60 فيلماً سنوياً، انحدر الى 14 واحياناً أقل من ذلك، فلا تسألني لماذا انت مقل في اعمالك السينمائية؟ ثم السينما بالنسبة إلي حلم جميل، ومن حقي ان يكون حلمي جميلاً وممتعاً، لذلك أرفض الكثير من السيناريوهات التي لا تلائم رؤيتي واحلامي السينمائية، وفي المقابل قدمت عدداً من الادوار التي اعتبرها من العلامات في تاريخي السينمائي مثل فيلم "الحب في الزنزانة" و"خرج ولم يعد" و"الحب في الثلاجة"، واخيراً "مبروك وبلبل" وانا مع اي نص سينمائي جميل، يقدم الجديد والمتعة للجمهور، والا ما فائدة السينما اذن؟ ولا بد ان يكون العمل جيداً حتى يستطيع ان يجذبني واقف امام كاميرات السينما، لأنني لا اقبل ان أكرر أدواري. نفهم من ذلك انك ستكرر تجربة المنتج المنفذ مرة اخرى؟ - انا مستعد لتكرار التجربة مرة واثنين ومئة، مقابل ان أقدم عملاً جميلاً، سعدت جداً باستقبال الجمهور لفيلم "مبروك وبلبل". هذا جعلني اشعر ان "الجمهور عايز كده" مقولة تحتاج الى إعادة نظر، يجب ان نعيد النظر في الكثير من المقولات السينمائية التي اصبحت ثابتة، هناك افلام استقبلها الجمهور جيداً على رغم انها ليست تجارية، مثل "اضحك الصورة تطلع حلوة" وغيرها من الافلام، لذلك انا مع النص السينمائي الجميل، ومستعد أن اخسر مرة واخرى مقابل فيلم جميل وممتع. ما رأيك في مقولة "نجومية الفخراني صُنع التلفزيون"؟ - بالتأكيد التلفزيون ساهم في صنع نجوميتي، وهذه حقيقة، لكن لماذا تتجاهل اعمالي السينمائية والمسرحية التي اعتقد انها اعجبت الجمهور. التلفزيون اعطاني مساحات عمل واسعة وجميلة في مسلسلات اعتقد انها من علامات الانتاج المتميز مثل "ليالي الحلمية" و"زيزينيا" و"نصف ربيع الآخر" وغيرها من الاعمال التلفزيونية، لكنني قدمت اعمالاً مسرحية مثل "راقصة قطاع عام" و"الطيب والشرير والجميلة" و"جوازة طلياني" و"سعدون المجنون" وقدمت اعمالاً للاذاعة. ان النجومية لا تتجزأ، كل فرغ من الفنون ساهم بجزء في تكوين هذه النجومية. قدمت "جوازة طلياني" على خشبة المسرح القومي، هل هي تجربة تستحق العمل مع القطاع العام؟ - النص المسرحي جميل، لذلك لم اتردد لحظة في ان اقدم الدور، وليس هناك فرق بين القطاع العام والقطاع الخاص، الفرق الوحيد هو النص، انا قدمت "راقصة قطاع عام" على مسرح جلال الشرقاوي وهو قطاع خاص، وقدمت "سعدون المجنون" وهو قطاع خاص ايضاً، صدقني ان الفرق هو النص الجيد، انا اتبع النص الجيد اينما كان، ربما ان القطاع الخاص "فلوسه" اكثر "شوية" لكن ماذا تفعل بالفلوس إذا كان النص المسرحي سيئ؟ لا شيء سوى انك تخسر جمهوراً يثق فيك ويحترم فنك، وهذا لن افعله، ولا ارى اي ضغط عليّ حتى أفعل هذا، لانك قبلت العمل على خشبة المسرح القومي الذي اعتبر العمل فيه مكسباً لأي فنان. إذن ما معيارك في رفض اي عمل فني؟ - المعيار الوحيد هو النص، هل هو جيد ام سيىء؟ صدقني ان العمل الفني في حد ذاته هو المعيار، الممثل في اي مكان يحكمه النص، وانا مع النصوص الجميلة. ما رأيك في المقارنات المعقودة بين هنيدي وعادل امام؟ - بصراحة هذا غير صحي بالمرة، اتركوا الناس تعمل وتبدع من دون "شوشرة" عادل امام فنان له جماهيره العريضة، وانا عملت معه في فيلم "الحب في الزنزانة". وهنيدي فنان أثبت وجوده بأفلام ناجحة، لماذا تريدون إخلاء الساحة؟ ما المانع ان يكون عادل امام وهنيدي واحمد زكي ونور الشريف والفخراني والفنانون كلهم موجودين، لماذا نخلق المشاكل والمقارنات التي لن تخلق سوى جو من العداء غير المرغوب فيه، اتركوا الناس تعمل وتقدم ما لديها من فن والجمهور هو الفيصل الوحيد، لماذا نمارس دور الوصي على الجمهور ونقول له "فلان خلاص راحت عليه" هذا كلام غير منطقي ومرفوض، اتركوا للناس الحرية في الاختيار، اتركوا الجمهور يمارس حريته في المشاهدة.