مانيلا، سنغافورة - أف ب - تتركز الانظار على جنوب شرقي آسيا باعتبارها ارضاً خصبة لامتدادات شبكة "القاعدة" التابعة لاسامة بن لادن، في وقت تتوسع حرب الولاياتالمتحدة على الارهاب الى خارج افغانستان. وسلطت الاعتقالات الاخيرة في سنغافورةوماليزيا ومشاركة جنود اميركيين في الحرب على الارهاب جنوب الفيليبين والقلق الناجم عن تمدد التطرف الاسلامي في اندونيسيا، الضوء على اهمية المنطقة في اطار حملة مكافحة الارهاب. وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية الجمعة الماضي، ان اجهزة الاستخبارات متخوفة من ارتكاب اعتداءات جديدة في الولاياتالمتحدة من جانب جماعات آسيوية او افريقية، وليست عربية. وأضافت ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي ارسل تعزيزات الى آسيا، في حين تلقت اجهزة الهجرة تعليمات بتوخي المزيد من الحذر من المسافرين القادمين من تلك الجهات. كذلك اكدت مجلة "جاينز انتليجنس ريفيو" المتخصصة في مسائل الدفاع والامن، ان شبكة "القاعدة" ما زالت تحتفظ بهيكلياتها في آسيا ولم تفكك كما حصل في اماكن اخرى. وأضافت ان "شبكة القاعدة في الولاياتالمتحدة واوروبا وشرق افريقيا تم تفكيكها بطريقة واسعة نظراً الى التحقيقات والاعتقالات التي حصلت على نطاق كبير". ونقلت صحيفة "سترايت تايمز" عن المجلة في مقال نشرته مطلع الشهر الجاري، انه "على رغم ذلك، فإن شبكة الخلايا وهيكليات الدعم في آسيا بقيت سليمة". ورأت المجلة ان هناك تهديدات كبيرة تحدق بدول غير اسلامية في المنطقة مثل اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية في حين تعتبر ماليزياوسنغافورة وأندونيسيا والفيليبين معرضة لذلك. وختمت قائلة ان آسيا قد تكون آخر معقل ل"القاعدة" بسبب الضغوط التي تواجهها في اميركا الشمالية واوروبا وشرق افريقيا. وفي سنغافورة، تحتجز السلطات 13 شخصاً اعتقلوا الشهر الماضي بسبب تحضيرهم لشن سلسلة من الاعتداءات على اهداف اميركية بينها السفارة وعدد من العسكريين وسفن حربية. ومن جهتها، اعلنت ماليزيا اول من امس توقيف سبعة اشخاص ربما كانوا اعضاء في جماعة اسلامية متهمة بالعمل على قلب النظام بسبب تلكؤه حيال افغانستان. وكانت السلطات الماليزية اعتقلت الشهر الماضي 15 شخصاً يشتبه في اقامتهم علاقات مع الفرنسي من اصل مغربي زكريا الموسوي الذي يحاكم حالياً في الولاياتالمتحدة بسبب دوره المفترض في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي. وبدورها، تبدو اندونيسيا ضمن اهداف محتملة للتحرك الاميركي ضد معاقل الارهابيين. وكان نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز اعرب في مقابلة مع "نيويورك تايمز" مطلع الشهر الجاري عن قلقه ازاء وجود علاقات بين ارهابيين وناشطين اسلاميين اندونيسيين. وقال في هذا الصدد: "هناك علاقات محتملة بين متطرفين وإرهابيين مسلمين وجماعات اسلامية في اندونيسيا". وكان مسؤولون في جنوب شرقي آسيا دعوا الى مزيد من التعاون ازاء التهديدات التي تواجهها المنطقة. وأكد رئيس وزراء سنغافورة جوه شوك تونغ ان الاعتقالات الاخيرة "كشفت حجم شبكة القاعدة ومدى تغلغلها في المنطقة". وأضاف: "يجب ان نتعامل بطريقة حازمة وسريعة مع التهديدات المحدقة بالامن التي يفرضها وجود هذه الشبكة الارهابية امام ابوابنا". ويبدو ان تطورات الاحداث تصب في وجهة النظر هذه، اذ باتت الولاياتالمتحدة جاهزة لفتح جبهة جديدة في حملتها ضد الارهاب في جنوب الفيليبين الى جانب الجنود الذين يحاربون الاسلاميين من جماعة "ابو سياف". ويتمركز في الفيليبين نحو250 جندياً اميركياً في حين يقدم مئات غيرهم وبينهم عناصر من الوحدات الخاصة النصح للجيش حول كيفية ملاحقة جماعة "ابو سياف" المتهم بإقامة علاقات مع "القاعدة". وحذر وزير الدفاع الفيليبيني انجيلو ريس امس، من ان جنوب شرقي آسيا قد يصبح الملجأ القادم للارهابيين الدوليين. وأشار تشديداً على تكهناته الى اعتقال اندونيسي في الفيليبين يعتقد انه خبير متفجرات في منظمة الجماعة الاسلامية، وهي منظمة "ارهابية" يشتبه في انها تنشط في ماليزياوسنغافورة وأندونيسيا. وأتاحت معلومات صدرت عن سلطات سنغافورة اعتقال فتح الرحمن الغوزي الاسبوع الماضي، ما قاد بدوره الى اعتقال ثلاثة فيليبينيين متهمين بالتواطؤ والعثور على مخزن سري للأسلحة والمتفجرات في جنوب الفيليبين. وتساءل وزير الدفاع في تصريح لإحدى شبكات التلفزيون الفيليبيني: "ما معنى ذلك؟ اعتقد انه كلما امعنا النظر في هذه المسألة، اكتشفنا ان المخاطر العالمية للارهاب حقيقية". وفي جاكرتا، صرح وزير الخارجية حسن ويرايودا ان اندونيسيا تسعى للحصول على مزيد من المعلومات حول المشتبه به. واشار الى ان الرجل اقام وقتاً طويلاً في سنغافورة بحسب الصحف وتزوج من مواطنة ماليزية. وأوردت الشرطة الفيليبينية انه على علاقة بتنظيم "القاعدة"، الا ان الوزير الاندونيسي بدا حذراً في هذا الشأن. وقال ويرايودا: "ينبغي الا ننسب كل شيء الى القاعدة".