سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فصائل منظمة التحرير تعقد اجتماعين في غزة وتقرر سلسلة احتجاجات . اتصالات مكثفة مع السلطة لاطلاق سعدات واحتواء التوتر والجناح العسكري ل"الشعبية" يتوعد المسؤولين الامنيين
} تواصلت مسيرات الاحتجاج على اعتقال الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات من جانب الاجهزة الامنية الفلسطينية، في وقت حذر الذراع العسكري للجبهة مسؤولين امنيين فلسطينيين من مغبة الاستمرار في اعتقال كوادر الجبهة، مطالبا باطلاق سعدات فورا. حذرت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الذراع العسكري ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مسؤولين في الاجهزة الامنية الفلسطينية من مغبة الاستمرار في اعتقال كوادرها، وذلك بعد اعتقال الامين العام للجبهة احمد سعدات. وجاء في البيان وزع في رام الله امس: "نحذر من مواصلة اعتقال كوادرنا، وإلا فإن أيادينا ستصل اليهم على رغم الحراسة المشددة حولهم". وتكهنت مصادر ان المسؤولين الامنيين المعنيين هما مدير جهاز المخابرات العامة العميد توفيق الطيراوي ومدير الشرطة في رام الله محمد صلاح. وطالب البيان بالافراج فوراً عن سعدات وجميع المعتقلين، محملا السلطة المسؤولية عن أي أذى يلحق بهم، علماً أن السلطة تحتجز في سجونها 33 من كوادر "الشعبية" في الضفة وقطاع غزة جرى اعتقالهم بفترات متباعدة منذ اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في 17 تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان جهوداً واتصالات مكثفة تجريها القوى الوطنية والاسلامية واللجنة الوطنية الموحدة مع عرفات لاطلاق سعدات واحتواء اي تدهور محتمل داخل منظمة التحرير. وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت مساء اول من امس ان اعتقال سعدات "خطوة في الاتجاه الصحيح". وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب ريكر ان على الرئيس ياسر عرفات ان "يتخذ اجراءات فورية ضد المسؤولين عن ارتكاب اعمال عنف واعتداءات وان يضرب البنى التحتية للارهابيين لمنع تكرار الاعتداءات" كالتي ادت الى اغتيال الوزير الاسرائيلي. ... وفي قطاع غزة بدت الأوضاع الداخلية عموماً أكثر توتراً بعد اعتقال سعدات الذي يحظى باحترام وتقدير الشارع الفلسطيني بسبب سجله النضالي الطويل، واعتقاله سنوات طوال في سجون الاحتلال والسلطة، وبعد اغتيال زئيفي انتقاماً لاستشهاد أبو علي مصطفى. وعقدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعد "الشعبية" ثاني اكبر فصيل فيها، اجتماعاً امس في غزة لدرس الأوضاع في ضوء اعتقال سعدات. وكانت الفصائل نفسها عقدت اجتماعاً أول من امس في هذا الصدد. واتفق ممثلو الفصائل الذين شاركوا في الاجتماعين على ان اعتقال سعدات يمثل خطورة بالغة على الوحدة الوطنية والانتفاضة وتعدياً ضارياً على أحد المكونات الرئيسية لمنظمة التحرير. واشاروا في مذكرة موجهة الى عرفات في اعقاب الاجتماع الأول الى ان اعتقال سعدات سيؤدي الى تدهور العلاقات والأسس التي تقوم عليها المنظمة والعلاقة بين السلطة والمنظمة، اضافة الى زيادة الابتزازات الاسرائيلية. واتفق ممثلو الفصائل في الاجتماع الثاني على تنظيم سلسلة فعاليات احتجاجية سيكون أولها اعتصام جماهيري قبالة مقر المجلس التشريعي في غزة قبل ظهر غد، اضافة الى اجتماع تدعى اليه القوى الوطنية الاسلامية والفعاليات والشخصيات الوطنية والاعتبارية تصدر عنه مذكرة موجهة الى عرفات، اضافة الى بيان موجه للرأي العام الفلسطيني. وقرر المجتمعون عقد مؤتمر صحافي الاثنين المقبل في حال استمر اعتقال سعدات، الى جانب فعاليات اخرى ستحدد لاحقاً. كما ستجري لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية اجتماعات للبحث في الموضوع، اضافة الى سلسلة فعاليات جماهيرية وتظاهرات ستنظمها "الشعبية" في المدن والمخيمات في قطاع غزة. الشارع الفلسطيني وكان الشارع الفلسطيني في قطاع غزة اصيب بصدمة في اعقاب اعلان اعتقال سعدات، فيما اعرب كثيرون عن استيائهم الشديد. وباستثناء الانتقادات الواسعة من المواطنين وتظاهرات احتجاج محدودة، لم يشهد القطاع تحركات جماهيرية او تظاهرات صاخبة او اعمال عنف احتجاجية. يذكر ان ل"الشعبية" وجودا واسعا في قطاع غزة، لكن في السنوات الاخيرة لم تعد القوة الثانية بعد "فتح" خصوصا بعد تقدم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس جماهيرياً عليها. ويقول بعض المراقبين ان الجبهة بتاريخها الوطني والنضالي الكبير والطويل لن تقدم على معارك مع السلطة، وهي التي تشارك في منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1967 وولدت من رحم حركة القوميين العرب. وقال بعض عناصر الجبهة ل"الحياة" ان "الرفيق الحكيم الامين العام السابق للجبهة الدكتور جورج حبش والرفيق ابو علي مصطفى الذي اغتالته اسرائيل في آب الماضي كانا يقولان دائماً ان الدم الفلسطيني خط احمر ... وحرام"، في اشارة الى رفضهما القاطع للاقتتال الداخلي. الا ان رفيق 30 عاماً رأى عكس ذلك، متوقعاً ان ترد الجبهة بعنف على السلطة في حال استمر اعتقال سعدات. وبدت الصورة سوداوية في عيون سامي 45 عاماً الذي رأى ان الشعب الفلسطيني لن يتحرك ضد اعتقال سعدات كما لم يتحرك الشارع العربي ضد قصف ليبيا ومنزل رئيسها العقيد القذافي، ولا ضد الحصار المفروض على العراق حتى الآن، ولا ضد حصار عرفات في رام الله منذ اسابيع. واعتبر سامي ورفيق وآخرون ان اعتقال سعدات جاء استجابة للضغوط التي مارستها اسرائيل والولاياتالمتحدة على السلطة لاعتقاله وعضو آخر في الجبهة ما زال طليقا حتى الآن. وذهب سليمان الى ابعد من ذلك، وقال: "اذا لم يعتقله عرفات فسيبقى مسجوناً في رام الله". وعلى غرار ما صرح به رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان لتلفزيون "الجزيرة"، فان غالبية من تحدثت اليهم "الحياة" رأوا ان السلطة لا يمكن ان تقدم على تسليم سعدات لاسرائيل. وكان دحلان قال ان الاتفاقات الموقعة بين السلطة واسرائيل ليس فيها اي نص او مادة يشير الى وجوب تسليم معتقلين او مطلوبين فلسطينيين الى سرائيل. وعلى عكس رفيق، لم يتوقع سامي ان تحاكم السلطة سعدات او ان توجه اليه أي اتهام، مضيفاً ان عرفات سيفرج في النهاية عن سعدات من دون اي محاكمة كما افرج عن قياديين سابقين في الجبهة كانت السلطة اعتقلتهم في اطار الحملة نفسها في اعقاب اغتيال زئيفي.