} بدأ حزب الأمة السوداني المعارض اتصالات من أجل عودة قواته من اريتريا الى السودان. فيما أكدت انباء في الخرطوم ان أسمرا تعزز قواتها قبالة الحدود السودانية. نشرت صحيفة "الانباء" الحكومية السودانية امس ان اريتريا عززت قواتها على الحدود مع السودان بالآليات العسكرية، بعد نشرها اول من امس في اقصى الجنوب والشرق لولاية كسلا الحدودية. واتهمت الصحيفة اسمرا "بقيادة حملة عدائية ضد السودان"، واضافت: "صرح الرئيس اساياس افورقي قبل زيارة وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح لاريتريا انه سيقدم كسلا هدية للمعارضة السودانية". وافادت "وكالة الانباء السودانية" الرسمية سونا ان وفداً اريترياً وصل الى ولاية كسلا براً بغرض اقناع 95 ألف اريتري لجأوا الى السودان بعد اندلاع الحرب بين اثيوبيا واريتريا بالعودة الى بلادهم. ويقيم اللاجئون في خمسة معسكرات على الشريط الحدودي. ان مهمة الوفد الاريتري تقتصر على اجراء اتصالات ولقاءات مع اللاجئين المدنيين دون العسكريين الذين لجأوا الى السودان ايضاً ويفوق عددهم عن 700 عسكري أشرف السفير الاريتري على عودة اكثر من 70 منهم، لكن الذين تبقوا أبدوا عدم رغبتهم بالعودة الى بلادهم، وطلبوا من السودان منحهم حق اللجوء او السماح لهم بالرحيل الى دولة اخرى تقبلهم لاجئين في اراضيها. من جهته اعترف السفير الاريتري في الخرطوم عيسى احمد عيسى الذي اعتمد رسمياً اخيراً بتحركات الجيش الاريتري على الحدود لكنه وصفها بأنها "عادية" وليس لها علاقة بالسودان. واضاف ان "حشود الجنود الاريتريين التي تشاهد على الحدود بين البلدين ما هي الا تنقّلات عادية وتتم بسبب ظروف الحرب التي تعيشها اريتريا الآن". واكد ان بلاده ليست لديها "نيّات عدوانية ضد السودان، ولا تفكر في محاربته ومعاداته". واضاف ان مسؤولين اريتريين في مقدمتهم وزير الدفاع الجنرال سبحت افريم سيزورون الخرطوم رداً على زيارة وزير الدفاع السوداني اللواء بكري حسن صالح لأسمرا الخميس الماضي، والترتيب لعقد لقاء بين الرئيسين عمر البشير واساياس افورقي. وقال السفير الاريتري ان بلاده لا تشترط على الخرطوم ان يكون تحسين العلاقات بينهما على حساب علاقات السودان مع اثيوبيا الذي اعتبره شأناً داخلياً. وكرر حرص اسمرا على فتح صفحة جديدة مع السودان. واضاف ان افورقي ابلغ صالح سعي حكومته الى ايجاد علاقات استراتيجية مع السودان وتأكيده امكان تجاوز العقبات والمشاكل الحدودية بين البلدين. في موازاة ذلك صرح القائم بالاعمال الاثيوبي لدى الخرطوم عبده بشري بأنه تم الاتفاق بين السودان واثيوبيا على اصدار بطاقة موحدة تساعد على تنقّل مواطني البلدين من دون حاجة الى تأشيرة. وذكر ان الحكومة الاثيوبية قامت بطباعة البطاقات وقدمتها الى وزارة النقل في السودان للنظر فيها. واضاف ان الايام المقبلة ستشهد ترفيع التمثيل الديبلوماسي الاثيوبي في السودان الى درجة سفير. في غضون ذلك شرع حزب الامة السوداني في اجراء ترتيبات لعودة ما تبقى من قواته في اريتريا الى السودان. وقال الدكتور عمر نور الدائم الامين العام للحزب ان اتصالات بدأت مع الحكومتين السودانية والاريترية لعودة ما تبقى من قواته الى البلاد بعد عودة اكثر من مئتين الشهر الماضي من اثيوبيا. ونفى ان يكون قرار عودة قواته من اريتريا جاء نتيجة لضغوط من اسمرا لمشاركة قوات الحزب في العمليات في شرق السودان او مغادرتها للاراضي الاريترية. وجدد التزام حزبه وقف اطلاق النار الذي اعلنه في آذار مارس الماضي. واكد ان قوات حزبه لم ولن تشارك في اي عمليات تستهدف امن ومقدرات البلاد. واتهم نور الدائم جون قرنق زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ب"رهن ارادته وقراره السياسي لجهات اجنبية" ورأى "ان التصعيد العسكري الذي يقوم به قرنق في جنوب السودان يعكس عدم جديته في احلال السلام ويجسد مواقفه المتناقضة تجاه الحل السلمي". الى ذلك برر حزب الامة مشاركة نور الدائم في لقاء الاحزاب المسجلة مع الرئيس عمر البشير الثلثاء الماضي بأنها استجابة لدعوة عاجلة وصلت الى الامين العام من مكتب رئيس الجمهورية لاطلاعه على مستجدات الاحداث الامنية في الجنوب، ولبى نور الدائم "الدعوة لمساسها بأمن الوطن وسلامته". وذكر بيان اصدره الحزب امس ان البيان الذي صدر عقب الاجتماع تمت مشاورات هاتفية بخصوصه مع كل من نور الدائم وممثل "الاخوان المسلمين" الدكتور عصام البشير والقيادي في الحزب الحاكم الدكتور اسماعيل الحاج موسى، واشار الحزب الى "تحفظات ابداها نور الدائم عن ما يتعلق بمسألة الحركة الشعبية". وجدد رفضه لقانون "التوالي" وقال انه في انتظار ما يزيل التناقض الذي يحدثه "ويؤمن وجود حركة سياسية معافاة وذات فعالية".