أفادت مصادر مطلعة على الجهود الاميركية لانهاء الحرب السودانية أن المبعوث الرئاسي الاميركي يتوقع في "أفضل الاحتمالات" بدء "محادثات سلام شاملة خلال شهرين تقريباً لإقرار وقف شامل لاطلاق النار في جميع انحاء السودان، وتركيب بنية حكومة السودان المستقبلية، واتخاذ خطوات لضمان تحرر غير المسلمين في السودان من الخوف". وقالت هذه المصادر إن التصور الذي قدمه المبعوث للمرة الاولى منذ تعيينه قبل ثلاثة أشهر صدر بعد استماعه لخطب القيت في كنيسة كل القديسين في الخرطوم وشكاوى من اساءة المعاملة خصوصا في أحداث 11 نيسان ابريل الماضي التي شهدت هجوم قوات الشرطة على تجمع احتفالي. وأوضحت أن دانفورث أضاف في تعليق نادر: "هل ستصبح الدولة علمانية؟ لا. السؤال هو هل سيسمح النظام لغير المسلمين ليس فقط بممارسة ديانتهم وانما بأن يتحرروا من فرض قيود اسلامية؟". وتوجه دانفورث أمس الى منطقة جبال النوبة في الغرب التي طرح مقترحات لانهاء الصراع فيها بين الحكومة ومتمردي "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق. راجع ص 5 وينتقل المبعوث الاميركي اليوم الى مدينة رمبيك الجنوبية للقاء قرنق قبل عودته مجدداً الى الخرطوم لمواصلة محادثاته التي تتزامن مع محادثات على مستوى الخبراء بين وفدين من الخرطوم وحركة قرنق في سويسرا. ونقل صحافيون أميركيون يرافقون المبعوث عن الوفد أن الحكومة السودانية عرضت في لقاء البشير مع المبعوث الاميركي وقفاً موقتاً طوعياً للقصف الجوي على مواقع المتمردين في جبال النوبة لمدة شهر للمساهمة في تهيئة الاجواء. ومعروف أن الخرطوم تعارض الامر وتربطه بالتسوية الشاملة ومراقبة الاغاثة. غير أن الصحافيين قالوا إن المسؤولين الاميركيين بدوا متشككين في هذا الامر، نقلوا عن السفير روبرت أوكلي مساعد دانفورث قوله "سيكون هناك حديث كثير قبل الانتهاء من هذا الموضوع". من جهة أخرى، نفى مسؤول سوداني صحة معلومات راجت في الخرطوم أمس عن انشقاق وزير النقل الدكتور لام أكول بعد تغيبه عن الخرطوم في زيارة الى منطقة نفوذه الرئيسي في منطقة فشودة في جنوب البلاد. وقال وزير الدولة في مستشارية السلام ضيو مطوك ل "الحياة" أمس أن أكول "سافر الى فشودة بعلم الحكومة لتفقد قواته"، لكنه لم يحدد موعداً لعودة الوزير الى عمله في الخرطوم. وأضاف أنه كان مقرراً أن يقدم ورقة أمام إجتماعات "إيغاد" لكنه اعتذر عن عدم تقديمها لتضارب الموعد مع زيارته الى منطقة نفوذه في مناطق قبائل الشلك في اقليم أعالي النيل. واشتهر أكول القيادي البارز السابق في حركة قرنق بأنه مهندس أكبر إنشقاق في الحركة قاده الدكتور رياك مشار الذي عاد الى الحركة الشهر الجاري بعد مواجهات استمرت عشر سنوات اعتمد فيها على دعم الخرطوم. وقالت مصادر قريبة من حركة قرنق ل "الحياة" أمس، انها لا تستبعد انشقاق أكول الذي وصفته بأنه "لم يكن بعيداً عن مفاوضات مشار وقرنق". وقضى أكول نحو الشهر في نيروبي أخيراً في عطلة وتوجه الى فشودة بعد يومين من عودته الى الخرطوم. ورفض قريبون من أكول التعليق على أنباء انشقاقه، وقالوا إنه توجه الى فشودة لمعالجة أوضاع قواته بعد إنشقاق أحد قادتها. ويتهم أكول جهات متنفذة في الحكومة بأنها وراء هذا الانشقاق في قواته القبلية. وأقصي أكول قبل ثلاثة أشهر من المكتب القيادي للحزب الحاكم وانضم الى تيار من أبناء الغرب والجنوب يدعو الى اصلاحات جذرية داخل الحزب الحاكم. وكثيرا ما وجه القيادي الجنوبي انتقادات علنية الى الطريقة التي تدار بها الحكومة والحزب.