نقلت الحكومة السودانية الى المبعوث الرئاسي الاميركي جون دانفورث تحفظات عن مواقف اعتبرتها سلبية، خصوصاً لجهة طلب واشنطن وقف القصف على الأهداف المدنية والانسانية، بحسب خطة من أربع نقاط. وفيما بدأت مفاوضات مغلقة في سويسرا بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" برعاية اميركية، أجرى دانفورث محادثات مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ومستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ركزت على النقاط الأربع التي طرحها خلال زيارته السابقة قبل شهرين وشملت وقف اطلاق النار في جبال النوبة تحت رقابة دولية، ووقف القصف الجوي للاهداف المدنية والانسانية، والحد من تجارة الرق وأعمال الخطف وتوصيل المعونات الانسانية. وعقد المبعوث الاميركي اجتماعا لاحقا مع الرئيس عمر البشير. وصرح وزير الخارجية السوداني بان دانفورث يعتزم التوجه الى الجنوب للقاء قرنق ثم يعود الى الخرطوم لمواصلة محادثاته. وقال صلاح الدين للصحافيين ان تقدماً أحرز في النقاط الثلاث، لكن الحكومة كررت تحفظها على طلب وقف القصف الجوي. معتبراً ان الطريقة التي طرح فيها الاقتراح "تعطي حركة التمرد فرصة لاستغلال الاتفاق". وشدد على ضرورة عدم عزل قضية القصف عن غيرها في ظل حرمان الحكومة من المشاركة في مراقبة عملية "شريان الحياة" لنقل الاغاثة. وكرر صلاح الدين رفض الخرطوم اعتماد آلية لمراقبة القصف قبل التوصل الى حل شامل لأن فصل هذه القضية "يعطي قرنق مكسباً عسكرياً مما يشكك في نزاهة الجهود الاميركية". ونفى صلاح الدين تلقي حكومته اقتراحات كينية لعقد لقاء بين الرئيس عمر البشير وجون قرنق. وقال ان "الوقت غير مناسب حالياً لمثل هذا اللقاء"، مؤكداً ان الاتصالات بين الخرطومونيروبي ستستمر في اطار مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا ايغاد. وكان دانفورث صرح في نيروبي أول من امس بأن الرئىس الكيني دانيال اراب موي ابلغه عزمه دعوة الأطراف السودانية الى مفاوضات خلال الأشهر الستة المقبلة، وجمع البشير وقرنق في لقاء مباشر للاتفاق على وقف النار تحت رقابة الاممالمتحدة. وفي شأن المفاوضات التي بدأت امس في مدينة بيرن السويسرية بين وفدين من الحكومة و"الحركة الشعبية"، قال مستشار الرئيس للسلام ان المفاوضات ستناقش الاتفاق على وقف النار في جبال النوبة وليست معنية بأي قضية اخرى. وأفادت وزارة الخارجية السويسرية أ ف ب ان ممثلين عن الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بدأوا بعد ظهر امس مفاوضات في شأن وقف النار في جبال النوبة في غرب السودان. واحيط مكان المحادثات المقررة على مدى اسبوع بالسرية بطلب من الجانبين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية السويسرية دانييلا ستوفل "المحادثات ليست في بيرن ولا في جنيف". ويشارك في محادثات السلام وفد مؤلف من عشرة مسؤولين يمثل الحكومة السودانية ووفد يضم عدداً مماثلاً من قادة "الجيش الشعبي"، ووصل الجميع الى زوريخ امس، لكن الناطقة لم تكشف اسماء المشاركين.