ناقش الرئيسان السوداني عمر البشير والاريتري أساياس أفورقي "ضرورة وضع حد للتوتر الحدودي" بين بلديهما و"التعهد باحترام اتفاق المصالحة" بينهما، في ظل استمرار وقوع عمليات عسكرية للمعارضة السودانية في مناطق متاخمة للحدود مع اريتريا. وينتقل رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي إلى أسمرا غداً في بداية جولة على الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد لاجراء مشاورات تتناول التطورات في السودان. أعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل أن الرئيسين السوداني عمر البشير والاريتري أساياس أفورقي بحثا في اتصال هاتفي الثلثاء في الوضع في شرق السودان المتاخم لاريتريا حيث تدور معارك بين الجيش السوداني وقوات المعارضة. وقال اسماعيل إن الرئيسين بحثا في "ضرورة وضع حد للتوتر" على الحدود السودانية - الاريترية و"التعهد باحترام اتفاق المصالحة" بين البلدين الذي وقع في 2 أيار مايو في الدوحة. وأفادت "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية ان عثمان أعرب عن أمله في أن تسمح هذه المحادثة الهاتفية "بمعالجة الوضع في شرق السودان". وتتهم الخرطوم قوات المعارضة بشن هجماتها في شرق البلاد انطلاقاً من الأراضي الاريترية حيث يوجد مقر قيادة المعارضة. ويحظر أحد بنود اتفاق المصالحة استخدام أراضي أي من الدولتين للقيام بنشاطات معادية للدولة الأخرى. وأكد إسماعيل أنه تلقى رسالة من نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تقترح عقد اجتماع "في الأيام المقبلة" لمتابعة تطبيع العلاقات بين السودان واريتريا. وينتظر أن يضم هذا الاجتماع إلى جانب الوزيرين السوداني والقطري نظيريهما الاريتري والليبي. وكانت طرابلس عرضت أيضاً وساطتها على الخرطوم وأسمرا ونظمت لقاء بين البشير وأفورقي في لقاء نيسان ابريل الماضي. وبدأ إسماعيل أمس جولة افريقية تستمر خمسة أيام وتشمل زيمبابوي وأنغولا وملاوي وناميبيا. وسلم إسماعيل خلال الجولة رسائل خطية من البشير إلى رؤساء تلك الدول تتناول العلاقات الثنائية والتنسيق في القضايا الدولية والافريقية محل الاهتمام المشترك. إلى ذلك، ذكرت صحيفة "أخبار اليوم" أمس الأربعاء أن وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحمن سر الختم حذر من هجوم على جنوب البلاد ينطلق من اوغندا. وأشار، في اجتماع اللجنة البرلمانية للدفاع والأمن أمس، إلى "وجود حشود لقوات معادية استعداداً لشن هجوم على جبهة جنوب السودان". وتوجد قواعد ل"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق في اوغندا. في القاهرة، قال مسؤول في حزب الأمة إن الصادق المهدي سيتوجه غداً إلى أسمرا للقاء أفورقي. وأوضح أنه سيزور أيضاً اثيوبيا وكينيا واوغندا حيث يلتقي قرنق. وتهدف الجولة إلى اطلاع قادة الدول الأعضاء في "ايغاد" على نتائج محادثاته مع رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي في جنيف ولقاءاته مع القيادة الليبية في طرابلس في إطار الجهود الرامية إلى ايجاد حل سلمي للمشكلة السودانية. وكان مقرراً أن يعقد المهدي مؤتمراً صحافياً في القاهرة، لكنه ألغاه. الدور المصري من جهة أخرى، أعرب النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أمس عن تقديره للجهود المصرية لتحقيق مصالحة سودانية. وقال طه في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السودانية: "أبلغنا القاهرة ترحيبنا بالجهود المصرية وأعربنا عن استعدادنا للحوار وطلبنا تحديد طبيعة المواضيع التي سيتناولها". واعتبر طه أن الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في الجنوب "تدعو إلى التفاؤل ولا نزال ملتزمين بوساطة ايغاد وننتظر تحديد موعد جديد للجولة المقبلة من المفاوضات" مع قرنق. وعلق طه على التطورات مع اريتريا قائلاً إن "جهات سعت إلى اجهاض اتفاق الدوحة، ولكنني أوكد ان الوضع في الحدود الشرقية مُؤَمن تماماً".