لا يملك الويلزيون فرصة افضل من المتاحة لهم الآن للمشاركة في احدى المسابقات العالمية بعد سنوات من الاخفاق والانعزال في ظل بروز جيرانهم الانكليز والاسكتلنديين والايرلنديين. اعتبر فوز ويلز الاخير على ايطاليا 2-1 في كارديف ضمن المجموعة التاسعة من تصفيات كأس امم اوروبا مفاجأة من العيار الثقيل وانها الافضل في تاريخ الكرة الويلزية، الا ان بعضهم توقع تحقيق هذا الانجاز للمدرب مارك هيوز ولاعبيه كونه جاء على وتيرة متناغمة من العروض القوية بعدم الخسارة لأكثر من عام، وتحديداً في ست مباريات تخللها انتصاران على المانيا وفنلندا وتعادلات مع الارجنتين وكرواتيا وتشيخيا. وعلى مدار السنين، وتحديداً منذ مشاركة ويلز في نهائيات كأس العالم عام 1958، لم يكن لهذه الدولة المستقلة كروياً والمكملة للمربع البريطاني الذي يشمل انكلترا واسكتلندا وايرلندا الشمالية، اي صيت سوى انها تضم بعض ابرز المواهب العالمية من دون ترجمة هذه الهبة الى نجاح على الساحة العالمية. ففي حقبة الثمانينات وبداية التسعينات ضم المنتخب نجوماًَ من الابرز عالمياً في مراكزهم كحارس المرمى العملاق نيفل ساوثهول وماكينة التهديف في خط هجوم ليفربول ايان راش، والمهاجمين دين سوندرز ونجم مانشستر يونايتد ومدرب المنتخب حالياً مارك هيوز، فيما كان يفتقد الى خط دفاع بمستوى عادي. فلاعبو الدفاع والوسط كانوا من عناصر فرق الدرجة الثالثة والرابعة في الدوري الانكليزي حينها. وايجاد التوازن في الخطوط لم يكن سهلاً، فبدأ الفريق يتدحرج في قائمة تصنيف الاتحاد الدولي مع تزامن اعتزال النجوم الكبار، وبات تصنيفه من الفئة الرابعة المساوية لمنتخبات مثل قبرص ومولدافيا والبوسنة ومقدونيا، حتى ان هيوز وصف فرصة تأهل بلاده لاحدى المسابقات العالمية ب"المستحيلة"، وقال: "قبل عام لعبنا ضد بيلاروسيا ضمن تصفيات كأس العالم ولو خسرنا تلك المباراة لصنفنا بأسوأ منتخب في تاريخ ويلز ولحسن الطالع تبدل حظنا منذ تلك اللحظة". والواقع ليس الحظ فقط الذي لعب دوره، اذ ان ويلز استمرت في انتاج نجوم عالميين امثال الجناح الخطير راين غيغز مانشستر يونايتد الذي لم يستطع وحده تحسين حظوظ منتخب بلاده، فاكتملت رؤية هيوز بجمع منتخب من لاعبين تخوض غالبيتهم مباريات الدرجة الممتازة الانكليزية، فبرز مسجلا الهدفين في مرمى ايطاليا كريغ بيلامي نيوكاسل وسايمون ديفيز توتنهام والمهاجم العملاق جون هارتسون سيلتك الاسكتلندي. وبات الدفاع اكثر حنكة وخبرة من السابق. ومع تجمّع اكثر من 70 الف متفرج لحضور مباريات المنتخب في استاد "ميلينيوم" الحديث، وبحساب معدلات حضور المباريات الدولية خلال عام فان ويلز تجذب اكبر معدل في اوروبا. وهذه اشارة الى الصحوة الكروية في بلد تعد الركبي اللعبة الاولى فيه. وفي ظل مشاركة الاندية الثلاثة الكبرى وهي كارديف وسوانزي وريكسهام في الدرجات السفلى من الدوري الانكليزي. وحتى وقت قريب كان كثر يلومون النجم الاول غيغز على اختياره اللعب لويلز في حين كان مؤهلاً للعب لانكلترا خصوصاً انه مثّلها في منتخبات الشباب، وعلى اهداره فرصة البروز على الساحة العالمية على غرار مواطنيه السابقين راش وساوثهول وهيوز، غير انه اعلن بكل وضوح انه لم يخطئ ابداً في قراره وان "دمي الاحمر هو لون قميصي مع ناديّ ومع منتخب بلادي". في حين اكد هيوز ان نهج المنتخب يذكره بما شعر به في مانشستر يونايتد في بداية التسعينات، فحينها "ابتلع" الشياطين الحمر غالبية الالقاب المحلية في ذلك العقد، فهل ينفث "التنين الاحمر" لهيبه معوضاً سنوات من الاخفاق؟